هل كانوا هناك قبل كولمبس

 


 

 

 محمد زين العابدين محمد    *
mohamzein@gmail.com
الاستاذ  عبد الطيف     مستشار قانوني بالمملكة السعودية ارسل لي رسالة رقيقة يبدي فيها اعجابه بالمقالة التي كتبتها  قبل ايام في هذه الصحيفة   يالعنوان أعلاه  ,  شكرته علي رسالته   وفي اليوم التالي ارسل لي برقية اخري يشير فيها الي خطاء ظهرعند التعرض لتاريخ سقوط مروي  بعد هجوم دولة اكسوم الحبشية   وهو سنة 330 وليس 330 ق م  وهذا عين الصواب و نأسف للخطاء غير المقصود والذي حدث عند الطباعة و لاشك ا ان الاشارة للتاريخ الصحيح ضرورية للغاية   . اود هنا ان اشيد بالنهج الحضاري واسلوبه  المهذب  اللطيف والاستاذ عبد العزيز نوبي من حلفا
. فله كل الشكر والتقدير .
تشير مراحع اخري الي ان تدمير مروي بواسطة اكسوم حدث عام 350  واسم ملك اكسوم هو  عيزانا   ( Ezana (.
يشير  البعض الي  حدوث رحلات الي امريكا الشمالية تمت من مناطق اخري من العالم  كرحلة مجموعات الجومون من اليابان (,In the Wake of Jomons, New York ,McGraw Hill2005.  JonTurk, (    وهو يعتقد ان هنالك هجرات تمت في ذلك الوقت لامريكا الشمالية  قام بها الجومون والذين كانوا يجوبون هذه المناطق بهدف الصيد مما دفعه للقيام  برحلة علي قارب الاسكيمو ( Kayak   (  من سواحل الجزر اليابانية الي شمال امريكا    الا انه لم يستطع اكمال الرحلة .البعض يعتقد ان ذلك لايعدو ان يكون ضربا من ضروب الخيال والجيولوجيون يؤكدون عدم ظهور الغطاء  الشجري  لصناعة المراكب مباشرة بعد انحسار الجليد والكتل الجليدية ( Glaciers  )  في منطقة شمال الباسفيك  قبل  13500  كما وان البحار والمحيطات لم تكن بها كميات كبيرة من المياه والكتل الجليدية الضخمة والمتبقية من العصر الجليدي الاخير كانت تعيق الحركة مما يضطرهم للدوران حولها ويستغرق ذلك وقتا طويلا الا انهم في النهاية يصلون وكانت القوارب تصنع من جلود الحيوانات .  يري عالم الاثار النيوزيلندي جيوفري أروين (Archaeology  September/October 2005  ( (مجلة يصدرها معهد الاثار الامريكى) ان الصيادين باستخدام قوارب  الكيوك لم يكن بمقدورهم  الابحار لمسافة تفوق المائة ميل  الي ان تمكن سكان جزر بولينسيا(جزر بلمحيط الهادي) من صناعة قوارب اكبر حجمافي الفترة المشار اليها.
اتضح ايضا  ان النظرية  التي تقول  ا ن حيوانات الماموث الضخمة التي كانت تتواجد بامريكا تمت ابادتها بواسطة    صيادين وفدوا  لامريكا في تلك الفترة اي قبل 10 الف سنة , (Over Kill Theory )   تعتبر  نظرية غير صحيحة لانه اتضح من دراسة العظام ان هذه الحيواتات نفقت في ازمنة متباعدة.( Archaeology,July/August2006 )
 وان سبب موتها يرجع للمتغييرات المناخية   والكوارث الطبيعية و  هنالك  مايشير الي  حدوث رحلات لبيرو من افريقيا او اسيا وذلك من خلال اثار مرض ال TB  والذي وجدت أثاره في  الهياكل العظمية  والجماجم في مصر وبيرو في نفس القترة وهي تقدر بخمسة  عشر  الف سنة  مضت ويقول كاتب المقال جون نوبل  
John Noble Wilford, The New York Times ,December18, 2007   " أن اهمية الكشف العلمي تكمن في دعم النظرية التي تشير الي  ان ذوي البشرة السمراء والذين يهاجرون من منطقة ما بين المدارين  الي مثل هذه المناطق  غالبا ما يحدث  لديهم نقص في الفيتامين  ( D   )   وقد يوثرذلك  سلبا علي جهاز المناعة وعلي الهيكل العظمي . في العادة  اللون الداكن يحميهم من الاشعة فوق البنفسجية تحت الشموس الافريقية  الا ان هذا العامل يصيح ذو اثر سلبي في المناطق  الاخري التي ينتقلون لها وذلك  لعدم مقدرة الجسم  علي امتصاص  الفيتامين D)   )  بالقدر الكافي     وتبرز هنا اهمية عامل التأقلم " والمقالة   بعنوان
Signs of TB in ancient Skull Supports Theory on Vitamin D                
الاثار في منطقة النوبة بالسودان
الحكومات الوطنية لم تعر الاثار الاهتمام  الكافي وفي الواقع ان الاثار في المنطقة الشمالية تعتبر كنوز مهملة والاستثمار فيها سيكون  مصدر دخل قومي   عظيم  وسوف يفتح ذلك ابواب السياحة العالمية و السياحة هي اكبر صناعة عالمية  تدر ارباحا خيالية وتفتح ابواب العمالة لاعداد هائلة من البشر وتعتبر من اكبر مصادر الدخل القومي للعديد من الدول.
من المحاولات القليلة الجادة  الان  في السودان هي تشييد المجمع الثقافي لحضارة كرمة ( 2500 – 1500 ق م  ) وهي من اقدم حضارات وادي النيل والتي امتدت حتي الحدود المصرية وكرمة تقع  علي بعد 30 كيلومتر
جنوب الشلال الثالث  علي النيل بالضفة الشرقية ويمكن ان تتعرف عليها من بعد من خلال الاثر الضخم والذي يرتفع شامخا يتحدي الزمن  و هو بناء ضخم من الطين   مساحته بالامتار  53  طول  و26 عرض وبارتفاع  19 متر  وتم تشيده بالطوب (المصنوع من طين محلي  )  وهـو يعرف باللغة النوبية  بالدفوفة  الدفوفة الغربية توجد علي   بعد كيلومترين  من النيل لجهة الغرب  ومدينة كرمة تحتل مساحة 40000 متر مربع  وتحوي اثار  لقلاع ومنازل  ومباني دينية اما المقابر  فتحوي اكثر من 30000  مقبرة  للافراد وهي جزء مهم من هذه الحضارة بطقوسها المميزة لمراسم الدفن  والاخري  والتي استمرت لاكثر من الف عام.
بجهد  من اهل المنطقة والهيئة القومية للاثار ووزارةالبيئة والسياحة  وجامعة جنيفا بسويسرا (جامعة جنيف ارسلت عام 1992 تيم التنقيب عن الاثار في هذه  المنطقة بقيادة البروفسور شارلس بوني وتمكن التيم من تحقيق كشف اثري له اهميته البالغة .          ان تشييد مجمع  حضارة كرمة والمركز الثقافي  بالاضافة للاستراحة  لخدمة اغراض السياحة لاهل السودان والاجانب و المركز سوف  يتيح  المجال للبحوث تحت اشراف  شعبة الاثار بجامعة دنقلا  كما ويتم تشيد الاستراحات للزوار.
بالنسية للمناطق الاثرية علي امتداد النيل لاتوجد  التسهيلات الضرورية لتشجيع السياحة وياحبذا لوشمل العمل الذي يتم حاليا في كرمة   بقية المناطق الاخري لاستغلال هذه الكنوز والتي لازال معظمها تحت الارض..
 كوش قراءة عصرية  :
كوش كانت  من اقدم حضارات وادي النيل والعالم.  في عام 2500 قبل الميلاد بداء المصريون التحرك جنوبا وعندها بداء العالم يتعرف علي هذه  المملكة .  بعد انهيار الاحتلال المصري في القرن الحادي عشر قبل الميلاد   ظهرت  مملكة نبتة  في الفترة780-755  بواسطة   ALARA)). في القرن الثامن قبل الميلاد وقعت طيبة في قبضة نبتة  ومن ثم تم الاستيلاء علي كل مصر  وتم تكوين  الاسرة   25.تلي ذلك   هجوم الاشورييون في عام 671 ق م واصبحت كوش دولة منفصلة  ورغم محاولة الملك تانتاماني  لاعادة السيطرة علي مصر الا انه مني بالهزيمة  عام 664 وعندما حاول ألملك اسبيلتا محاولة غزو مصر قام المصرييون باحتلال اجزاء من كوش .  
لاسبلب عديدة بدا انتقال  الملوك من نبتة( جبل البركل ) لمروي  وهي تقع   شرق النيل مباشرة في منطقة  شندي الحالية علي مسافة 200 ميل شمال الخرطوم وتوجد مجموعة  القري التي  تسمي البجراوية ومروي كانت هي  العاصمة الجنوبية لكوش  .بعض المؤرخين يري ان اسمها كان  Meroe  او            Medawi   وربما  Bedewi   Torok lazalo1998    )        ( الا ان اسم   ( مروي)    يبدو انه الاسم الصحيح خاصة وان الاسم موجود  منذ قديم الزمان وهو اسم مدينة مروي الحالية  غرب جبل البركل ويبدو ان اسم مدينة مروي بمنطقة شندي   مستمد من مروي الحالية (  غرب جبل البركل )خاصة وان الاسم اختفي الان من منطقة شندي وبقي الاصل لتحتفظ به مروي الاصل  في الشمال   والا سم شندي هو شبيه بالاسماء   النوبية  وتوجد الان العديد من المدن تمتد لجهة  الشمال  من شندي  لا زالت تحمل الاسماء النوبية مثل , الشريك , شري  , كليسيكل  و الجزيرة مقرات   وخلافها ونلاحظ انها تقع  في مناطق  الرباطاب   وكلها تقع شمال بربر وجنوب ابوحمد .
الاسباب   المحتملة للانتقال من نبته وازهار مروي قد يرجع لاحد الاسباب الاتية  او كلها مجتمعة وهذ ا ما اعتقده :
الاستخدام الدفاعي للعمق الاستراتيجي في دولة مروي
انتقال العاصمة  للعمق  الاستراتيجي للدولة    ربما  حدث  رغبة  في  الابتعاد عن نطاق  الاتصال  ( النطاق التكتيكي) مع الدولة المصرية بعد ان اتضح تفوقها العسكري كما وان الاشوريين و الهكسوس اشتدت هجماتهم ايضا   علي نبتة . وجود  القوات الرئيسية  بنبتة ( بجبل البركل)   وهي رئاسة المملكة سيجعلها   في المواجهة  وفي نطاق الاتصال القريب  مع  الغزاة   مما يعرض كل المملكة للانهيار   عند   سقوط العاصمة  ولكن نقل العاصمة الي العمق  و علي  النطاق  الاستراتيجي  سيتيح احتواء هجمات الجيوش الاجنبية في المرحلة الاولي  عند بداية اي غزو   ثم العمل للتجهيز  للحرب واعداد القوات في العمق الاستراتيجي والمناورة بها في الاتجاهات المناسبة . وفي هذه الحالة
يتم احتواء هجوم العدو  علي نبتة كمرحلة اولي ثم التحول للهجوم المضاد وبدفع  الاحتياطيات من العمق      واذا تم التخطيط علي هذ النحو فان ذلك يدل علي تفكير عسكري متزن و عقلاني ويكونوا بذلك قد سبقوا العالم بقرون عديدة ومن خلال تبني اسلوب قتالي وفن عسكري  متطور ويعتبر كل ذلك متسق مع التطور الذي حققوه في المجالات المختلفة  .
الحاكمية والامن
السبب الاخر للانتقال  يكمن في ان صهر وانتاج  الحديد في مروي طبقت شهرته الافاق و لجودته  ووصلت التجارة الي الصين و الهند  واصبحت  مروي اهم مدينة افريقية  وبالتالي اكبر مركز حضري به  نظم وحكم قانون ووجدت بالمدافن خطوط  لمجموعتين من اللغة المروية والمجموعة الاولي كانت تستخدم في المحاكم فقط   وتدوين اجراءات المحاكم يدل علي وجود قانون مكتوب  كما ويدل  علي المستوي الحضاري الرفيع  لتلك الدولة   ومما لاشك فيه ان   النمو لهذا المركز الحضري  يحتاج للحماية والامن والادارة الجيدة والرشيدة  خاصة وان الكثافة السكانية تعاظمت علي  ضوء هذه المتغيرات   مما يتطلب انتقال رئاسة الدولة  الي الجنوب الي مروي (شندي حاليا).
العوامل الاقتصادية
وفرة الامطار والاراضي الخصبة في البجراوية وامتداداها حتي البطانة   يتيح رقعة ارض كبيرة للزراعة  والزحف الصحراوي  لم يبداء  الا بقدر ضئيل وربما لم يبداء   وهطول الامطار كان غزيرا في هذه المنطقة وكلما اتجهنا جنوبا حينها   . اضافة لذلك تتوفر الاشجار بكثافة   والتي توفر حطب الحريق  لافران صهر الحديد ولصناعة المراكب والتي تتحرك علي النيل جنوبا لنقل البضائع   وتعود  وهي محملة  وهي  محملة بالحديد  ا الي مصر والبحر الابيض المتوسط والمواني القديمة فيه  او الي مناطق اخري  او حول راس الرجاء الي الصين والهند  وربما بواسطة الجمال من مروي الي احدي  المواني بالبحر الاحمر ثم بالمراكب الشراعية للهند والصين  والاغريق كانت لهم تجارة مع مملكة مروي .  نلاحظ هنا ان الملاحة علي النيل عبر الشلالات يمكن ان تتم في فترة معينة من السنة مثال شهر اغسطس وسيتمبر  نسبة لارتفاع المياه بسبب فيضان النيل السنوي وبالتالي يمكن المرور فوق صخور الشلالات وعندما تقدم جيش كتشنر 1898 م  كان يستخدم بواخر  بدون غاطس  والابحار تم توقيته ليكون في فترة الفيضان ( الدميرة ) مثال لهذه السفن السفينة (ملك) وكانت سفينة القيادة لكتشنر(Flag Ship  ) عام 1898 وهي ترسو الان امام العمارة الكويتية بالخرطوم كمقر لنادي الزوارق وتوجد الان احدي سفن حملة كتشنر  (ابوقرجة و حتي نهاية الستينات كنا نستخدمها في اعالي النيل للتحركات علي الانهر الصغيرة مثل نهر الزراف او علي بحر الغزال  .
الدين  والدولة في مملكة كوش
الازدهار بداء في مروي خاصة  بعد انتقال مدافن الملوك من نبتة  الي مروي اعتبارا من عام300 قبل الميلاد  وفي هذه الفترة بداء الحكام يدفنون بمروي بدلا من نبتة ( جبل البركل) ولاحقا انتقلت كل المدافن للملوك وكبار رج الات الدولة لمروي   . وانتقال السلطة لمروي يظهر   رغبة الملك في  الابتعاد عن  سلطة الكهنة ورجال الدين ويقال ان الملك ارقماني  امره الكهنة بقتل نفسه الا انه  رفض  وامر الكهنة بقتله وبذلك كسر التقليد  الذي كان معمولا به . يعتقد بعض المؤرخين ان ارقماني هو نفس الملك الذي يدعي اركماني (280 ق م)   والذي حكم لفترة طويلة وازدهرت المملكة  علي يديه . المعروف ان رجال الدين لم ينتقلوا لمروي بل  اقاموا  بنبته  وبذلك اصبحت نبتة العاصمة الدينية فقط  والحكام انتقلوا  الي مروي  .
يظهر ذلك الممارسة الحضارية  والاحترام المتبادل بين رجال الدولة والدين  ويظهر ذلك مرحلة متقدمة من الرقي والسلوك الحضاري و لم يستخدم اسلوب القمع والتصفيات والذي يستند علي العنف بل انطلاقا من تفكير ونهج حضاري في اسلوب  ممارسة الحكم  ومن الواضح ان  المشكلة التي طفت الي السطح بين الملوك ورجال الدين تمت معالجتها بالحكمة .
كوش والحضارات الاخري
يقال ان المصريين القدماء كانوا يطلقون علي السودان ارض الارواح وارض الله وقد فسر البعض ذلك بكثرة خيراته
كما وان هوميروس ذكر ( أن الالهة يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي) وذكر ديودورس ( أن السودانيين اول الخلق  علي وجه البصيرة وانهم اول من عبد الالهة وقدم القرابين وانهم من علم المصريين )   ( دانا جلال كاتب ومفكر عراقي , سودانايل  ,15 فبراير 2004 ) والذي استطرد قائلا :
-ارض السودان كانت مهد الديانات  ,أرض السودان كانت مهدا للعلوم   و كانت مهدا للبشرية                              كوش في الكتب السماوية                        
قي التوراة   (Old Testament )    يذكر ان كوش هو احد ابناء حام   و كان يستقر في شمال وشرق افريقيا
وفي الانجيل كوش تعرف بانها مساحة كبيرة من الارض تشمل شمال السودان,جنوب  مصر ,أثيوبيا والصومال
والبعض  يشير الي جنوب الجزيرة العربية أي اليمن   والواقع ان سكان جنوب الجزيرة العربية يميل لونهم للسواد
مما لاشك فبه انه حتي تاريخ اليوم نجد ان سكان هذه المناطق المشار اليها   والتي عرفت بكوش لهم نفس السحنات والملامح ويوجد تشابه في العادات  و التقاليد كما و وتجمعهم الموسيقي  ذات الطابع الواحد المميز والذي يسود كل المناطق التي يسكنوها وهي تختلف عن موسيقي الشعوب الاخري حولهم .  شاهدت بمتحف الاسكوريال بمدريد باسبانيا  عام 1984 بعض الخرائط القديمة التي تظهر كل المنطقة جنوب مصر وحتي غرب السودان ويشار لها باسم (اثيوبيا ) وبهذه المناسبة اذكر اننا في الصغر كنا نسمع من النساء كبار السن في الاسرة اسطورة مفادها ان وجود ناس بيض  واخرين سود يرجع الي زمن غابر حيث حضر احد الشيوخ او  القديسين لزيارة اسرة وعندما دخل  المنزل قامت صاحبة المنزل باخفاء بعض الاطفال تحت ( الصاج او الدوكة ) حيث يخبز رغيف العيش او الكسره (الانجيرا وهو الاسم المعروف في بعض مناطق لسودان واثيوبيا والصومال) وهي فعلت ذلك خوفا من "العين"  وعندما شعر الزائر  بما فعلت اخبرها بان كل الذين اخفتهم تحت( الدوكة) سيصبح لونهم اسود الي الابد. هذه الاسطورة متفشية ايضا في اثيوبيا بنفس الرواية.  كما وان طقوس اعداد  الجبنة ( القهوة ) هي نفسها لدي الاثيوبيين والارتريين( والسودانيين في الماضي وربما حتي اليوم ) وتصنع  القهوة بالجبنة والشرغرغ ( والكلمة ليست عربية ) وتعد لثلاثة مرات متتالية البكري والتني والتالث و ويطلق البخور خلال ذلك  . بالرغم من ان هذا الاسلوب لم يعد متبعا في السودان كما كان بالماضي الا انه متبع في اثيوبيا وارتريا حاليا وباساليب حديثة  .
اما" بلاد  السودان" فهي تسمية حديثة  نوعا ما   اطلقها العرب علي السودان  ويمكن اعتبار الحديث النبوي الشريف "خير السودان لقمان وبلال ومهجع " ( دانا جلال , نفس المرجع )    وقال أبو الفداء في المختصر في اخبار البشر ص61 ( ان لقمان الحكيم الذي كان مع مع النبي داؤود عليه السلام من النوبة ) ويقال ان هاجر زوجة سيدنا ابراهيم  ام العرب هي  نوبية  الاصل( أذا كيف كان تأثيرها علي لغة العرب؟) . ويري البعض ان العرب العاربة وهم سكان جنوب الجزيرة العربية ( القحطانيون) اصولهم ترتبط مع سكان غرب البحر الاحمر  ويعتقد دكتور امين حسن عمر  في محاضرة القاها بلندن في عيد استقلال السودان الذي اقامته الجالية السودانية بلندن عام 1994  ما معناه   " ان حياة العرب وثقافتهم كانت ترتكز علي الجمال وان الجمال يتم تربيتها في كل دول الساحل الغربي للبحر الاحمر مثل الصومال , ارتريا والسودان والدليل علي ان هذا الترا ث لازال محفوظا بدرجة تفوق ما يوجد بالجزيرة العربية هو ما يجدث الان من استعارة للصبيان من غرب البحر الاحمر   لتربية الابل قي دول جزيرة العرب ولاغراض سباق  الهجن).  أشار ايضا الي الي الاتصال الذي كان ماثلا قبل حدوث الجرف القار ي وقبل تكوين البحر الاحمر.
اما موضوع اللغة  فنجد في الوقت الحاضر ان تاريخ البشر و الشعوب واصولها   لايتحدد بالمخطوطات والروايات
والاثار وعلم الاجناس فقط بل  ايضا من خلال علم اللغات و دراسة الجينات .
السلالة التي تعيس حاليا في العالم  (Homo sapiens ) وجدت اقدم  جمجمة منها لانسان في منطقة سنجة بالسودان  قبل اكثر من80  سنة وتم تحديد عمر الجمجمة بحوالي  160 الف سنة وتم التوصل لهذا الرقم بواسطة جهاز
 Electron Spin resonance والمقالة نشرت  في مجلة القارديان بقلم Norman Hammon     في ديسمبر1991..هنالك اعتقاد لدي الكثيرين ان الهجرة التي تمت لاوربا خرجت من المنطقة الشرقية للسودان او الهضبة الاثيوبية وكانت مجلة النيوزيك تكتب حلقات عن هذه الهجرة تحت عنوان حواء عا م 1987 .  الابحاث في مجال الهندسة الوراثية وتحليل الحامض النووي للخلايا  المأخوذة من الخلاص المتحصل عليه من نساء افريقيات بعد الولادة مباشرة اثبتت أن التغييرات    Mutations       التي حدث بالنسية للحامص النووي لهولاء النساء هي اكثر من المتغييرات التي حدثت لاي جنس اخر مما يدل علي ان هذا الجنس عاش لفترة اطول من اي جنس أخر  .   
من المستجدات في هذا الامر    من خلال البحوث في مجال الوراثة واللغات توصلوا الي ان اول  انفصال للمحموعات الانسانية حدث في افريقيا وخرحت مجموعة لاسيا تم اوربا وبقية انحاء  العالم  والدراسة استمرت لاربعين عاما واعتمدت علي البيانات المستخرجة من  البحوث في مجال الجينات والاخري في مجال اللغات وتوصلوا لرسم خريطة للمجموعات البشرية وهي شبيهة بالمعروفة تاريخيا. اللغة القديمة  (Pygmy  لم يعرف اصلها واللغات التي تلتها  مثل البانتو واللغة الافريقية   ترجع اصولها للاسرة  اللغوية  Niger-Kordofanian  واللغة النيلية ترجع لاسرة   Nilo-Saharan          ولغة    افرو ايشيان وهيبوبيان ترجع اصولها لاسرة AfroAsiatic    والتي والتي تعتبر ضمن اسرة اللغات الاسيوية الاوربية (Euro Asiatic  Super Family   )والتي تدخل ضمن شجرتها كثير من اللغات الاسيوية مثل الهندية , اليابانية .الكورية , المنغولية الاسكيمو ,  واللغات الاوروبية .أتضح ان ان الفرق بين المجموعات الافريقية والاخري  اكبر من من الفرق بين المجوعات الاخري وبعضها البعض  الا ان الاصول الافريقية توجد في جميعها.                                               
 Luigi Safoza ,Genes People and Languages ,Scientific American, November 1991 
يعتقد البروفسور هيرمان بيل في محاضرة القاها في اكاديمية كسفورد للدراسات المتقدمة عام 1993 انه اعتبارا من مملكة كوش ولاسباب عديدة منها الحروب ,هاجرت مجموعات نوبية جنوب غرب بسبب التصحر او لاسباب اخري مما اكسب  لغات تلك المناطق مفردات كثيرة   من اللغة النوبيةوهناك فرضيات تشير الي انتشار هذه اللغة في لمنطقة من جبال النوبة وشمالا   وقدم جداول و كشوفات بالكلمت المشتركة مع اللغات في مناطق جبال النوبة وغرب السودان.
البروفسر الامين ابو منقة في مقال مختصر في الراي العام بعنوان  " ماذا تعرف عن اللغات  النيلية الصحراوية " بتاريخ 15 فبراير004 2  , وكان يعطي فكرة عن  المؤتمر التاسع للغات النيلية الصحراوية  بجامعة الخرطوم  في فبراير 2004 وذكر " تحتل اللغات النوبية موقع الصدارة في اوراق المؤتمر حيث يركز الباحثون علي العلاقة التي تربط بين افرادها في شمال السودان وجبال النوبة ودارفور وهناك ورقتان عن اللغة المروية القديمة وسيشير الباحثين بان لها علاقة بلغة الانقسنا  وبعض اللغات النيلية في جنوب السودان  ".  كما ذكر البروفسور الامين ابو منقة ان" عالم اللغات الافريقي جوزبف غرينبيرج  صنف كل لغات افريقيا في اربع اسر لغوية هي :
-الافريقية الاسيوية  ومن امثلتها العربية والبجاوية
-النيجر كوردفانية ومن امثلتها لغة الكواليب والمورو واللغة الفولانية .
لغة الكويسانية وهذه غير موجودة في السودان.
   اللغة النيلية الصحراوية وهي موضوع المؤتمر   والتي ينتمي لها 70% من محموع اللغات في السودان ومنهااللغات النوبية ( في جبال النوبة وشمال السودان وحلفا الجديدة).  ثم مجموعة اللغات النيلية   ولغة الفور  ولغة الزغاوة علي سبيل المثال لا الجصر ".

 

آراء