هارب من العدالة.. بأمر الفلول

 


 

 

النيابة العامة تحت الانقلاب أمرها عجيب..! فقد رأى الناس منها من التصرفات ما يندى له وجه العدالة..وما يجعلها تبدو وكأنها نيابة عامة تعمل من اجل الفلول وليس من اجل إنفاذ القانون..!! فبعض وكلاء نيابتها ينشطون فيها بصور أخونجية مُلفتة..ولا يخجلون من ارتكاب أفعال تكشف خللها الجسيم الذي لا يحتاج إلى "مسبار فويجر" أو ميزان حرارة..!
محمد طاهر إيلا هارب مطلوب للعدالة (في اتهامات بجرائم متلتلة) جاء على رأس موكب يجوب طرقات المدن فلم يسأله أحد من النيابة..! ثم تصدر النيابة إعلاناً بأن وجدي صالح هارب من العدالة وهو على بعد خطوات منها موجود بحمد الله يظهر على كل الساحات..ثم بعد أن جاء إليها برجليه مرفوع الهامة..لم يجد اتهاماً ولا بلاغاً وقامت النيابه ذاتها بإطلاق سراحه بغير ضمان..! فلماذا أيتها النيابة المبجلة تطلقين سراح متهم هارب من العدالة..؟!
والآن جاء دور د.عمر القراي..!! وأنت لا تعرف لصالح من يعمل وكيل النيابة الذي ادعى هروب الرجل..؟!! هل يا ترى تصدر قرارات وإعلانات النيابة العامة من مكاتب محترمة يتم فيه اتخاذ القرارات وفق المؤسسية والقانون..أم أن (كل وكيل وشطارتو)..!! هل تصدر هذه الإعلانات من خارج النيابة وبأوراقها الرسمية..؟! أم تصدر من أحزاب وجهات سياسية داخل النيابة من اجل ما يظنون أنه يمكن أن يشوّه سمعة معارضي الانقلاب والفلول..مع أن الذين يحاول وكلاء النيابة الفلوليين تشويه سمعتهم هم في مقاييس الشعب أنظف من (صحن الصيني)..!
الآن يتكرر الأمر مع دكتور القراي فأبشر يا رجل بهذا النيشان الذي وضعته النيابة على صدرك بغير إدراك منها.. لأن خصيم نيابة الانقلاب هو الشخص النظيف المستقيم..وكل الذين تطاردهم نيابات الانقلاب إنما هم من الأخيار الشجعان الذين ينافحون عن الحق ولا يهربون..وكيف يهربون وهم لم يتواروا أيام الإنقاذ المدجّجة بالسلاح والإجرام وقتل الغيلة وأقبية التعذيب..هل يمكن أن تهرب الأسود أمام الجرذان والصراصير..! ثم أين هي هذه العدالة التي يهربون منها..؟!
ما قولكم في أيلا..؟! وهم في سجلاتكم من المطلوبين للعدالة..؟ ألا تعرفون عنوانه..؟ وقد سبقته رفقة السوء تعلن عن قدومه للبلاد وعن تشكيل لجنة عليا لاستقباله..؟! حتى البرهان (الذي لا تُقبل شهادته) قال عن هذه الحكاية حتى تكتمل فصول المهزلة: لو كانت هناك دولة لما تم استقبال إيلا (الهارب من العدالة) استقبال الفاتحين.!!.
ولك يا صديقي أن تقارن ذلك بالإعلان المهزوز الذي صدر عن هروب عمر القراي وهو من الرجال الذين يحترمون أنفسهم..وهو يوطد إقدامه حيث يقف ويدافع عما يعتقد..وإذا وضعت مثل هؤلاء المناضلين الأحرار في موازنة غير عادلة (مع إيلا وأشباه ايلا) فستبين لك الثنائيات العجيبة: الشجاعة مقابل الجبن و(الرجفيبة)؛ والرصانة في مقابل (الهلهلة) والحق أمام الباطل؛ والكرامة مقابل المهانة؛ والشرف مقابل العيب؛ والنزاهة مقابل خيانة الأمانة..! فمن الذي تلطّخ بالعار..(صهينة النيابة) تجاه إيلا..أم ملاحقتها للقراي..؟ّ!!
بالأمس قال المحامي والحقوقي عثمان البصري إن النيابة العامة غير جادة في منع استخدام مقذوفات الأوبلن ضد الثوار السلميين..ولو كانت لها ذرة من جدية لاكتفت بجملة من سطر واحد بالإعلان عن منع استخدام هذا السلاح الإجرامي..وليس التسويف بتكوين لجنة تحقيق لتجتمع بعد شهرين (وتشرب الشاي) مع استمرار استخدام سلاح يقتل الناس كل يوم ويقتلع عيونهم وأطرافهم ..!
كنّا نعوّل أن يكون في النيابة العامة من يرى (هذا العوَج) البين الواضح البيّن فيقول شيئاً من اجل الحق والتاريخ..أو حتى من اجل تبرئه نفسه من هذا الذي يجري...ولكن (يا فؤادي رحم الله الهوى)..! وكلاء نيابة الانقلاب يتلاعبون مع رجال ليسوا من شاكلتهم..رجال لم يعرفوا بالهروب إلى تركيا وماليزيا و(ومنظمة الصحة العالمية)..!! وحقيقة أن كل شخص ينفق مما عنده..فجماعة الفلول والانقلاب وأجهزتهم العدلية ووكلاء نياباتهم يظنون أن الآخرين مثلهم في مقارفة العيب والهروب عند المساءلة..! ولكن لماذا يهرب الأحرار ومم يخشون..وهم مناضلون لا يخافون وأهل عفاف لا يأكلون السحت.. هل يمكن أن يهرب أمثال دكتور القراي ووجدي صالح من هذه الأجهزة المهلهلة وحفنة وكلاء نيابات زعانف..(دقي يا مزيكة)...!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء