هذه هي مصر الكنانة
جمال عنقرة
18 March, 2009
18 March, 2009
جمال عنقرة
سعادتي تجاوزت كل الحدود وأنا أشاهد نقيب المحامين العرب والمصريين الأستاذ سامح عاشور وهو يجهش بالبكاء أمام الحشد النوعي الضخم الذي احتضنته مكتبة المعادي ممن استجابوا لدعوة الأستاذ الدكتور بشري شلش رئيس الجمعية المصرية لتنمية القدرات البشرية للائتمار لمناصرة السودان في معركته مع المحكمة الجنائية الدولية غير العادلة، التي استجابت لطلب مدعيها العام غير الموضوعي لويس أوكامبو وطلبت توقيف واعتقال الرئيس السوداني عمر البشير. فلم يتمالك النقيب نفسه وهو يقدم مقترحه لفتح باب التطوع للكفاح المسلح مع السودان لرد العدوان. وكان قد سبقه الأستاذ الدكتور عبد الله الأشعل الخبير القانوني ومساعد وزير الخارجية الأسبق وطلب من مصر أن تكون حاضرة وجاهزة للمشاركة مع السودان عسكرياً إذا لزم الأمر. وتلا النقيب الأستاذ محمد الألفي وقدم مقترحاً أكثر تفصيلاً للتضامن العسكري مع السودان حين دعا الدول العربية الـ 22 لترسل كل دولة خمس طائرات مقاتلة وألفي محارب للسودان لتشكيل قوة عربية للدفاع عن العروبة والكرامة في السودان.
فسعدت أولاً لأن الحاضرين عبروا خير تعبير عن مصر التي نعرف ونحب ونعشق، مهد الحضارات وكنانة العرب أخت بلادي الشقيقة، ثم سعدت ثانية لأن هذا الموقف يسكت المرجفين في المدينة من الذين أرادوا الإساءة لمصر والتقليل من شأنها والتشكيك في موقفها الاستراتيجي المساند للسودان. ولا أعني بهؤلاء بعض الصغار المأجورين الذين يقتاتون بالإساءة لمصر ولمن يعشق هذا الوطن العملاق في المواقع الالكترونية المتاحة لكل من هب ودب من العاطلين عن المواهب والعمل التائهين في بحور الضياع والعدم، فهؤلاء لا يستحقون سطراً واحداً. ومثلهم يصدق عليهم قول الشاعر (نجا بك عرضك منجي الذباب حمته مقاذره أن ينال) ولكنها دعوة للذين لديهم قيمة ويرتجي منهم خيراً لبلدنا ووطننا من الذين لم يحسنوا تقدير الموقف المصري لبعض غشاوة نرجو أن تزول.
فالحشد الذي التأم في مكتبة المعادي والموقف المشرف الذي عبر عنه المشاركون من فعاليات المجتمع المدني المصري أجبرنا علي الوقوف إجلالاً وتقديراً لهذا البلد العظيم ولشعبه المقدام. ولقد أفلح المتحدثون باسم السودان في المؤتمر في التعبير عما يجيش بصدورنا جميعاً. فكانت كلمات السفير عبد المنعم مبروك والأستاذ كمال حسن علي في المنصة تلهج تقديراً وشكراً لهذا الموقف العظيم، ومثلهما كانت مشاركة الكابتن عبد المنعم شطة والأخ وليد سيد من القاعدة. ولقد وجدت راحة عمت جميع السودانيين الذين كانوا حاضرين وكأنهم قد ولدوا من جديد. الكابتن عمر النور كابتن الزمالك في العصر الذهبي، السيد جعفر محمد حسين رجل الأعمال السوداني في مصر المعروف، الحاج الدكتور حسين محمد عثمان الوزير المفوض بمنظمة العمل العربية وزوجته الناشطة في كل الاتجاهات الأستاذة ست البنات حسن. وكانت سعادة الحاضرين من أسرة السفارة السودانية في القاهرة أكثر وأتم، المستشار الإعلامي الأستاذ عبد الملك النعيم، والمستشار الثقافي الدكتور إبراهيم محمد آدم والمستشار موسي. أما أنا فكانت سعادتي مركبة.
فمصر تثبت كل يوم أنها الأخ الشقيق وقت الضيق. وكلما أتامل في الموقف المصري مع السودان أتذكر رمية حقيبة الفن السوداني القديمة التي تقول (الزول الصديق بي اسمه ماهو صديقك لكن الصديق الشاركك في ضيقك ... في كل الصعاب تلقاهو ديمه رفيقك والناس تتوهم تقول ده أخوك شقيقك) ومصر فعلاً أخت بلادي الشقيقة.