هيثم … اللعب بالبيضة والحجر (3)
اصل الحكاية
اتوقف في هذه المساحة عند الجانب الخاص بأدب الإعتذار عند هيثم مصطفي ، سنجد أشياء غريبة لايبدو للحدث فيها معني ظاهريا وإن كان لها معني عند اللاعب، وسنقف من جانب آخرعلي عقلية هيثم ، في إدارة معاركه ، فإذا وضعنا قضية عودة اللاعب لناديه السابق الهلال ، والتي ربطتها الأخبار بجلسة الصلح التي تمت بينه وثلاثة من كبار اللاعبين الذين إختلف معه ( مدثر كاريكا والمعز محجوب وسيف مساوي) ، بالإعتذارات او جلسات الصلح التي أعقبت إنتقاله للمريخ يمكن أن نقف بسهولة علي أن الخطوات عنده محسوبة جيدا .
بعد الخلاف الكبير والذي وصل مرحلة الاشتباك اللفظي داخل مجلس إدارة نادي المريخ ، بسبب سقوط إقتراح عصام الحاج سكرتير المريخ السابق بتسجيل هيثم مصطفي وعلاء الدين يوسف ، ثم ماحدث بعدها من إنقلاب علي القرار بساعات أكمل ضم اللاعبين لكشوفات الفريق ، تقدم عدد من من قيادات وأعضاء المجلس المريخي بإستقالتهم ، وعلي رأس هؤلاء رئيس المجلس بالإنابة عبدالله حسن عيسي ونائب السكرتير متوكل أحمد علي ، وكانت إستقالات منطقية ومقبولة ، لأن قرار تسجيل هيثم وعلاء أصاب المجلس في مقتل وحوله إلي لا شيء (بهذه المناسبة أستغرب عندما أقرأ لعصام الحاج عن المؤسسية والمنهجية وهو الأبعد عن ذلك)، ولكن كالعادة في المريخ تضيع المواقف في لحظة (شمار في مرقة) ، فكان قرار عودة عبدالله حسن عيسي ومتوكل أحمدعلي أسرع من قرار الإستقالة .
في هذه المرحلة من الصراع (المريخي .. المريخي) ، سجل لاعب المريخ الجديد هيثم مصطفي وزميله علاءالدين يوسف ، زيارة (للمجروحين) إن جازت التسمية عبدالله حسن عيسي ومتوكل احمدعلي ، لماذا؟ لم يقف أحد كثيرا ليسأل هذا السؤال ، وإن حملت الاخبار في ذلك الوقت أن القصد من الزيارة الإعتذار ، وفي أخبار أخري المصالحة ، وفي الحالتين يبقي السؤال ، لماذا؟ وماهو الخطأ الذي حدث حتي يعتذر فيه هيثم مصطفي ، أو ماهو الخلاف الذي حدث بين الفريق عبدالله حسن عيسي هيثم من ناحية ، ومتوكل احمد علي وهيثم من ناحية أخري جعل من المصالحة خيار لامفر منه ؟ .
الإجابة في الحالتين .. لايوجد.. فلم يحدث بين الاطراف المذكورة خلاف يستدعي الإعتذار والمصالحة ، وإن كان من يجب عليه الإعتذار هو عصام الحاج وليس هيثم مصطفي ، وهذا يعيدنا للرابط الأول الذي يجمع سكرتير المريخ السابق ، وقائد الهلال السابق (الشيخ محمد خير) . وبالتالي عندما يذهب هيثم للإعتذار عن لاشيء كأن الذي إعتذر هو عصام الحاج الذي فعل كل شيء . أعتقد أن الصورة واضحة .
توقيت الاعتذار او المصالحة تم إختياره بعناية لنزع فتيل ازمة الصراع (المريخي ..المريخي) ، ولتقديم اللاعب بصورة مشرقة امام الراي العام الرياضي بصفة عامة والمريخي بصفة خاصة ، وإذا تابعنا هذا السيناريو مع مخطط عودة هيثم لناديه القديم مرة أخري ، سنجده لايختلف كثيرا مع فوارق بسيطة ، فإن كان الإعتذار لرئيس المريخ بالانابة ونائب السكرتير لخدمة هدف مزدوج (عصام الحاج وصورة هيثم عند الراي العام) ، فإن إعتذار لاعب المريخ الحالي وقائد الهلال السابق يستند علي خلافات حقيقية ، وفي الحالتين الهدف من الإعتذار مكسب .. قصير المدي في حالة المريخ ، وبعيد المدي في حالة الهلال .
اواصل .
hassanfaroog@gmail.com