هل حدد الكيزان ساعة الصفر للتخلص من البرهان؟
رشا عوض
6 June, 2024
6 June, 2024
رشا عوض
هناك مؤشرات متواترة للمواجهة بين البرهان والكيزان!
تصاعدت نبرة الهجوم على الجيش في شخص البرهان وفي سياق ان مشكلة الجيش الوحيدة هي قيادته المتراخية التي لا ترغب في خوض المعركة مع الدعم السريع كما يجب!
تصاعدت هذه النبرة بشكل ملحوظ جدا على خلفية مجزرة ود النورة -الرحمة والمغفرة لجميع القتلى وعاجل الشفاء للجرحى- وبكل حزن وحسرة ستتكرر مثل هذه المجازر ما دامت الحرب مستمرة ، ومن يدقون طبول الحرب ويستنفرون المواطنين ويسلحوهم لخوضها هم اخر من يحق له لطم الخدود وشق الجيوب على المجازر!
المدفعية البلبوسية الكيزانية دونت باتجاه البرهان ومجلس السيادة مباشرة !
عندما حاول الاستاذ عثمان ميرغني "تشتيت الكورة" وتساءل عن بيان ادانة من تقدم ووصفها بانها الجناح السياسي للدعم السريع انهالت عليه السخرية من الكيزان والبلابسة الذين كان سؤالهم المركزي هو : اين الجيش من حماية المواطنين وتحديدا اين البرهان الذي نشرت له صورة في زيارته لمقر الاذاعة في بورسودان وسط الزغاريد وعلى خلفية الصورة طرح التساؤل اين الجيش من حماية المواطن؟
الاجابة الموضوعية على هذا السؤال هي ان الجيش سواء كان تحت قيادة البرهان او غيره لن يكون محور اهتمامه هو حماية المواطنين!
فاللمشكلة في الجيش بنيوية ! هي مشكلة عقيدة قتالية مختلة ومشكلة فكرة فاسدة حول العلاقة بالمواطن المدني! سلوك الجيش في مختلف حروب السودان وكلها حروب داخلية في اطار الصراع على السلطة هو الاستخفاف بحياة المواطن ! هذا امر تشهد عليه الابادات الجماعية في دارفور وقبلها في جنوب السودان قبل انفصاله، والبراميل المتفجرة في جبال النوبة ومجزرة فض الاعتصام التي وقعت في عقر دار الجيش في قلب الخرطوم وامام مبنى قيادته العامة التي اغلقت ابوابها في وجه المستجيرين بها من ابناء وبنات الشعب السوداني! الجيش مصمم على حماية النظام الحاكم لا حماية المواطن! وهذا خلل تاريخي مزمن وليس وليد اللحظة التي وقعت فيها مجزرة ود النورة!
والطامة الكبرى هي مشكلة التسييس الذي حول الجيش الى حزب سياسي! وشأنه شأن الاحزاب السودانية منقسم على نفسه بين كيزان لهم سيطرة على مفاصله يخوضون صراعا مع جنرالات اقل كوزنة طامعين في السلطة لانفسهم بعيدا عن المركز الكيزاني الاصل، ومستعدين لاي صفقة تحقق لهم ذلك!
الغضب الكيزاني البلبوسي من الجيش ليس بسبب عدم حمايته للمواطنين الابرياء العزل! بل بسبب عدم حمايته للمستنفرين والدفع بهم الى مجازر ربما يكون هدفها التخلص منهم!
ما لا يرغب الكيزان في فهمه او مجرد نقاشه هو ان هذا الجيش لن يحقق نصرا عسكريا حاسما بسبب الخلل البنيوي الذي يعانيه بسببهم هم في المقام الاول! وليس بسبب قيادة البرهان الذي كان حليفهم في انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١! باختصار لو اطاحوا بالبرهان ليحل محله كوز كامل الدسم لن تختلف نتيجة الحرب بالنسبة للسودان ارضا وشعبا! اقصى نجاح يحلم به الكيزان هو طرد الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة ثم مساومته على صفقة لفصل دارفور وربما كردفان! اسوة بما فعلوا مع جنوب السودان وكأنما الاشياء ما زالت هي الاشياء!
والسؤال هل هذا الخيار البائس والمدمر للسودان ارضا وشعبا ممكن من الناحية العملية؟ ما هي كلفته البشرية؟ ما هي وسائل تحقيقه عسكريا سوى فتح الباب على مصراعيه للدواعش والارهابيين من كل ملة، او دك الخرطوم كلها بالطيران على رؤوس من فيها والتماس الحماية من المساءلة الدولية بالارتماء في احضان روسيا! ولكن هل روسيا ستحميهم؟ هل مصالح روسيا في سودان الكيزان تماثل مصالحها في سوريا الاسد حتى تسندهم لهذه الدرجة؟ هل معطيات الواقع الجيوسياسي في الاقليم ومصالح الدول الكبرى تسمح بذلك؟
امر هذه الحرب اعقد بما لا يقاس من التبسيطات الكيزانية الهوجاء في خطاب التعبئة الحربية التي تقود المواطنين الى حتفهم في صراع سلطة لا علاقة له بالوطنية! صراع خاسر والاستمرار فيه لا يفسره سوى رغبة هذه العصابة الكيزانية في تدمير السودان تماما وتحويله لساحة حروب مستدامة لمجرد انهم اصبحوا خارج السلطة!
لا مخرج من هذه الازمة الشائكة الا باتخاذ القرار الشجاع بايقاف هذه الحرب والتوجه بصورة جادة الى حل سلمي متفاوض عليه يفتح الطريق امام عملية سياسية لإعادة تأسيس البلاد على اسس تعصمها من تجدد اندلاع الحروب.
التغيير
هناك مؤشرات متواترة للمواجهة بين البرهان والكيزان!
تصاعدت نبرة الهجوم على الجيش في شخص البرهان وفي سياق ان مشكلة الجيش الوحيدة هي قيادته المتراخية التي لا ترغب في خوض المعركة مع الدعم السريع كما يجب!
تصاعدت هذه النبرة بشكل ملحوظ جدا على خلفية مجزرة ود النورة -الرحمة والمغفرة لجميع القتلى وعاجل الشفاء للجرحى- وبكل حزن وحسرة ستتكرر مثل هذه المجازر ما دامت الحرب مستمرة ، ومن يدقون طبول الحرب ويستنفرون المواطنين ويسلحوهم لخوضها هم اخر من يحق له لطم الخدود وشق الجيوب على المجازر!
المدفعية البلبوسية الكيزانية دونت باتجاه البرهان ومجلس السيادة مباشرة !
عندما حاول الاستاذ عثمان ميرغني "تشتيت الكورة" وتساءل عن بيان ادانة من تقدم ووصفها بانها الجناح السياسي للدعم السريع انهالت عليه السخرية من الكيزان والبلابسة الذين كان سؤالهم المركزي هو : اين الجيش من حماية المواطنين وتحديدا اين البرهان الذي نشرت له صورة في زيارته لمقر الاذاعة في بورسودان وسط الزغاريد وعلى خلفية الصورة طرح التساؤل اين الجيش من حماية المواطن؟
الاجابة الموضوعية على هذا السؤال هي ان الجيش سواء كان تحت قيادة البرهان او غيره لن يكون محور اهتمامه هو حماية المواطنين!
فاللمشكلة في الجيش بنيوية ! هي مشكلة عقيدة قتالية مختلة ومشكلة فكرة فاسدة حول العلاقة بالمواطن المدني! سلوك الجيش في مختلف حروب السودان وكلها حروب داخلية في اطار الصراع على السلطة هو الاستخفاف بحياة المواطن ! هذا امر تشهد عليه الابادات الجماعية في دارفور وقبلها في جنوب السودان قبل انفصاله، والبراميل المتفجرة في جبال النوبة ومجزرة فض الاعتصام التي وقعت في عقر دار الجيش في قلب الخرطوم وامام مبنى قيادته العامة التي اغلقت ابوابها في وجه المستجيرين بها من ابناء وبنات الشعب السوداني! الجيش مصمم على حماية النظام الحاكم لا حماية المواطن! وهذا خلل تاريخي مزمن وليس وليد اللحظة التي وقعت فيها مجزرة ود النورة!
والطامة الكبرى هي مشكلة التسييس الذي حول الجيش الى حزب سياسي! وشأنه شأن الاحزاب السودانية منقسم على نفسه بين كيزان لهم سيطرة على مفاصله يخوضون صراعا مع جنرالات اقل كوزنة طامعين في السلطة لانفسهم بعيدا عن المركز الكيزاني الاصل، ومستعدين لاي صفقة تحقق لهم ذلك!
الغضب الكيزاني البلبوسي من الجيش ليس بسبب عدم حمايته للمواطنين الابرياء العزل! بل بسبب عدم حمايته للمستنفرين والدفع بهم الى مجازر ربما يكون هدفها التخلص منهم!
ما لا يرغب الكيزان في فهمه او مجرد نقاشه هو ان هذا الجيش لن يحقق نصرا عسكريا حاسما بسبب الخلل البنيوي الذي يعانيه بسببهم هم في المقام الاول! وليس بسبب قيادة البرهان الذي كان حليفهم في انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١! باختصار لو اطاحوا بالبرهان ليحل محله كوز كامل الدسم لن تختلف نتيجة الحرب بالنسبة للسودان ارضا وشعبا! اقصى نجاح يحلم به الكيزان هو طرد الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة ثم مساومته على صفقة لفصل دارفور وربما كردفان! اسوة بما فعلوا مع جنوب السودان وكأنما الاشياء ما زالت هي الاشياء!
والسؤال هل هذا الخيار البائس والمدمر للسودان ارضا وشعبا ممكن من الناحية العملية؟ ما هي كلفته البشرية؟ ما هي وسائل تحقيقه عسكريا سوى فتح الباب على مصراعيه للدواعش والارهابيين من كل ملة، او دك الخرطوم كلها بالطيران على رؤوس من فيها والتماس الحماية من المساءلة الدولية بالارتماء في احضان روسيا! ولكن هل روسيا ستحميهم؟ هل مصالح روسيا في سودان الكيزان تماثل مصالحها في سوريا الاسد حتى تسندهم لهذه الدرجة؟ هل معطيات الواقع الجيوسياسي في الاقليم ومصالح الدول الكبرى تسمح بذلك؟
امر هذه الحرب اعقد بما لا يقاس من التبسيطات الكيزانية الهوجاء في خطاب التعبئة الحربية التي تقود المواطنين الى حتفهم في صراع سلطة لا علاقة له بالوطنية! صراع خاسر والاستمرار فيه لا يفسره سوى رغبة هذه العصابة الكيزانية في تدمير السودان تماما وتحويله لساحة حروب مستدامة لمجرد انهم اصبحوا خارج السلطة!
لا مخرج من هذه الازمة الشائكة الا باتخاذ القرار الشجاع بايقاف هذه الحرب والتوجه بصورة جادة الى حل سلمي متفاوض عليه يفتح الطريق امام عملية سياسية لإعادة تأسيس البلاد على اسس تعصمها من تجدد اندلاع الحروب.
التغيير