هل نجحت القمة الافريقية وما هي التحديات التي تواجه الافارقة ؟!

 


 

ايوب قدي
25 February, 2023

 

اختتمت الدورة العادية السادسة والثلاثين للاتحاد الأفريقي ، التي اجتذبت عددًا من رؤساء الدول الأعضاء بالإضافة إلى العديد من الضيوف من جميع أنحاء العالم . بتشديد الاتحاد الأفريقي في ختام دورته الـ36 على مكانة ومركزية قضية فلسطين العادلة، وثبات الموقف الداعم لها ولقراراتها في المحافل الدولية.
واستهجن الاتحاد الأفريقي في إعلان القمة الذي صدر عقب اختتام أعمالها في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا استمرار "التعنّت الإسرائيلي ورفض الحكومات المتعاقبة المبادرات والدعوات المتكررة من القيادة الفلسطينية ومن المجتمع الدولي للانخراط في مفاوضات سلمية".
وشدد على مكانة و مركزية قضية فلسطين العادلة وثبات الموقف الداعم لها و لقراراتها في المحافل الدولية، داعياً الدول الأعضاء كافة إلى الاستمرار بتقديم الدعم للقضية الفلسطينية ورفضه استباحة "إسرائيل" حقوق الشعب الفلسطيني وحرياته الأساسية.
كذلك، رحّب الاتحاد الأفريقي بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 "طلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية بشأن ماهية وجود الاحتلال الإسرائيلي على أرض دولة فلسطين والآثار المترتبة على هذا الوجود والممارسات غير القانونية المرتبطة به"، داعياً الدول الأعضاء إلى مساندة دولة فلسطين في هذا المسعى.
خلال القمة ، تولى رئيس الجزر القمر أزلي عثمان ، رئاسة الاتحاد الأفريقي من الرئيس السينغالي .
كشفت وزارة الخارجية على أن إثيوبيا نفذت أنشطة دبلوماسية ناجحة على هوامش قمة الاتحاد الافريقي التي عقدت في أديس أبابا خلال الأيام الماضية و قالت وزيرة الدولة للخارجية ، بيرتوكان آيانو ، إن إثيوبيا قد نجحت في تنظيم الجلسة العادية 42 للمجلس التنفيذي وقمة الاتحاد الأفريقي السادس والثلاثين ، مشيرة إلى أن شعب إثيوبيا لعب دورًا كبيرًا في هذا الصدد كما أظهروا الضيافة المعتادة للضيوف.
نتيجة لذلك ، أكد قادة البلدان الأفريقية من جديد حقيقة أن إثيوبيا هي بلدهم الثاني وأن أديس أبابا هي عاصمة إفريقيا.
وأضافت أن إثيوبيا حققت نجاحات كبيرة في كل من الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف.
قدمت وزيرة الدولة الشكر والتقدير لجميع ما ساعد في الختام الناجح للقمة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل نجحت القمة الافريقية بصفة عامة وما هي التحديات التي تواجه الافارقة ؟!
وكان علي الطاولة المسائل العاجلة التي تتطلب اهتمام القادة الأفارقة والتزامهم بها، وليس هذا فحسب بل تنفيذ منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية كامر مهم إنجازه نظرا لمدى أهميتها في تنمية أفريقيا بل أن القادة الأفارقة يعملون على إنشاء ونشر الأمن البحري لضمان المرور السلس للسفن أثناء تنفيذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية وهذا ما تم تاكيده في القمة .
وتوافق القادة الأفارقة حول ضرورة قيام انتفاضة أفريقية في محاربة الارهاب والتصدي لتمدد الجماعات المتطرفة في أفريقيا وبوجه على الساحل الأفريقي ودول غرب القارة وعلى ضرورة توفير وحشد الموارد البشرية الأزمة لمواجهة الارهاب والتهديدات الأمنية فضلا عن النظر في إعداد القوة الأفريقية الجاهزة والتنسيق مع مجلس الأمن الدولي للعب دوره في تمويل عمليات السلم والأمن في القارة.
وأمن الزعماء الأفارقة على الجهود المبذولة في استئصال الارهاب بالصومال ودعم جهود الحكومة الصومالية ودول المنطقة في التصدي لحركة الشباب . كما أكدت القمة على ضرورة انشاء سلاسل أفريقية للغذاء وتامين أفريقيا من الغذاء حتى لاتكون رهينة تغيرات عالمية تأثر على امنها الغذائي
وفيما يتعلق بتسريع تنفيذ منطقة التجارة الأفريقية الحرة أكدت القمة على أهمية تغليب الوحدة الأفريقية على المصالح الأخرى ورفع كافة القيود لتفعيل منطقة التجارة الأفريقية الحرة وإطلاق العنان لاستثمارات إضافية للبنية التحتية الحيوية وهذه الانجازات هي ضمن نجاح القمة الافريقية التي عقدت في اديس ابابا مؤخرا .
نعم أكّد القمة الأفريقية في ختام أعمالها على الدعم الكامل للشعب الفلسطيني .
وفيما يتعلق التغير المناخي وأزمات التمويل أكد الزعماء أهمية هذه القضية الاولوية القصوى باعتبارها قضية حاسمة ويجب على الأفارقة ان يجددو مطالبهم بالقمة للدول الكبرى ذات الدخل المرتفع بالوفاء بوعود متعلقة بتمويل التكيف، مما يعني تحقيق هدف 100 مليار دولار
كما اعتمدت القمة عددا من المشروعات والصكوك واكدت القمة على موقفها الثابت من الانقلابات غير الدستورية في البلدان الأفريقية وعدم التسامح معها والعمل على مايعزز النظام الديمقراطي ودعم محاولات الإنتقال المدني في بعض البلدان الأفريقية.
وفي هذا السياق قال الدكتور الصادق الفقيه الامين العام السابق للفكر العربي وسفير جمهورية السودان سابقا للعديد من الدول بما فيهم اثيوبيا : في تقديري، لقد استجابت قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، في دورتها العادية السادسة والثلاثين، لمطالب الشعوب الأفريقية، التي ظلت تدعو للوحدة والتكاتف، وتسريع التكامل الاقتصادي، والعمل معاً لتنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية. لذلك، أتفق مع وصف العديد من قادة الدول والحكومات للقمة بأنها جهد ناجح وتعاوني لتحسين اقتصاد القارة.
ولا شك أن هذا الجهد مُجَابَهٌ بالعديد من التحديات، التي تواجه القارة، والتي تقتضي الاتفاق في التعامل مع مختلف أبعادها. وتتمثل بعض هذه التحديات، التي يتعين على إفريقيا التغلب على آثار تغير المناخ، والأزمات الصحية غير المسبوقة، والإرهاب، واستمرار الصراعات القديمة، أو الجديدة، وما ينشأ عنها من احتراب ودمار، وأكثرها حساسية عودة الانقلابات.
إن جميع البلدان بحاجة إلى العمل بشكل جماعي لمعالجة قضايا البنية التحتية، التي تُعين القارة على بناء اقتصادٍ معافى يُخرجها من وطأة الفقر والأزمات الصحية والاجتماعية السياسية المختلفة، وضمان السلام والأمن، لأنه لا يمكن أن تكون هناك أي تنمية بدون سلام. كما يُحمد للقمة أنها شددت على دورها، ليس في قيادة أفريقيا فحسب، بل في تأكيد حقها المشروع في إسماع صوتها في جميع قضايا العالم، وما يتطلبه ذلك من الاستمرار في الضغط لتمثيل أفريقيا في المؤسسات الدولية المتعددة الأطراف، خاصة مجلس الأمن الدولي.
وهذا ما دع اليه رئيس الوزارء الدكتور ابي احمد قائلا :" إن إفريقيا اليوم في طليعة حل القضايا العالمية الأكثر إلحاحاً، بما في ذلك حل النزاعات وحماية البيئة والطاقة الخضراء. وأضاف ان "إفريقيا رائدة على مستوى العالم في مجالات مهمة للبشرية، لذلك حان الوقت للاعتراف بدورها، وأود أن أغتنم هذه الفرصة لإسماع صوتي مرة أخرى، حتى يكون لإفريقيا عضوية دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"."
قال الصحفي المخضرم عثمان آي فرح إنه على الرغم من التحديات التي تمر بها البلاد هناك تطور ملحوظ في البنية التحتية في أديس أبابا العاصمة الأفريقية. جاء ذلك خلال لقاء خاص مع وكالة الأنباء الإثيوبية حيث قال الصحفي إن إثيوبيا تستضيف القمة الأفريقية في كل عام بشكل ممتاز، وأن الحياة تمر بشكل سلس، مضيفاً أن التطور في البنية التحتية في أديس أبابا شيئ ملحوظ وبشكل دائم رغم التحديات التي تمر بها البلاد.
ومعلوم أن هناك كانت دعوات في عدم قدرة البلاد في استضافة القمة الافريقية بمزاعم عدم الاستقرار والأمن بسبب النزاع في شمال البلاد.
وأشار الصحفي إلى أن التنمية في أفريقيا مرهونة بالسلام لأن الحروب والنزاعات هي العوائق الأساسية للتنمية في القارة الأفريقية فلذلك تحقيق السلام شيئ أساسي في التنمية الافريقية.
وأشاد الصحفي المخضرم عثمان آي فرح الذي حضر القمة الأفريقية منذ ست سنوات بالتطورات الملحوظة في البلاد.
واخيرا تم التركيز على تسريع بناء منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية، والسلام والأمن في إفريقيا، وتمثيل أفريقيا في المؤسسات الدولية المتعددة الأطراف. وجددت القمة التأكيد على الالتزام بالحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية واذا استمرت افريقيا بهذه الوتيرة سوف تحققق الامن الغذائي وتعزيز السلام والاستقرار لابناء المنطقة ككل .فهل حققت افريقيا ذلك في اسرع وقت ممكن ؟!.

eyobgidey900@gmail.com

 

آراء