هنيئاً لنا في البحرين و(عقبالنا) في السودان

 


 

 

عكس الريح

moizbakhiet@yahoo.com



أتلقى عشرات الرسائل عبر البريد الإلكتروني وعبر مواقع التواصل الإجتماعي من خريجي الجامعات السودانية خاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية وفي مجال الطب والصحة وكلهم يحملون دوافع عظيمة لمواكبة البحث العلمي ومواصلة العطاء في مجالهم، وهم في غاية الإستياء والإحباط بسبب ما يعانونه في السودان حيث لا مستقبل لهم ولا رعاية من الدولة أو الجامعات ولا رغبة في تطوير البحث العلمي والإهتمام بهؤلاء الشباب الذين هم وقود النهضة ومستقبل الوطن. ولقد أدهشني الرقم المرصود في ميزانية الدولة للبحث العلمي وهو رقم لا يوازي مرتب عامل في اسرائيل.
ولا يزال الكثيرون يستفسرون عن الطب الجزيئي الذي هو أحدث فروع الطب ذات التخصص العالي وكيف لدولة صغيرة في حجمها عظيمة في عطائها مثل مملكة البحرين أن تتبنى مشروعاً رائداً في الطب الجزيئي يضعها في مصاف الدول المتقدمة ويمنح باحثيها وخرجيها فرصة العطاء العلمي المتقدم في مجال حديث يركز على فهم الجزيئات الرئيسية لوظائف الجسم والتي لها علاقة مباشرة بالآليات الأساسية للأمراض ويستخدم وسائل الأحياء الجزيئية والخلوية والكيمياء الحيوية وعلوم الجينات والمناعة ، وذلك لدراسة الأمراض الوراثية والأمراض المكتسبة وذات الصلة بالطفرات الجينية التي منها على سبيل المثال مرض السكري والحساسية وأمراض الدم والشيخوخة والأورام والتشوهات الخلقية إلى آخره. ويهتم الطب الجزيئي أيضاً بتغيير التكوين الجزيئي للمركبات الكيميائية والبروتينيات لتطوير وسائل التشخيص والعلاج والوقاية من المرض.
لقد قدمت مشروعاً عظيماً للدولة في السودان يحقق الآمال المنشودة للتطور العلمي ويمنح الباحثين وخريجي الكليات العلمية فرصة الإبتكار والإكتشاف والدراسات العليا في أحدث علوم الطب، ويحقق للوطن عائداً مادياً كذلك حيث يربط التقنية الحيوية بالصناعة في مجال الصحة وبالأكاديميا والتعليم المتواصل. هذا المشروع قوبل بالتجاهل وعدم الإهتمام أرجعتها لأسباب كثيرة وهي دون شك معلومة لدى الجميع.
وحين ابتدرت مثل هذا المشروع لجامعة الخليج العربي قبل عدة سنوات في إطار الدور الخليجي والعربي الهام الذي تقوم به في مجال التعليم والصحة والتواصل العالمي الذي تتبناه احتفلنا بحمد الله الأسبوع الماضي تحت رعاية معالي الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم بمملكة بحفل الافتتاح التشغيلي لهذا المشروع الذي توج بقيام مركز سمو الأميرة الجوهرة الابراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية والذي تزامن مع انعقاد المؤتمر العلمي الثامن للمركز واللذان عقدا بعد جهود متواصلة لوضع البنية التحتية للمركز وتجهيز عياداته، إذ استقطبت جامعة الخليج العربي العديد من الكوادر العلمية والطبية والفنية طوال الأشهر الماضية كما عملت على توفير التجهيزات والمعدات التكنولوجية المتقدمة لتوفير الخدمات العلاجية والتشخيصية والبحثية والتعليمية الحديثة بتكلفة بلغت حوالي 50 مليون دولار أمريكي مما يتيح لمركز الأميرة الجوهرة الدخول في المنافسة العالمية في هذا الجانب الحيوي من العلوم الطبية والإكلينيكية.
ويعد انطلاق خدمات مركز الأميرة الجوهرة في مجال التشخيص الجزيئي حيث يقدم المركز أكثر من ألف فحص وراثي وحيوي مع خدمات مستشفى الجوهرة للخصوبة والتشخيص الوراثي إضافة نوعية في الطب الجزيئي والإخصاب، في الوقت الذي يعمل مركز الأميرة الجوهرة على تنمية البحث العلمي في مجال علم المورثات الذي يمثل ثورة طبية عالمية حرصت جامعة الخليج العربي على مواكبتها، إذ سيعمل المركز على توطين الوقاية والعلاج والبحث العلمي في الجوانب البيولوجية والتشخيصية والاجتماعية والارتقاء بالوعي والتثقيف الصحي في مجتمعات دول مجلس التعاون الخليجي.
كما يعمل مركز الجوهرة على قدر المساواة على استكمال مشروعه البحثي الذي يتميز يوماً بعد يوم بنتائجه المبهرة، وما النسخة الثامنة من المؤتمر إلا عموداً من دعاماته الأساسية. حدث هذا والمركزعلى مشارف الحصول على براءتي اكتشاف علمي كبير آخر من المؤمل أن يضع حداً للعديد من الأمراض المستعصية. لقد تحقق هذا الإنجاز من خلال كوادر مركز الأميرة الجوهرة اللذين استطاعوا من تطوير اكتشاف (إسراء) في مرحلته الثانية واختباره على خلايا الإنسان حاصلين على نتائج مبهرة ستشكل بإذن الله تعالى نقلة نوعية في العلوم الطبية على مستوى العالم بأسره.
كما نجح المؤتمر في تحقيق أهدافه المنشودة حيث تم التعريف بخدمات المركز العلاجية والتشخيصية والبحثية والتعلمية عبر محاضرات قدمها المختصون بالمركز في مجال الطب الجزيئي والوراثي، كما تم التعريف بأحدث التقنيات والموضوعات الطبية الحديثة في مجال عمل المركز ومن أبرزها احدث تقنيات التشخيص الجزيئي للتشوهات الوراثية في الجينات والكروموسومات في مراحل ما قبل الحمل وقبل الولادة ، والتشخيص الجزيئي والحيوي المتقدم في مجال طب الاطفال حديثي الولادة وصحة الانجاب عبر إستضافة تسعة أساتذة من كبار الأطباء والعلماء في العالم من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط. تم ايضاً ضمن فعاليات المؤتمر التعريف بحقوق الملكية الفكرية العلمية للجامعات و حماية الاكتشافات العلمية عبر إستضافة أحد كبار المحامين البريطانيين المتخصص في حماية الإكتشافات العلمية في مجال العلوم الطبية، كما تقديم آخر التطورات في مجال البحث العلمي بالمركز ونتائج البحث العلمي (اسراء) و دوره في علاج العديد من الامراض الوراثية و المستعصية.
بهذا الحدث الكبير الذي تناولته جميع أجهزة الإعلام العربية والعالمية - فيما عدا السودانية - فإن جامعة الخليج العربي تجدد تأكيدها من خلال كافة برامجها ومراكزها ومشاريعها التطويرية، عزمها على المضي بخطى حثيثة نحو تحقيق تطلعات قادة الجامعة التي أسست وفقها الجامعة وعلى رأسها رفد مجتمع الخليج بالدراسات والبحوث والاكتشافات العلمية الكفيلة بتنمية نهضة مجتمع الخليج الشاملة.
تجدر الاشارة الى ان انطلاق الاعمال الانشائية لمركز الاميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلم الموثات والامراض الوراثية ، بدأت عام 2003م من خلال التعاقد مع شركات الاستشارة و التنفيذ و الاعداد الهندسي لمشروع المبنى الدائم. و يمثل المركز خطوة رائدة على المستوى الخليجي والعربي والدولي في متابعة وعلاج الامراض الوراثية و المستعصية ، و ايضا فرصة متقدمة لتنمية البحث العلمي في مجال علم المورثات الذي يمثل ثورة طبية عالمية حرصت جامعة الخليج العربي على ضرورة مواكبتها في المرحلة الراهنة والمستقبلية ، كما سيعمل المركز على توطين الوقاية و العلاج و البحث العلمي في الجوانب البيولوجية والتشخيصية والاجتماعية والارتقاء بالوعي والتثقيف الصحي في مجتمعات دول مجلس التعاون الخليجي.. وعقبالنا في السودان.

مدخل للخروج:
لن يفديك يا وطني  من لا يفقه الدرسَ.. ولن يحميك من داء طبيب يفقد الحسَ .. فيا حزني على وطني
وياحزني على جيل بلا رب و لا وثنِ.. و ياحزني على اهلي .. على من حطم الاحساس عند مداخل الامل ..
هنا مجلسْ  هنا حزبٌ  هنا جبهةْ .. هنا كذب هنا زورٌ هنا شُبهةْ.. هنا حس بفقد هوية الوطن ِ .. هنا قبر لعملتنا
هنا بحر من الشجنِ..

 

آراء