هريت توبمان .. حينما يكون الجنرال امرأة سوداء

 


 

 


shurkiano@yahoo.co.uk


لم تجد هريت توبمان عزاءاً في حريّتها، بينما ظلَّ جمهور العامة من بني جنسها أرقاءاً.  إذن، من هي هريت توبمان؟  ولدت هريت توبمان العام 1820م في كوخ بارداً كان ثم دون نوافذ، وفي مزرعة "بكتاون" التي كانت مملوكة لإدوارد بروديس في مقاطعة دورشيستر على الساحل الشرقي لولاية ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكيَّة.  وهي كانت ابنة عبدين أسودين هما بنجامين روس وهريت قرين، وتمَّت تسميتها في بادئ الأمر أرامينتا بواسطة سيِّدها.  وحين شرعت تتحدّى العبوديَّة وعاداتها، غيَّرت اسمها إلى هريت تيمناً بوالدتها.
وفي مرحلة الطفولة تعرَّضت هريت لحادث في الرأس، وذلك حين ضربها مراقب العبيد في جبهتها بكتلة وزنها رطلين، كادت أن تقتلها، ومسبِّبة لها حالات إغماء متكرِّرة تأتي فجاءة.  وقد ترك هذا الأذى وشماً قبيحاً ظلَّ يلازمها طيلة حياتها، مذكِّراً لها – في أزمنة لاحقة وأمكنة كثيرة - الرُّعب الذي إذ كانت تعاني منه وهي عبدة.  أثناء تربيتها كعبدة، كان عليها أن تقوم بأعمال شاقة جداً، حتى اكتسبت قوة غير عاديَّة.  وبما أنَّها أُجبرت على أن تعمل كعبدة، لم تجد هريت فرصة لتذهب إلى المدرسة، لكنها كانت تملك ذكاءاً خارقاً مصحوباً برؤية مستقبليَّة وحكم رشيد.  وبمرور الزَّمن - وبعد أن بُريء سقمها – استأجرها أصحاب المزارع المجاورة من سيِّدها بروديس لتعمل في مزارعهم، مما أعطاها هذا الاستئجار نوعاً من الاستقلاليَّة، وفرصة لتكسب جزءاً زهيداً من المال.  وكان من الأشغال الشاقة، التي كانت تقوم بها هريت تتمثَّل في قطع وشق الحطب، سواقة الثيران، ونقل الخشب بالعربات.  وعليه، نشأت هريت قويَّة بدنيَّاً: وجذور القوة عندها هي التي تكوَّنت شعوراً، ونمت إحساساً.  وفي ذلك الحين كان إذا أعار السيِّد عبداً إلى سيِّد آخر كان على العبد المعار أن يدفع جزءاً مما يكسبه من عرق جبينه إلى سيِّده الأول.  وكان العبد الذكر يدفع 100 دولاراً سنويَّاً، والأنثى 60 دولاراً.  وفي فترة وجيزة لم تستطع هريت أن تكسب مالاً لدفع 60 دولاراً لسيِّدها فحسب، بل اشترت لنفسها ثورين.
وكذلك جرت العادة أن يختار السيِّد زوجاً للعبدة وهي في مقتبل العمر، ويجبرها على زواج بعلها المختار، ولكن نسبة للأذى الذي تعرَّضت له هريت في طفولتها وجعلها مشوَّهة، استطاعت هريت أن تتجنَّب هذا التقليد.  على أيَّة حال، فحين بلغت هريت من العمر 20 عاماً أحسَّت أنَّها لا ينبغي أن تبقى على هذه الحال دون اقتران بزوج حتى لا يفوتها قطار الزوجيَّة.  فبعدما كدَّت في العمل وتحصَّلت على مال، اجتذبت هريت رجلاً أسوداً من الرقيق المحرَّرين يُقال له جون توبمان، والذي كان يشتغل في أعمال مختلفة في عدة مزارع.  وبرغم من أنَّ الزواج من رقيق طليق كان أمراً غير عادي بالنسبة للأرقاء، إلا أنَّهم سمحوا لهريت وجون أن يتزوَّجا بعضهما بعضاً.  وتحت ضغوط والدتها، اقترنت هريت بجون توبمان العام 1844م، وهي كانت تبلغ من العمر حينئذٍ 24 عاماً.
فبعد أن تزوَّجت رجلاً حرَّاً، لم تفكِّر هريت في أي شيء غير أن تحلم بأنَّها سوف تكون حرَّة في يوم ما.  وفي الحق، كان من الخطأ أن تمَّ استرقاق هريت في بادئ الأمر، ولكن كان من سوء طالعها وسوء طالع آبائها أن يمسوا أرقاء كلهم أجمعون أبتعون.  وفي يوم معلوم، أصرَّت هريت أن تبحث عن جذورها، واستأجرت محامياً بمبلغ 5 دولارات لينقِّب عن وصيَّة سيِّد والدتها الأول.  وقد أفلح المحامي في العثور على الوصيَّة التي وهبت هريت قرين – والدة هريت – إلى وريثة تُدعى ماري بترسون، وذكرت الوصيَّة أنَّ على السيِّد قرين أن تخدم ماري بترسون حتى تبلغ الأخيرة من العمر 45 عاماً.  مهما يكن من الأمر، فقد ماتت ماري دون أن تبلغ ذلك العمر، ولم تكن متزوِّجة.  وبما أنَّه لم تكن هناك مادة في الوصيَّة عن هريت قرين فيما يختص بوفاة ماري بترسون، أمست هريت قرين حرَّة.  ولكن – ولسوء الحظ – لم يكن هناك أحد يُحططها علماً بهذا الحق، ونتيجة لذلك ظلَّت هي وأطفالها تحت العبوديَّة.  فبعد أن تسلَّحت بهذه المعلومات، باتت هريت أكثر عزيمة من أي وقت مضى لتصبح حرَّة، ولا غرو في ذلك طالما أنَّ سيرتها كإنسان تفيدنا بأنَّها منذ ذلك الحين من الزمان كانت مولعة بالحريَّة.
وبعد أن قضت 20 عاماً كعبدة عاملة في المزرعة، علمت – العام 1849م، وبعد وفاة سيِّدها – أنَّها لسوف تُباع إلى أحد مالكي العبيد في جنوب الولايات المتحدة الأمريكيَّة.  وتحت إصرارها على أن لا تُباع مرة أخرى، هربت هريت وأخويها.  وإذا هي مهتدية بنجم الشمال كدليل في رحلتها إلى الحريَّة، ثمَّ إذا هي واجدة مساعدة من سكك حديد قطار الأنفاق، والتي كانت تستخدم كشبكة لتأمين اختفاء الأرقاء الأباق.  وكان اثنان من سائقي القطارات اللذان ساعدا هريت في الهروب هما إيزكيل هون وتوماس ديلاوير.  ففي هذه الرحلة، عاد أخويها إلى ميريلاند، وإذا هي تمضي في سبيلها حتى وصلت فيلادلفيا، وإذا هي تغيِّر اسمها إلى هريت، ثمَّ إذا هي تعمل لمدة العام لتكسب مالاً.  ومن بعد، تركت هريت فيلادلفيا وعادت إلى ميريلاند.  وما أن وطأت قدماها ميريلاند حتى تنكَّرت في زي رجل في محاولة منها للعثور على زوجها، والذي إذ سرعان ما أدركت أنَّه قد تزوَّج بامرأة أخرى.  وبرغم من تأثرها الأثر الشديد بهذه الأخبار غير السارة، عقدت هريت العزم، ونذرت حياتها على تحرير الأرقاء.
مستعينة بحريَّتها الجديدة، والتي تحصَّلت عليها في فيلادلفيا، حيث كان الاسترقاق يعد جريمة، لم تجد هريت عزاءاً في حريَّتها ما دام كثرٌ من بني جنسها لا يزالون يرزحون تحت جحيم العبوديَّة.  وعليه، قضت عشر سنوات تعمل كسائقة قطارات الأنفاق، حيث سيَّرت أكثر من 20 رحلة إلى الجنوب، وأنقذت حوالي 300 زنجيَّاً من ربقة العبوديَّة.  وفي جهودها في الإنقاذ، كانت هريت تنقل هؤلاء العبيد الأباق من الجنوب إلى محطة سريَّة بالقرب من ويلمينجتون  - في ديلاوير – إلى رحاب الحريَّة في فيلادلفيا.  وكانت تبدأ رحلاتها ليل السَّبت حتى يكون لديها يوم إضافي قبل أن يكتشف ملاك الرقيق في صباح الاثنين أنَّ عبيدهم قد هربوا.  وفي لحظات ما – وفي سبيلهم إلى الحريَّة – كان الهلع يصيب بعض هؤلاء المنقذين (بفتح القاف)، ويبدون الرغبة في العودة إلى حيث أتوا، وترفض هريت أن تستمع إلى هذا اليأس.  ودوماً كانت تحذِّر من بدأ يداعبه الخوف، من أولئك الميؤوسين الذين تساورهم الرَّغبة في العودة إلى العبوديَّة، بإشهار السلاح في وجهه، قائلة له: "عش في الشمال، أو تموت هنا!"  وكذلك كانت هريت تحمل معها الأفيون في رحلاتها لتهدئة الأطفال الباكين.
وبمجرَّد وصولها إلى الشمال، كانت هريت دوماً تعمل كطاهية، صانعة أزياء، أو غسَّالة لتكسب مالاُ تنفقه على إعالة الأرقاء الأباق، الذين ساعدتهم في الهروب أو الذين هربوا بسبل أخرى.  هذا، فقد نالت هريت امتداح دعاة تحرير الرقيق – السود والبيض على السواء – ولُقِّبت ب"موسى قومها".  واكتسبت احترام الجميع، وتمَّ تشريفها بواسطة أعيان المجتمع الأمريكي، مثل: فريدريك دوقلاس، سوزان بي أنثوني، ورالف ولدو إيميرسون.  ومن جانب آخر، كرهها ملاك العبيد، ودعاة الإبقاء على الرِّق الآخرين في الجنوب، وكذلك أضحت مبغوضة في الشمال بواسطة مريدي الإبقاء على العبوديَّة.
حدث في نيسان (أبريل) 1860م أن ألقت الشرطة القبض على عبد آبق في "تروي" بنيويورك يُقال له شارلس نيل.  وكانت هريت على رأس المجموعة التي أنقذت شارلس من براثن العبوديَّة، وإثر ذلك تعرّضت هريت إلى الضرب المبرح.  ومع ذلك، احتفظت هريت بشجاعتها وثقتها، وتجنَّبت القبض عليها.  برغم من قانون الرقيق الأباق العام 1850م، والذي كان يسمح بإساءة معاملتها في حال القبض عليها، أو منح جائزة سخيَّة لمن يقبض عليها حيَّة أو ميِّتة، لم تتوقَّف هريت عن ممارسة ما اعتزمت عليه.  وفي العام 1857م أقدمت على مهمة غير عاديَّة حين حرَّرت والديها اللذين بلغا من العمر عتيَّاً، وأخذتهما إلى بيت في "أوبورن" بنيويورك مشيَّد على قطعة أرض اشترتها من قبل من وليم إتش سيوارد.
وفي العام 1858م سافرت هريت إلى كندا، حيث وجدت فرصة لمقابلة جون براون.  ومن هنا نمت صداقة، وأخذ بروان يرمز إليها ب"الجنرال توبمان"، واستطرد قائلاً: "إنَّ هريت لواحدة من أشجع الناس في هذه القارة."  فقد وافقت هريت وقدَّمت مساعدة لبراون في خطته القاضية على الاستيلاء على مخزون السلاح الحكومي في "هاربرس فيري"، غرب فرجينيا.  مهما يكن من الشأن، ولظروف خارجة عن إرادتها، لم تفلح هريت في تجنيد الآخرين للالتحاق ببراون، فضلاً عن أنَّها لم تستطع هي الأخرى أن تنخرط في هذا المشروع.  وما أن أخفق براون وأُعدِم حتى حزنت هريت عليه حزناً عميقاً.  إذ اعتبرت براون بمثابة المنقذ لقومها.
وحين اندلعت الحرب الأهليَّة الأمريكيَّة العام 1861م أكَّدت هريت – دون تأجيل – حقها الطبعي في الانخراط فيها، وبخاصة إذا علمنا أنَّ من إحدى تداعيات تلك الحرب هي انتواء الولايات الجنوبيَّة في الإبقاء على العبوديَّة ومقاومة أيَّة وسيلة من وسائل إلغائها وبكل السبل.  مدعومة برسالة من جون أندرو – حاكم ماساتشوستس – سافرت هريت إلى "هيلتون هيد"، جنوب كارولاينا، حيث عرضت خدمتها إلى الجنرال ديفيد هنتر.  ومن ثمَّ عملت في جيش الاتحاد ككشافة، جاسوسة، ممرضة وطاهية، وواصلت في هذه النشاطات العسكريَّة والإنسانيَّة طيلة فترة الحرب.  وفي العام 1865م – والحرب على مشارف نهايتها – عملت لفترة وجيزة في مستشفى الأرقاء المحرَّرين في فورتريس مونرو بفيرجينيا.  وفي نهاية الحرب استمرَّت في رسالتها وشغفها بحال الشعب الزنجي في أمريكا.  وفي شمال كارولاينا عملت بجدٍ وجهدٍ لتأسيس مدارس للمئات من الزنوج المحرَّرين.
وفي العام 1869م تزوَّجت هريت نيلسون ديفيس، وهو كان زنجيَّاً من المحاربين المحترفين في الحرب الأهليَّة.  بالإضافة إلى ذلك فقد نشرت هريت كتاباً باسم "مشاهد في حياة هريت توبمان" (Scenes in the Life of Harriet Tubman) العام 1869م، الذي أهدته إلى سارة هوبكينز برادفورد، وهي التي كتبت لها هذا السفر.  وقد طبعتا وباعتا هذا الكتاب بمعونة من قيريت سميث، وينديل فيليبس وبعض الأصدقاء والجيران في "أوبورن"، واستطاعت هريت - مما اكتسبته من مبيعات هذا الكتاب - أن تسدد قيمة عقار بيتها في "أوبورن".  هذا الكتاب الذي لم يكف عن إثارة المشاعر والأهواء لدي قرائه، وإنَّ أجيالاً كثيرة من النَّاس لسوف تقرأه وتتأثَّر بدورها أيَّما التأثُّر.
وفي هذه الأثناء قدَّمت طلباً للحصول على معاشها في خدمتها في سنوات الحرب الأهليَّة (1861-1866م)، ولكن – مهما يكن من أمر – لم تنصفها الحكومة الأمريكيَّة، ولم تنل حقها اللائق، ثمَّ لم تمنحها العرفان بالجميل بما كانت تستحق.  وفي نهاية الأمر – أي بعد ثلاثين عاماً وهي جاهدة جادة في سعيها للحصول على معاشها – وافق الكونغرس الأمريكي، وبمساعدة وزير الخارجيَّة، وليم إتش سيوارد، على منحها مبلغاً زهيداً قدره 20 دولاراً في الشهر.  إذ موَّل وتبرَّع وجهاء وأعيان المدينة بمال لإعالة نزلاء "منزل هريت توبمان للسكان الأصليين والزنوج الكهول" في "أوبورن".  وفي أيامها الأخيرة، استمرَّت هريت تعمل في سبيل حركة حقوق المرأة، بالإضافة إلى نشاطها الدؤوب مع السكان الأصليين والزنوج الذين بلغوا أرذل العمر.  وفي 10 آذار (مارس) 1913م فارقت هريت توبمان الحياة من جراء مرض فقر الدم، وتمَّ دفنها وسط تشريف جنائزي عسكري كامل في فورت هيل بأوبورن.  إذ ما أسداه الناس لهذه المرأة من احتفاء وتكريم، لم تشهد له الدنيا مثيلاً في هذه المدينة.
وفي العام 1914م شيَّدت جمعيَّة مقاطعة كايوقا التأريخيَّة لوحة لذكراها وعرفاناً لخدمتها في احتفال مهيب خاطبه بوكر تي واشنطن.  وفي سبيل اعتراف آخر بخدمتها، التي لا تعرف التعب أو الكلل، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكيَّة طابعة بريديَّة لتخليد ذكراها.  وقد أصدروا هذه الطابعة، والتي بلغت قيمتها حينذاك 13 سنتاً، في واشنطن كأول طابعة في "إرث خدمات السود".
وبعد هذا كله، نستطيع أن نقول إنَّ هريت توبمان لامرأة بلغت من العظمة كثير، وهي تمثِّل ما يربو على القرن من النضال والمشاق، وهي تحارب الاسترقاق في سبيل تحقيق هدفها السامي ألا وهو العدالة الاجتماعيَّة.  وفي العام 1886م نشرت سارة برادفورد – والتي كتبت كتاب هريت توبمان كما أوضحنا سابقاً – طبعة موسعة باسم "هريت توبمان.. موسى قومها" (Harriet Tubman: The Moses for her People)، وأُعيدت طباعة هذا الكتاب العام 1961م.  فاليوم لا يُوجد أثر لمزرعة بروديس، ولكن هناك معلماً تأريخيَّاً يشير إلى موقع ميلادها.  وتستضيف "منظمة تحالف هريت توبمان" رحلات موجهة – بالحجز فقط – إلى مواقع رئيسة وذات اهتمام في وحول بوكتاون وكيمبردج.  وتشمل هذه المواقع المعلم التأريخي، كنيسة بازيل الميثوديَّة الأسقفيَّة، معهد ستانلي، كنيسة واف الميثوديَّة المتحدة، منتزه هريت توبمان، والرصيف المشهدي الطويل (Scenic Long Wharf).  وهذا الرصيف المشهدي الطويل هو الموقع الذي وصلت فيه هريت توبمان حينما أنقذت شقيقتها، التي كانت معروضة للبيع في المزاد العلني خارج سراي الإقليم، وعلى بعد بضع مباني في الشارع العام التأريخي.
تلكم هي هريت توبمان، التي كدَّت في سبيل حياتها وحياة بني جنسها من الزنوج الأرقاء في الولايات المتحدة الأمريكيَّة في القرن التاسع عشر، حتى نالت حظاً واسعاً من الشهرة، ونصيباً وافراً من القبول، لارتباطها بظروف ومواقف بعينها، ولصدقها العاطفي والإنساني معاً، مما جعل الناس تتناقل أخبارها جيلاً بعد جيل، وتردِّدها الألسنة صباحاً ومساءاً.  إذ تعتبر هريت توبمان من شهيرات النِّساء في عصرها وفي بعض العصور السابقة لها والعصور التي تلت، سواء أكنَّ أديبات أم شخصيات تأريخيَّة لعبت أدواراً في السياسة أو المجتمع.  وكانت غايتنا – كما تبدو من مسار المقال – هي أن نجلو صفحة حياة شخصيَّة اتَّسمت بسمة المعاناة.  فحسبنا هنا أن نقول إنَّنا استطعنا أن نشير – على سبيل رسم خلفيَّة تأريخيَّة مختصرة – إلى هذه المرأة التي تستحق في الحقيقة حقها من التقريظ، حتى نضفي على الأحداث والمعاني، التي إذ تضمَّنتها حيوات هذه المناضلة الباسلة، البعد الإنساني الذي ميَّز سيرتها في هذه الحيوات.  إنَّها حقاً جديرة بالتامُّل أحياناً، والإكبار والإجلال في أحايين كثيرة، لأنَّها تبعث الدهشة حقاً في نفوس النَّاس وفي شكل دائم.
 

 

آراء