هدية مناوي حاكم دارفور لمونديال كأس العالم..!! بقلم: د. مرتضى الغالي
د. مرتضى الغالي
30 September, 2022
30 September, 2022
(ورب الكعبة) كنت أظن أن حكاية تبرع أركو مناوي لأولمبياد قطر لكرة القدم بثلاثة آلاف رأس من الضأن (مزحة ساخرة) في وسائط التواصل الاجتماعي من أجل تخفيف وقع أيام الانقلاب الجاهمة الُمفلسة الدموية العاطلة الباطلة...!
ولكن علمت أن الأمر بدخل في باب الجد..! وأن الرجل قام فعلاً بهذه الفضيحة المدوّية التي تكشف لك أقدار رجالات الانقلاب..ومدى السفه الذي يمارسونه (السفه بمعنى تبديد المال في ما لا ينبغي) ولكن هذه الواقعة ليست إشارة السفه التبديدي وحده..إنما هي تتويج للتصرّفات الرعناء التي تؤكد انحلال عقد إدارة الدولة وانتشار التسيّب والفوضى وانفتاح الباب واسعاً للنهب والاختلاس والإضاعة وتبديد ما تبقى من المال العام الشحيح بحيث انتهى الانقلاب إلى إنعاش دائرة أخرى من الفساد الأكبر بإعادة اللصوص إلى مواقعهم واستدعائهم من مهاجرهم التي يستخبّون فيها..!
وليس ذلك وحده..بل إن هذه الواقعة أبانت أن قيادات هذا الانقلاب في شغل عن الشعب بتقديم الإنعامات والإكراميات إلى أصدقائهم وأولياء نعمتهم في دول العالم من باب المنفعة الشخصية..وفي تذلل مهين..! وليس ذلك وحده..بل إنهم أضحوا يتلاعبون بكرامة الوطن واعتداده ومكانته وصورته بين جيرانه وفي إقليمه وحول العالم..وينتقصون من هيبته بهذه الألاعيب والمهازل الصارخة التي تتحدث عنها قنوات العالم ومنابره..!
يا ليتنا في السودان نملك (هذه البحبوحة) التي تجعلنا نقوم بدعم الخزائن الخليجية وأولمبيادات العالم في الدوحة وطوكيو...ولا بأس من ذلك إذا كانت بلادنا من الدول التي تضيق خزائنها بالمال وينعم مواطنوها بالرفاه..ولكن هذا السفه يجري باسم دولة عاصمتها مظلمة وقطوعات الكهرباء فيها هي القاعدة وليست الاستثناء..ومدنها فقيرة في إمدادات المياه وشوارعها مطرّزة بالحفر والأخاديد و(الدحادير)..تطفح بالمياه الراكدة والبعوض والهوام و(النمتّي) ومستشفياتها خاوية وقذرة ومنتنة والمرضى يتطوّحون بين جدرانها ويرقدون على بلاطها ناقل العدوى ويتقاسمون الأسرة (خلف خلاف) ومدارسها كئيبة ليس فيها مراحيض ولا مياه..دع عنك أقاليمها الأخرى وقراها الحزينة وقنوات ريّها المهجورة وعافيتها المهدورة..وثلث أهل البلاد أما في معسكرات النزوح اللجوء أو هائمين في البوادي بعد أن اقتلعت المليشيات ديارهم و(جبركاتهم) والحكومة متعطلة وإدارة الدولة متبطلة عن فعل أي شيء...اللهم إلا إطلاق الغاز والرصاص على الناس في الشوارع..!
ثلاثة آلاف من الضأن لدولة قطر..؟! من الذي قال لك أن قطر لديها عجز في توفير وجبات ضيوف الأولمبياد..! ومن قال لك إنها في حاجة للضأن..؟! وماذا تفعل قطر بهذه الخراف..؟! وهل أصبح السودان من ممولي قطر..أثرى دولة في العالم من حيث المداخيل اليومية من الغاز المُسال..؟! ثم أنها قد أكملت استعدادها يا أخي للمونديال بكل ما يكفي ضيوفها من اللحوم..فماذا تصنع بخراف مناوي...! هل كما قال أحد ظرفاء السوشيال ميديا أن مناوي يريد بهذه الخراف أن تكون مشاركته لدولة قطر (مشاركة خرافية)..؟!
ثم من أين لمناوي بهذا (المُراح) من الضأن..؟! وهل هي أعطية باسمه..أم باسم (حركة تحرير السودان)..أم باسم حكومة إقليم دارفور..؟ أم من ميزانية (اتفاقية السلام)..؟ أو ربما من الخزينة العامة..؟! وهل استشار صاحبه وزير المالية لإدراجها في بند المصروفات الحكومية (مع سيارة إبن الأخ) قبل هذا الإعلان العالمي عن التبرع برءوس الضأن السوداني المسكينة...!
طبعاً لن نقيم جدول موازنة بين حكومة قطر وضيوف الأولمبياد من جهة وأهل المعسكرات في دارفور من جهة أخرى لنعرف من هو أولى بأن تتوجه له هذه الشحنة من الثروة السودانية..؟! ولا تنسى أن مناوي هو حاكم دارفور وهو المسؤول عن كل طفل في معسكرات النازحين التي تتجاوز السبعين معسكراً فمتى وقف مناوي على أحوالهم وهو يطوف بين القاهرة وقطر..ويريد أن يطمئن على مقادير شرائح الضأن في أطباق ضيوف كأس العالم جاهلاً بما أعدته لهم الدولة المضيفة من (قُرة أعين)..!!
هذا الانقلاب اللعين قلب ظهر الأرض على باطنها وطفح بكل هذه الجهالات التي تتواصل كل يوم بأفعال وأقوال وممارسات لا يمكن تصوّرها أو احتمال فجاجتها و(عوارتها)..! لا فتح الله عليكم في حلٍ وترحال.. ويا لكم من صغار يتلاعبون بما لا يجب التلاعب به..!! ..الله لا كسبكم دنيا وأخرى..!!
murtadamore@yahoo.com
ولكن علمت أن الأمر بدخل في باب الجد..! وأن الرجل قام فعلاً بهذه الفضيحة المدوّية التي تكشف لك أقدار رجالات الانقلاب..ومدى السفه الذي يمارسونه (السفه بمعنى تبديد المال في ما لا ينبغي) ولكن هذه الواقعة ليست إشارة السفه التبديدي وحده..إنما هي تتويج للتصرّفات الرعناء التي تؤكد انحلال عقد إدارة الدولة وانتشار التسيّب والفوضى وانفتاح الباب واسعاً للنهب والاختلاس والإضاعة وتبديد ما تبقى من المال العام الشحيح بحيث انتهى الانقلاب إلى إنعاش دائرة أخرى من الفساد الأكبر بإعادة اللصوص إلى مواقعهم واستدعائهم من مهاجرهم التي يستخبّون فيها..!
وليس ذلك وحده..بل إن هذه الواقعة أبانت أن قيادات هذا الانقلاب في شغل عن الشعب بتقديم الإنعامات والإكراميات إلى أصدقائهم وأولياء نعمتهم في دول العالم من باب المنفعة الشخصية..وفي تذلل مهين..! وليس ذلك وحده..بل إنهم أضحوا يتلاعبون بكرامة الوطن واعتداده ومكانته وصورته بين جيرانه وفي إقليمه وحول العالم..وينتقصون من هيبته بهذه الألاعيب والمهازل الصارخة التي تتحدث عنها قنوات العالم ومنابره..!
يا ليتنا في السودان نملك (هذه البحبوحة) التي تجعلنا نقوم بدعم الخزائن الخليجية وأولمبيادات العالم في الدوحة وطوكيو...ولا بأس من ذلك إذا كانت بلادنا من الدول التي تضيق خزائنها بالمال وينعم مواطنوها بالرفاه..ولكن هذا السفه يجري باسم دولة عاصمتها مظلمة وقطوعات الكهرباء فيها هي القاعدة وليست الاستثناء..ومدنها فقيرة في إمدادات المياه وشوارعها مطرّزة بالحفر والأخاديد و(الدحادير)..تطفح بالمياه الراكدة والبعوض والهوام و(النمتّي) ومستشفياتها خاوية وقذرة ومنتنة والمرضى يتطوّحون بين جدرانها ويرقدون على بلاطها ناقل العدوى ويتقاسمون الأسرة (خلف خلاف) ومدارسها كئيبة ليس فيها مراحيض ولا مياه..دع عنك أقاليمها الأخرى وقراها الحزينة وقنوات ريّها المهجورة وعافيتها المهدورة..وثلث أهل البلاد أما في معسكرات النزوح اللجوء أو هائمين في البوادي بعد أن اقتلعت المليشيات ديارهم و(جبركاتهم) والحكومة متعطلة وإدارة الدولة متبطلة عن فعل أي شيء...اللهم إلا إطلاق الغاز والرصاص على الناس في الشوارع..!
ثلاثة آلاف من الضأن لدولة قطر..؟! من الذي قال لك أن قطر لديها عجز في توفير وجبات ضيوف الأولمبياد..! ومن قال لك إنها في حاجة للضأن..؟! وماذا تفعل قطر بهذه الخراف..؟! وهل أصبح السودان من ممولي قطر..أثرى دولة في العالم من حيث المداخيل اليومية من الغاز المُسال..؟! ثم أنها قد أكملت استعدادها يا أخي للمونديال بكل ما يكفي ضيوفها من اللحوم..فماذا تصنع بخراف مناوي...! هل كما قال أحد ظرفاء السوشيال ميديا أن مناوي يريد بهذه الخراف أن تكون مشاركته لدولة قطر (مشاركة خرافية)..؟!
ثم من أين لمناوي بهذا (المُراح) من الضأن..؟! وهل هي أعطية باسمه..أم باسم (حركة تحرير السودان)..أم باسم حكومة إقليم دارفور..؟ أم من ميزانية (اتفاقية السلام)..؟ أو ربما من الخزينة العامة..؟! وهل استشار صاحبه وزير المالية لإدراجها في بند المصروفات الحكومية (مع سيارة إبن الأخ) قبل هذا الإعلان العالمي عن التبرع برءوس الضأن السوداني المسكينة...!
طبعاً لن نقيم جدول موازنة بين حكومة قطر وضيوف الأولمبياد من جهة وأهل المعسكرات في دارفور من جهة أخرى لنعرف من هو أولى بأن تتوجه له هذه الشحنة من الثروة السودانية..؟! ولا تنسى أن مناوي هو حاكم دارفور وهو المسؤول عن كل طفل في معسكرات النازحين التي تتجاوز السبعين معسكراً فمتى وقف مناوي على أحوالهم وهو يطوف بين القاهرة وقطر..ويريد أن يطمئن على مقادير شرائح الضأن في أطباق ضيوف كأس العالم جاهلاً بما أعدته لهم الدولة المضيفة من (قُرة أعين)..!!
هذا الانقلاب اللعين قلب ظهر الأرض على باطنها وطفح بكل هذه الجهالات التي تتواصل كل يوم بأفعال وأقوال وممارسات لا يمكن تصوّرها أو احتمال فجاجتها و(عوارتها)..! لا فتح الله عليكم في حلٍ وترحال.. ويا لكم من صغار يتلاعبون بما لا يجب التلاعب به..!! ..الله لا كسبكم دنيا وأخرى..!!
murtadamore@yahoo.com