هجمات الطائرات المسيرة الانتحارية تفتح الباب امام تدويل الحرب السودانية

 


 

 

محمد فضل علي .. كندا
الهجمات الانتحارية بواسطة الطائرات المسيرة المجهولة الهوية التي استهدفت مجموعة جهادية تربطها صلة قوية بقيادة الجيش السوداني الراهن وقائدة عبد الفتاح البرهان في مدينة عطبرة ثم هجمات اخري استهدفت بعض مكاتب الامن والمخابرات السودانية في مدينة القضارف السودانية اثارت موجة من الجدل والبلبلة وسط تضارب المعلومات عن دوافع الجهة التي نفذت تلك الهجمات وقد ربطت بعض الجماعات السودانية وبين ما وصفته بالانقسام داخل الجيش السوداني في التعامل مع الاسلاميين الذين يديرون الحرب والتخطيط السياسي والاعلام التعبوي ويدفعون اموال طائلة لتمويل العملية كلها مما يضعف من الاجتهادات التي ذهبت في هذا الطريق وتاكد بالدليل المادي القاطع ان قيادة الجيش الراهنة لاتستطيع الاختلاف مجرد الاختلاف مع المجموعات الاخوانية ناهيك عن الاطاحة بها وتقديمها قربانا لحركة الدعم السريع واشياء من هذا القبيل.
اخوان السودان لم يترددوا لحظة من قبل في تسليم كارلوس الي فرنسا بعد تخديرة بطريقة غير لائقة او كريمة والرجل لم يحسن التقدير وقد اتي الي سودان التسعينات مدفوعا بعاطفة عمياء معتقدا ان هناك ثورة تحررية وتقدمية في السودان .
اخوان السودان سلموا ايضا الصناديق السوداء وكل اسرار التنظيمات الاخوانية علي الاصعدة الاقليمية والدولية الي المخابرات الامريكية والفرنسية والبريطانية من اجل الاستمرار في الحكم ومثلها الي السلطات المصرية التي تخوض حرب استنزاف مكلفة مع الجماعات الاخوانية في سيناء المصرية .
ولو كان البرهان وحاشيته المخابراتية والسياسية يملكون القدرة في التضحية بقيادة الظل في الحركة الاسلامية علي كرتي واخوانه لما ترددوا لحظة ولكنهم لايستطيعون علي الرغم من ان الحركة الاسلامية السودانية باتت مرهقة ومشتتة بعد الضربات القوية التي تعرضت لها من قوات الدعم السريع التي اضعفت هذا التنظيم العقائدي الخطير لاول مرة منذ تاسيس جماعة الاخوان المسلمين السودانية التي كانت احد روافد الحركة الاسلامية المصرية في السودان وليبيا وبلاد افريقية اخري قبل استقلال السودان.
بالامس ترددت اخبار منسوبة لبعض الدوائر الاعلامية والاستخبارية الامريكيةعن اتهام الصين بتطوير المسيرات الايرانية التي استخدمت في الحرب السودانية و الهجمات المشار اليها .
قد ينذر كل ماسلف ذكره بتدويل الحرب السودانية بطريقة تفتح ابواب الجحيم علي المتبقي من دولة فاشلة و مترنحة مثل السودان وسط تصريحات اخري من بعض الاوساط الاستخبارية الامريكية بمراقبة مايجري في السودان بالاقمار الصناعية بالتزامن مع نوع من الحرب الباردة و التحرش والتهديدات المتبادلة بين اسرائيل و ايران مما قد يدفع هذه الاطراف الي اتخاذ السودان مسرحا لتصفية حسابتها مع بعضها البعض في لحظة معينة .,

 

آراء