هل يتصدى للقيادة !!

 


 

كمال الهدي
14 November, 2021

 

تأمُلات
. أكثر القيادات وأشدها أثراً خلال الثورات هم من يقبعون وراء أبواب سجانيهم.

. ولهذا أرى أن الشعار المرفوع من قبل بعض الثوار بتحرير الدكتور حمدوك من اقامته الجبرية مقلوب بعض الشيء.

. ورأيي أن حمدوك هو من يمكنه أن يعين الثوار في تحرير وطنهم من هؤلاء المستعمرين المحليين.

. فعندما بدأت عملية سرقة هذه الثورة التي استمرت ردحاً من الزمن قبل أن تأخذ شكلها الأخير كان حمدوك رئيساً للوزراء.

. ووقتذاك كان بوسعه عمل الكثير لحماية هذه الثورة لكنه لم يحرك ساكناً تجاه الكثير مما كنا نتوقع أن يؤدي لما نحن فيه الآن.

. وبما أن حمدوك حظي بشعبية لم يحصل عليها زعيم سوداني قبله، ولكونه نال حب غالبية الثوار ودعمهم المستمر، فأتوقع أن يرد الرجل جزءاً من هذا الدين.

. ورد الدين لا يكون بمجرد رفضه لعروض البرهان.

. فهذه عروض خائبة لا يتوقع طفل غض أن يوافق عليها رجل بخبرات وتجارب حمدوك لإعتبارات كثيرة.

. ولن تنفعنا الرسائل العاطفية في هذا الوقت العصيب ولا العبارات الإنشائية من شاكلة (ماما منى) و (بابا حمدوك).

. فثورة السودانيين تمر بأصعب منعطفاتها في هذا الوقت.

. ولن تكتمل هذه الثورة بأي عبارات عاطفية أو شعارات تُلهب الحماس.

. لا نشك اطلاقاً في أن الثوار ما زالوا على عهدهم وأنهم على أتم الإستعداد للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل هذا السودان.

. لكن جهود وتضحيات شابات وشباب الوطن تحتاج للقيادة التي يلتفون حولها جميعاً في هذا التوقيت الدقيق.

. على مستوى الأحياء ولتنظيم العمل المناهض لهذا الانقلاب ليس صعباً تصعيد قيادات شابة يثق بها أهل كل حي.

. هذا أمر مقدور عليه ويمكن أن يكتمل بأسرع وقت.

. لكن في المستوى الأعلى لابد من وجود الرمز، وكم دعونا الشباب منذ العام ٢٠١٣ لأن يشكلوا قيادتهم بأنفسهم حتى إذا ما اشتعلت الثورة ضد نظام المخلوع يكونوا في أمان ويهنأ الوطن بالإستقرار السريع.

. وبما أن الظرف الآن لا يحتمل بكاءً على اللبن المسكوب، ندعو الدكتور حمدوك لكي يثبت عملياً أنه القائد الذي استحق كل هذا الحب.

. فالوطن صار في كف عفريت حيث يسعى السفلة بلا أي حياء لتدويل قضيته وهذا أمر بالغ الخطورة سنندم عليه أشد الندم في القريب العاجل إن لم نلحق بأنفسنا سريعاً.

. كفانا أحلاماً وردية وانتظاراً للحلول من الآخرين.

. وليتذكر حمدوك صاحب الخبرات العملية في أفريقيا تحديداً أن بعض قادة بلدان هذه القارة السمراء قد خلدوا أسماءهم بأحرف من نور.

. ومثلما لاحت أمام البرهان بعد سقوط الطاغية الفرصة لأن يخلد نفسه كزعيم وطني، رغم جرائمه السابقة في دارفور فأهدرها بغباء وتهور، تلوح ذات الفرصة الآن أمام دكتور حمدوك، وكل العشم ألا يضيعها هو الآخر.

. ما حدث من أخطاء في العامين الماضيين من حكومة الثورة لعبت فيه قوى الثورة الدور الأكبر، لكن ذلك لا يعفي دكتور حمدوك أيضاً من مسئولياته.

. فهل من أمل في أن يصبح حمدوك مانديلا أو كاغامي السودان..!!

kamalalhidai@hotmail.com
///////////////////

 

آراء