هل وعت حكومة المؤتمر الوطني الدرس من هجليج؟؟

 


 

 



تعرفوا الي الشعب المطحون المقهور في شدته وقهره وتظلمه يتعرف اليكم في شدتكم!
ورد في الأثر عن الراشد في خلافته رضي الله عنه(عمر بن الخطاب) أنه كان يحرم اللحم علي نفسه ويربط علي بطنه حجر حتي يمنع بطنه الفارغة الجائعة من أن تصوت (تكورق) بالفصيح السوداني!هذه كانت حال عمر بن الخطاب ابان توليه امارة دولة المسلمين !ونتاجا لهذا الورع الذي كان يعامل به الناس ورعيته وكان لهذه المنهجية المبنية علي ربط وتقوية صلة الحاكم بربه ومولاه دونما انقطاع ودونما منافقة ودونما ركون الي متعة الحكم ,كان لهذا كله أثره المباشر في تحقيق نجاحات وفتوحات حكمية ضخمة نسبت كلها الي فترة عمر بن الخطاب,فكان من اشراقاته أن دعي الي وليمة في بيت من بيوت رعاياه في احد الأمصار فكانت وليمة ضخمة تليق بأمير المؤمنين فقال لهم:-لمن هذا اللحم كله؟قالوا لك ياأمير المؤمنين ,تفضل,قال لهم عمر بن الخطاب:ماذا تركتم لأطفال المسلمين؟خذوا هذا الأكل بعيدا مني ,والله لا أكله حتي يشبع منه أطفال المسلمين!وقد أكرمه الله بأن فتح بيت المقدس وعاد المسجد الأقصي –أولي القبلتين-الي ديار وحمي الاسلام!ولما أتي رسول كسري ملك الفرس برسالة الي أمير المؤمنين قال لهم أين هو؟فلما أشاروا عليه أن يذهب تحت تلك الشجرة فوجده نائما يتوسد ذراعه دون خشية ودون حرس جواره!تعجب من هذا وقال له:عدلت فأمنت فنمت ياعمر!وصدق من قال عنه:لقد أتعب عمر بن الخطاب من جاء بعده!
نحن سودانيون بالفطرة ,نفخر بكوننا كذلك ونعشق هذا التراب تكونت أجزاؤنا منه وكان ترابه مكانا ومسقطا لرأسنا عند الميلاد ونمونا ونهلنا من نداه ونبله صغارا حتي غدونا بفضله رجالا ونساءا,لذلك فنحن مرتبطون به جذرا وحقا حبا وعقلا!ولا نرضي أن تنال من ارضه وحماه غائلة من عدو قريب أو بعيد,ونحزن جدا عند فقدان قطعة عزيزة منه ونفرح لعودتها الي حماه ورجوعها حظيرته!ونفرح ونغتبط للذين تم علي يدهم هذا وهم جيش السودان العزيز البطل!وما ذلك الا لأنه منا والينا وهو حامي وحارس الناس والشعب دون النظر الي من يحكم في هذه الحقبة بالذات او تلك!فللجيش في اعناق كل الحكومات التي سبقت وذهبت وكل التي لم تأت وسوف تأتي وتذهب بعدما يشاء الله لها أن تحكم ثم تذهب سنة الله في خلقه(وتلك الأيام نداولها بين الناس)وليس لأي حكم اونظام حكم سبق فضل علي الجيش!بل علي العكس فلم يكن لاي حكم او حاكم ان يستمر لولا ان حاز علي موافقة ودعم الجيش!
لذلك يجب علينا ان نقرأ الذي حدث بعيد سماع وتنامي نبأ استعادة هجليج من العدو الوطني من خروج للجماهير بعفويتها وعبرت عن فرحتها بابنائها (الجياشة!)الذين حققوا النصر,قلت يجب علينا قراءة ماحدث بعين العقل لا العاطفة,دون تأويل وتدوير واستغلال لما :حدث كل علي هواه!وقبل ان نلج في هذا علينا بمبدأ المكاشفة ونقد الذات كشعب ان نسائل الحكومة سؤالا مشروعا جدا:لماذا سقطت هجليج اصلا؟ومن المسئول الذي فرط فيها لكي يتم احتلالها؟وهل من الممكن كما هو منتظر ومتوقع ان يحاسب حتي يتم منع وتلافي حدوث  ما حدث مستقبلا؟ان نفس الشعب الذي تم اعلان الفرحة به وبالتفافه حول الجيش عندما خرج بعيد استعادة هجليج فرحا سعيدا  من حق نفس الشعب الصابر ان يحاط علما بنتيجة التحقيق في مسببات فقدان هجليج أصلا!لأن الشعب دفع فاتورة استعادة هجليج شهداء وجرحي من أبنائه في الجيش!
ان التعامل والتعاطي مع شعب كشعبي السوداني السودانوي النقي المتفرد مكونا ومبني بشري واثني وثقافي يجب ان يكون تعاطي الحذر  الذي يتعامل مع شخص ذكي بالفطرة ويتمتع بدرجة من الذكاء العاطفي الاجتماعي عالية جدا!ويجب علي من يحكمه تحديدا ان يتوخي العقل والعدل مع شعب كهذا شعب ذي تأريخ مشرف في المقاومة والنهوض عندما يسام ظلما اجتماعيا واخلاقيا من الحاكم ومن ينسبون اليه ومن يحسبون عليه!ان شعبي الصبور الشجاع خرج معبرا عن فرحته برجوع جزء غالي وعزيز تم التفريط فيه بفعل فاعل مايزال بعيدا عن المحاسبة!قلت ان الشعب قد خرج رغم مراراته ورغم الهضم الذي يعاني منه منذ حوالي ربع قرن من الزمن ورغم الطحن والظلم الاجتماعي الذي قصم ظهره او يكاد لولا لطف الله العزيز المهيمن اللطيف به!
ان محاولة استثمار خرجة الشعب فرحا بعودة هجليج التي تم التفريط فيها لا يجب ان يستثمر هذا سياسيا فيبرز في أجهزة الاعلام فتح ودعم وسند للحكومة او للمؤتمر الوطني!وحسن فعلت أجهزة الاعلام التي نقلت جزءا من نبض الشارع الذي اتفق كله دون فرز انه فرح وما خرج الا احتفالا بالجيش وقوات الشعب التي انتصرت واستردت!ولكن يمكننا ان نقول ان من يحاول استثمار حدث كهذا كأنه يريد القول :انني احتاج الي هذا الدعم وهذا الاستثمار!ولكن لماذا لا يفعل المؤتمر الوطني وحكومته ما يستأهلون به دعم الشعب حقيقة؟لم لا ينظرون الي واقع الشعب بعين الشعب لا بعينهم؟لم لا ينزل الرئيس بنفسه ويري بأم عينه كيف ان الشباب عزف عن الزواج وان سن الزواج قد تدحرج متوسطها لدي البنات فوق ال25 وعند الرجال فوق ال 37سنة!بسبب الاحباط والغلاء والفقر لا بسبب تعمدهم ذلك بداعي بلوغ سن الرشد او سن النبوة!!حتي يقتنع بسخف فكرة الزواج الجماعي التي اثبتت فشلها وعدم ملاءمتها لغمق واصل المشكل!لم لا ينزل النائب الاول والثاني كليهما ويضعان ايديهما علي مرفق كوزارة الصحة او وزارة الداخلية او وزارة التربية ويروا ماهي المعايير التي تتبع ويتم بها اختيار الموظف للوظيفة؟؟؟؟!هنا لا اقصد المعايير المكتوبة فقط!!
ان شعبي الحبيب العظيم غير عمي عن ما هو حوله من ربيع عربي وثورات!بل هو من علم هذه الشعوب لكنه –اي شعبنا-يفكر جديا في تجنيب نفسه دفع ثمن باهظ لنجاح الثورة والهبة نسبة لانه قد دفع مقدما ثمنا باهظا!

Niazee Elawad [nzeer1@gmail.com]

 

آراء