هشتاق التزموا بالكمامة لحماية موكبكم تحت المجهر ما له و ما عليه

 


 

 

السودان ما بعد أحداث ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، لا تزال الأحزاب المعزولة و قياداتها يحرضون الشارع السودانى على التظاهر و التجمهر بالرغم من عودة رئيس الوزراء المدنى حمدوك ، و العمل على تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة بعيدة عن الأحزاب السياسية لإدارة الفترة الانتقالية، بينما يترك لها فرصة زمنية كافية لترتيب بيتها الداخلي و تجهيز نفسها للانتخابات ، و لكنها ترفض و تستمر فى تحريض الشارع، عل ذلك يعيد لهم أمجاد السلطة، و يعيدهم للكراسي ، و نحن لا نلوم المتظاهرين بقدر ما نطالب تلك الفئات بان تكون على قدر المسؤولية الأخلاقية تجاه شبابنا الصادق الأمين الثائر الحالم بغدٍ أفضل.

و فى ظل الدعوة لميلونية ٣٠ نوفمبر ظهرت هشتاقات على صفحات قيادات تلك الأحزاب على النحو الآتى:(
‎لا تنسوا التدابير الصحية و احمى موكبك بالكمامة)،
‎و قد قوبلت هذه الهشتاقات بالدعم البسيط من قبل جهات داعية للتظاهر مهما كلف الثمن ، بينما قوبلت بالنقد من أطراف أخرى وصفتها بى :( هشتاق النفاق القحتى للترويج الكاذب الضلالى)، كذلك سخرت شرائح اخرى على النحو الآتى: ( الجماعة خجلوا يكتبوا بالواضح كدا ما بالدس "البسوا الكمامة لحماية مواكب الضغط لارجاعنا لكراسي السلطة، و حتى لا تتسببوا لنا فى حرج أمام العالم الدولى المراقب البسوا الكمامات يا جماعة).

أولًا من يتحدثون عن تدابير صحية بهذا الشكل لا ندرى جهلًا ام تعمداً ؟نذكرهم بأن من هو حادب على الوضع الصحى كان سيكون لديه الشجاعة الكافية فى التوعية و التثقيف بخطورة الاوضاع الصحية فى العالم بصفة عامة و السودان بصفة خاصة ، فى الوقت الذى دقت فيه منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر حول عودة إنتشار الوباء بشدة في العالم بأكمله، خاصةً مع موسم دخول الشتاء و المتحور الجديد، و المعلوم ان السودان بلد يعاني من ضعف الموارد الصحية، و الإمكانيات الضرورية لمجابهة هذا النوع من الأزمات، أضافةً للوضع الصحي المتردى فيه بشكلٍ مخيف ، و ضعف تأهيل الكوادر الطبية و إنعدام المعدات فى المستشفيات .

‎المهم من يتحدثون عن التدابير الصحية رافعين هشتاقات أحموا مواكبكم بكماماتكم، نحن نتساءل : هل حقًا هم حريصين على الحالة الصحية لهؤلاء المتظاهرين و حياتهم ام …؟و حتى لا نسئ الظن السؤال الآخر الذى يطرح نفسه: هل أرتداء الكمامات فاعل و واقى و ذو قيمة فى ظل هذه التجمعات و الحشود العارمة؟و الهواء الملوث بالبمبان لتفريق الحشود باعتباره اقل الوسائل ضررًا.
‎من نادوا جهلا او تعمدا بحماية المظاهرات بالكمامات هل نسوا ام تناسوا أن أهم قواعد التدابير الصحية قبل أرتداء الكمامة (الالتزام بالتباعد الإجتماعي، تجنب التجمعات ، و عدم التزاحم فى مكان واحد، و التهوية ، و المحافظة على مسافة الأمان فى التباعد الاجتماعي متر و نصف)
فهل يا ترى يتسق مبدأ المناداة بارتداء الكمامة لحماية المواكب مع اختزال اهم شروط الوقاية و التدابير الصحية لكبح و مجابهة الوباء المتمثلة فى : تجنب التجمعات، و الالتزام بالتباعد الاجتماعي، التهوية اللازمة ، و فى حالة الضرورة القصوى الموجبة للتواجد فى مكان واحد فلابد من الالتزام بمسافة الأمان "متر و نصف"؟.
حقيقةً مسكين هذا الشعب السودانى المتاجر به.

سؤال اخر يطرح نفسه لبعض افراد الحكومة القحتية المعزولة ؟ ماذا عن أموال كورونا الطائلة و الدعم المادي الدولى الذى لا يعرف الشعب السودانى عنه شيئًا حتى اليوم؟ مع العلم ان وزير الصحة السابق دكتور أكرم المحسوب على الحزب الشيوعى آنذاك وجه عصا الاتهام لوزير المالية الأسبق السيد البدوى المحسوب على حزب الأمة بإستخدام و هدر أموال مكافحة كورونا فى أغراض أخرى ، و مع ذلك فى ظل الحكومة القحتية السابقة غابت الرقابة و المحاسبة و المساءلة حتى الأخلاقية ناهيك عن القانونية، و حتى تاريخ اللحظة لا يعرف الشعب السودانى اين ذهبت أموال مكافحة كورونا و فيما صرفت؟.

نواصل للحديث بقية.

elmugaa@yahoo.com
//////////////////////

 

آراء