هدايا مجانية إلى (بوم الخرائب)..!

 


 

 

 

فيكتور هوغو الأديب والشاعر والروائي الفرنسي الشهير كان يهاجم (لويس بونابرت) الذي كان لفترة قصيرة ملكاً على هولندا.. وكان يعد نفسه بطلاً قومياً.. وكان ينتقده مر الانتقاد؛ ولكن الأدباء من معاصري هوغو كانوا يأخذون عليه هجومه على لويس بونابرت ويقولون إن ذلك يعطيه مكانه واهتماماً لا يستحقه، ومن الأجدى إهماله لأنه (أكثر وضاعة) من الالتفات إليه؛ ولكن الأجدر التساؤل عن الظروف والشروط والأسباب التي سمحت لشخصية حقيرة ومثيرة للضحك من هذا النوع أن تلعب دور البطل؟.؟! وهذه الحكاية هي التي تتجسّد أمامنا الآن ونحن نتحدث عن مساوئ الإنقاذ ورموزها.. فهؤلاء البشر لا يستحقون كلمة واحدة.. ولعل الأجدى معرفة الظروف والأسباب التي جعلت مثل هؤلاء الناس يجلسون على رأس السودان كل هذه السنوات التي بلغت عمر (جيل كامل) و(ثلاثة عقود) من الزمان الثمين الحيوي الذي يمور فيه العالم بتحديات التنمية والتقنية والتقدم العلمي والرفاه؛ وحيث حساب الوقت يتم بالفيمتو- ثانية (مليون مليار كوادرليون جزء من الثانية) دعك من حساب الدقائق والساعات والأيام والأسابيع والشهور والسنوات.. بوجود المؤتمر الوطني..!

..ما كان الناس في حاجة للحديث عن الإنقاذ (وبلاويها)؛ ولكن الأمر الغريب أن العديد من الصحف والقنوات والمنابر الإعلامية لا تزال تريد تذكير الناس بعطن الإنقاذ وعفنها.. وما زال ربائب الإنقاذ يدبجون المقالات من داخل كهوف التآمر ويجدون لهم معيناً من منابر الدولة التي يدفع الناس تمويلها.. ولا غرابة.. لأن الكثرة الكاثرة من الصحف والمنابر التي لا زالت تعرض نفسها على الناس هي صحف ومنابر مملوكة للإنقاذ وللمؤتمر الوطني ورموزه.. وبتمويل مباشر من خزينة الدولة؛ لأن المؤتمر الوطني ورموز الإنقاذ وتابعيهم كانوا يغرفون من مال الدولة (بغير حساب).. فمعظم الصحف التي تصدر الآن كانت بتمويل من الدولة اقتطعه المؤتمر الوطني لفلان أو لعلان أو للصندوق الفلاني والهيئة الفلانية أو لاتحاد الطلاب أو الشباب..الخ ولهذا لا زالت هذه الصحف تعيش في (زمن الإنقاذ الردئ) وتنشر السموم والملوثات عياناً بياناً وكأن شيئاً لم يكن..! وهذا ليس مدعاة للدهشة أو الغضب إنما هي (فرفرة إلى زوال) ولكن ما يغيظ حقاً هو بعض الأقوال التي تصدر من بعض المنابر الحزبية وتنشر الإحباط ولا تصب إلا في مصلحة (الثورة المضادة)..! مثل خروج بعض قيادات الأحزاب وكوادرها إلى الإعلام المحلي والدولي لإعلان الاختلاف حول مطالب الثوار أو حول الوثيقة الدستورية التي قدمتها قوى الحرية والتغيير .. فما الذي يمنع التداول حول ذلك بين قوى الثورة الموقعة على مواثيقها؟! هذا كلام لا يصب إلا في خانة (بوم الخرائب) وفيه إرباك للحالة السياسية الدقيقة التي يمر بها الوطن.. وعلى الأحزاب السياسية أن تتسامى فوق المواقف الصغيرة حتى لا تصدق عليها تخرّصات الثورة المضادة بأن المسألة هي مسألة مناصب واستقطاب مواقف ..فالثورة التي تملأ الساحات الآن هي ثورة كاملة شاملة تريد أن تقطع دابر المماحكات العقيمة وتصعد بالوطن إلى مراقي المواطنة الفاهمة العميقة المستنيرة المتجردة... فلا نامت أعين (الدباس)..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء