هذا البيت من الشعر انتهت مدة صلاحيته بعد الهروب الكبير للبعثات الدبلوماسية لحظة الحريق

 


 

 

هذا البيت من الشعر انتهت مدة صلاحيته بعد الهروب الكبير للبعثات الدبلوماسية لحظة الحريق ليتركونا وحدنا نتلظي باللهيب !!.. ياضيفنا لو جئتنا ... لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل !!..

طال الزمن ام قصر وبحول الله سبحانه وتعالى وقوته وعظمته ستضع هذه الحرب اللعينة العبثية أوزارها وان شاء الله سبحانه وتعالى ستعود العاصمة المثلثة كما كانت لها نكهتها الفريدة وطابعها المميز في شارع النيل وأشجار ( اللبخ ) تحتضنه من الجانبين وتظلله من أعلي بمنظر بهر فارس الجزائر هواري بومدين الذي عافت نفسه ركوب السيارة لتسير به في أجمل شوارع افريقيا وقال كلمته وهو يواصل مشواره راجلا : ( هل يعقل ان يضيع المرء فرصة ليخطو في مكان كهذا كامل البهاء والنسمات تعيد إليه ايام الشباب والعافية ومظلة من نسج الاوراق العريضة ذات عبير فواح والجو في عمومه كأنه البشري أو العيد ... ( وضحك ) ... ( وعادة بومدين هو رجل صارم القسمات لم تري أسنانه قط الي ان ودع الدنيا ) ... ضحك علي رصفايه من الملوك والرؤساء العرب والسيارات تتهادى بهم مابين الفندق الكبير ومبني الجمعية التأسيسية عندما انعقد مؤتمر اللاءات الثلاثة !!..
هذا البلد الحبيب الذي تنفرد كل مدينة أو قرية فيه بلون وطعم خاص مثل الفواكه والزهور ومثل الجبال الشم والطيور ... من رأي الأبيض يقول انها اجمل مدن العالم السابحة في الرمال ... ومن نزل مدينة الثغر لا يملك إلا ان يفتتن بها غاية الافتنان وقس علي ذلك نيالا الحلوة النقية مثل الشهد والجنينة المضيافة ومدني وشندي وعاصمة الحديد والنار وحلفا والقري في الجزيرة وكثبان كردفان وجبال النوبة وكل مكان عندنا به من الجمال والأصالة مما يجعله نسيج وحده ولكن في إطار الصورة العامة إضافة للحسن والبهاء وكلنا سواسية حيثما حللنا الدور مفتوحة لنا أحضانها والكرم يهطل علينا مثل وابل المطر النازل بردا وسلاما وخيرا ونماء وسلام وطمأنينة !!.
لن نيأس ونحن نري سوداننا الذي حملنا وحملناه في حدقات العيون يتحول الي كومة من رماد وكان الحصاد أرواحا بريئة صعدت الي بارئها تشكو من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وهذا الذي لم نشهده في حياتنا وقد كنا كالجسد الواحد في التراحم إن تنهال علي رؤوسنا القذائف وتتقطع الأشلاء البشرية بعنف زائد وسادية ويتباري فينا الجنرالان وكل واحد منهما يريد إحراز أكبر قدر من القينان ( الأهداف ) لإرضاء غرور شخصي ورغبة مريضة للوصول إلي كرسي السلطان !!..
يحز في أنفسنا ويؤلمنا أشد الألم إن اضيافنا من البعثات الدبلوماسية تركونا وحدنا في الدار التي اكرمت وفادتهم وكان علي الأقل إن يمكثوا معنا بعض الوقت لإطفاء ولو القليل من النيران لكنهم حملوا اسرههم وهرعوا الي السفن الحربية والطيران ... وهل بعد هذا الذي رأيناه منهم يمكن ان يعود مجري الماء كما كان ؟! ... اشك في ذلك !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء