هذا يحدث في السودان … بقلم: د. حسن بشير محمد نور – الخرطوم
1 September, 2009
استجابة لما كتبناه ب"ماعون اقتصادي" 18 أغسطس الماضي بعنوان سؤال لبنك السودان ، تلقيت رسالة بالبريد الالكتروني من الأستاذة صباح سيد محمد مدير المكتب التنفيذي بشركة الخدمات المصرفية الالكترونية المحدودة. كنت قد تناولت في مقالي الأعطال التي تحدث بالصرافات الآلية و كيفية التخلص منها و ازالة اللايقين الناتج عنها. ذهبت قبل الموعد الذي قمت بتحديده بنفسي و قد تلقيت احتجاج ملطف جدا علي تجاوزي الموعد المحدد و بررت ذلك بانه حدث في رمضان و الا لانتظرت الي ان يأتي الوقت المتفق عليه. تم استقبالي بحفاوة بالغة تشبه كرم البيوت في السودان و ليس جفاء المكاتب. بشكل سريع و منظم تم اخراج السيد هاشم مجذوب الحاج من مشاغله ليأتي لاستقبالي و تقديم معلومات لي قبل الموعد المتفق عليه . بالفعل حضر الاخ هاشم و هو مدير ادارة التسويق، لكن معارفه لا تقتصر علي مهنته فوجدته عالما بالتقانة الحديثة بمختلف ضروبها. بعد ان قدم لي " حكاية" حسب تعبيره عن تاريخ الشركة و تطورها و ما تقوم به من مهام ، قدم لي بيانات مفصلة عن مجموعة ( SWIFT ) العالمية التي تقوم بتقدم الخدمات المصرفية.
تم بعد ذلك عقد اجتماع تعريفي حضره كل من السيد فتح الرحمن صالح جاويش المدير العام للشركة و المهندس محمد محجوب عبد الفتاح مدير محول القيود. في الاجتماع الذي استمر حوالي ساعة كاملة تم التعريف بالشركة و الخدمات التي تقوم بها بشبكة الكترونية متكاملة باحدث التقنيات العالمية . تم تفصيل خدمات الصرف الالي و نظام المقاصة الالكتروني اضافة للخدمة الحديثة التي تم ادخالها و هي " خدمة نقاط البيع" و التي تم بموجبها ربط مجموعة من الخدمات مثل الاتصالات ( زين حتي الان) و عدد من المحلات التجارية و الخدمية بشبكة الخدمات المصرفية و اصبح من الممكن التعامل في ما يقارب ال 1400 مركز ببطاقات الصرف الالي. أفادنا السيد حسين سيغوجا مدير مركز نقاط البيع بان حجم التعامل بتلك الالية منذ بداية العام الحالي قد تجاوز مبلغ 2 مليون جنيه ( 2 مليار بالقديم).
المدهش في الموضوع هو التكنولوجيا المستخدمة التي رأيتها عندما اخذني الاخوة هاشم و محمد في جولة علي الأجهزة و المعدات و التقنيات المستخدمة. بالرغم من متابعاتي لموضوع التقانة و التكنولوجيا بالسودان و المامي بتطور الخدمات المصرفية الا ان الوضع هناك مختلف جدا. اخر صيحات تكنولوجيا الاتصال و المعلومات و بارقي المواصفات و الجودة و من دول لها باع طويل في الابتكار و التصنيع. تجدون ان الغرفة الواحدة المخصصة للأجهزة تجمع بين مختلف انواع العلوم في الهندسة و الاقتصاد و تقانة المعلومات و المتطلبات البيئية المناسبة للعمل. ما يدخل السرور علي القلب ان غالبية العاملين بالشركة من الشباب من الجنسين دون تمييزعدا الايجابي منه و تجدون ان عدد "الصبايا" يتجاوز عدد الشباب في العديد من الاقسام. هؤلأ الشباب و الشابات تلقوا تعليمهم بالجامعات السودانية في غالبيتهم و منهم من تلقي تعليما في جامعات اجنبية. لكن جميعهم تم تدريبهم و هم يعملون بمنتهي الكفاءة لدرجة يساورك الشك لتقول هل انت في السودان؟ قال لي الاستاذ هاشم ان السيد رئيس الجمهورية عند زيارته للشركة قد تسأل في ما يشبه ذلك السؤال ، هل هذا فعلا في السودان؟ نعم السيد الرئيس هذا في السودان. هذا اكبر دليل علي ان الشباب السوداني عندما تتاح له الفرص و عندما يجد الاهتمام اللازم يعطي و يبدع بلا حساب. نتمني ان يعم مثل هذا الخير علي جميع شباب السودان و ان يتم تأهيل و تدريب الكوادر في مختلف التخصصات و المرافق و ان تتساوي الفرص في تنافس شريف حسب القدلرات. عندها لن نجد اعطالا في الكهرباء و لا شح في المياه و لن تمتليء شوارع الخرطوم بالأمطار الا لتجف و لتنعش الأجواء و تفرح الناس ، بعد ما رأيت لا عذر للجهات التي تتزرع بقلة الكوادر لتبرير عجزها في العمل . التحية لجميع العاملين بشركة الخدمات المصرفية الالكترونية المحدودة و لجميع من اسهم في بناء هذا الصرح مع أمنياتنا لهم بالتوفيق، و مزيدا من النجاح. لنا عودة ان شاء الله بمعلومات مفصلة عن الشركة و أنشطتها.
hassan mohamed nour [mnhassanb8@gmail.com]