هل شاهد البرهان ودقلوه مليونية 21 أكتوبر؟

 


 

 

استجابت الشعوب السودانية لنداءات 21 أكتوبر ، وخرجت افواجا مليونية في كل مدن السودان، للمطالبة بمدنية السلطة -أي تسليم السلطة من العسكر والجنجويد للمدنيين.
هذه المسيرات الشعبية الغفيرة، ما كان لها ان تخرج يوم 21 أكتوبر، لولا ما صرح به رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، إنه لا حل للأزمة الراهنة في البلاد إلا بحل الحكومة الحالية، وتوسيع المشاركة في الحكم.
وفي حديثه أمام ضباط وضباط صف في منطقة بحري العسكرية، الاثنين 10/11/2021م، اتهم البرهان، قوى سياسية- لم يسمها بمحاولة شغل الرأي العام "بافتعال مشكلات مع القوات المسلحة ورفض الحوار مع الآخر".
وأكد "رفض محاولات المدنيين لاستمرار الشراكة بشكلها السابق وانه لا حل للوضع الراهن إلا بحل الحكومة" وطالب البرهان بضرورة الإسراع في تكوين المحكمة الدستورية وتعيين رئيس قضاء مستقل وتشكيل مجلس تشريعي يمثل كل الشعب "عدا المؤتمر الوطني".
بعد هذه التصريحات البرهانية التي كانت بمثابة رخصة وإذن. خرجت مسيرة للفلول وأنصار الكوز جبريل إبراهيم والمدعو مني اركو مناوي يوم 16 أكتوبر 2021م، انتهت بها المطاف في قصر البرهان، واعتصمت هناك حتى اليوم، مطالبة بحل الحكومة وتفويض العسكر للاستيلاء على السلطة.

عزيزي القارئ..
البرهان أكرمه الله بالغباء السياسي، ولأن داء الغباء يلازمه لا يتوقع منه شيئاً سوى الصلف والتسلط والعناد، وهذه الصفات حقا جلبت الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية وولخ للسودان.. لكن نقول له: قف مع نفسك أيها (البرهان) قليلا، انظر إلى هذه الشعوب السودانية!! افتح التلفاز وشاهد على الشاشة هذه الجموع الغفيرة.. ما الذي أخرجهم بالملايين؟ شيء واحد فقط، جمعهم، يقولون لك ارحل، لانها تريد حكما مدنيا.. انها تريد رحيلك وأزلامك من السلطة..
أتعلم أيها (البرهان) من هؤلاء؟! أنهم أبناء شعوب السودان، فيهم الصغير والكبير، الرجال والنساء من جميع الفئات.. الجميع خرج ليقول لك (ارحل )!! هل سمعت أيها (البرهان)؟
أنا أعلم أيها (البرهان) أن من حولك لا يقولون لك هذا، حتى لو سموا أنفسهم مستشارين، لكني أقول لك، سلم السلطة للمدنيين ارحل واستمع لصوت العقل..
وبخروج الملايين من أبناء الشعوب الى الشوارع، قد تميزت الصفوف، واتضح جليا من مع السلطة والنظام المدني، ومن مع العسكر والجنجويد والفلول!!
وبخروج الملايين الى الشوارع.. تم تعرية الفلول والانتهازيين والوصوليين الذين يخافون على مصالحهم ووضعهم الاجتماعي الذى اكتسبوه بالباطل والبلطجة قبل الثورة..
وبخروج الملايين الى الشوارع.. تم فرز الصفوف، تمهيدا لعزل عناصر الثورة المضادة التي أصبحت بمثابة جسر ممهد لجميع المؤامرات والمخططات لإفشال الثورة..
الشعوب السودانية أوصلت رسالتها التي لا تقبل أي تأويل وعلى العسكر والجنجويد تسليم السلطة للمدنيين فورا دون أي شرط وقيد..

bresh2@msn.com

 

آراء