هيثم مين وأخوانكم مقتولين..!! بقلم: كمال الهِدى

 


 

كمال الهدي
4 August, 2022

 

تأمُلات
. كعادة جماهير الكرة (سهلة الانصراف لما هو أقل أهمية) تركوا كل شيء وصار الهم الأكبر هو الجدال حول عودة هيثم لكشف الهلال من عدمها.

. قلت غير مرة وسأعيد وأكرر _ وإن كره البعض_ أن ما تقوم به إدارات الكرة والعديد من الإعلاميين_ يصب في مصلحة الإنقلابيين الذين يسعدهم انشغال الناس بأي شيء، إلا التفكير في تصحيح حال هذا البلد المائل والمحافظة على ثرواته التي تُقدم على أطباق من (ذهب) لأطراف خارجية لا تحصى ولا تُعد من أجل أن يعيش أفراد محدودي العدد على عرق غالبية أهل السودان.

. مخجل والله أن ينصرف الرياضيون لما هو أدنى مهما كانت دوافعهم.

. أعلم أن كتاباتي هذه الأيام تغضب بعض من تلذذوا دائماً بالتخدير واستمتعوا بكتابات بعض الزملاء الذين اعتادوا على التكسب من هذا الهلال، لكنني لن أتوقف عن الخط الذي اخترته لنفسي من أجل فئة من السطحيين والمنقادين الذين لا يعرفون حتى هذه اللحظة الاتجاه الذي تصب فيه (المطرة).

. أضحكني قبل يومين من علق على أحد مقالاتي بالقول " ده حاسد وحاقد ممن كانوا يتكسبون ويسمسرون في اللاعبين"، ولك أن تتخيل عزيزي القاريء وتسأل نفسك ما إذا كان مثل هذا (المسكين) يشرفنا كهلالي.

. الأهلة الذين عرفناهم أصحاب عقول منفتحة وأذكياء بدرجة تمكنهم من قراءة ما بين السطور جيداً ليميزوا بين من يهمه الكيان ومن يسعى لمصالحه الخاصة، ولمثل هؤلاء نكتب يا هذا.

. لسنا أوصياء لا على الهلال ولا على الثورة، لكن طالما أنها (الثورة) مستمرة وأن شبابنا يُقتلون أمام أعيننا كل يوم فضمائرنا لن تسمح لنا بالصمت عن كلمة الحق ولو ليوم واحد.

. أما إن قرر السودانيون وقف ثورتهم واستسلموا للوضع القائم فحينها ربما نهلل معكم لمجلس الهلال أو غيره.

. أرادت إدارة الهلال فيما يبدو أن تصطاد عصفورين بحجر واحد بقرار إعادة (بعض) المشطوبين للكشوفات لكي ينهوا مسيرتهم في الهلال كما يقولون.

. فمن جهة ربما خُيل لهم أن الخطوة ستساهم في توحيد الأهلة.

. ومن الجهة الثانية ربما رغبوا في اشغالنا بقضية لا تستحق كل هذا الضجيج لكي ننسى لهم مشاركتهم الفاضحة والمذلة في قمة الدم بالجنينة.

. وربما أنهم نجحوا في الثانية بدرجة ما، لكننا سنكون لهم بالمرصاد، ولن نتوقف عن تذكيرهم بفضيحتهم إلا إذا قدموا اعتذاراً صريحاً وأعلنوا (توبتهم) من دعم الإنقلابيين.

فهذا النادي ليس ضيعة، ولن نكون كمشجعين له ومهتمين بشأنه مجرد توابع يسيل لعابهم لتعاقد مع محترف ثقيل، أو مدرب مهول ولو كان في قدرات غوارديولا.

. فالكيمان عندنا مفروزة، بمعنى إن أردت أن تتعاقد أو تقدم دعماً مالياً فانت مشكور على ذلك، شريطة أن نعرف ونتأكد من مصادر هذا الدعم وألا تربط لنا ذلك بحريتك الكاملة في جر نادينا للوجهة التي تريد.

. هذا هو موقفي وأفترض أن يكون موقف كل هلالي حر ارتبط بهذا الكيان من أجله لا لكي يحقق أي مكسب أو صيت على حسابه.

. قلت أفلحوا في الثانية بدرجة ما، أما الغاية الأولى فقد فشلوا فيها فشلاً ذريعاً.

. وقد ضللهم من صور لهم أن إعادة قيد (بعض) المشطوبين ستوحد الأهلة.

. من يقول أن القرار قُصد به عدد من اللاعبين وأن هيثماً مجرد فرد منهم، لم يفهم الأمور على حقيقتها.

.وهذا هو خطأهم الفادح وتقديرهم غير السليم.

. فهم يقصدون هيثم أولاً ثم تأتي البقية، وإلا فلماذا حددوا الفترة الزمنية للشطب ب ( ٨٧ وما بعدها)!

. لو كان المقصود كل من شُطبوا من الهلال ولم يختموا مسيرتهم فيه، فمن حق من شُطب قبل العام ٨٧ أن يُعاد للكشف أيضاً، فالهلال هو الهلال، لم يتغير قبل أو بعد ٨٧.

. ومعلوم أن الأهلة لن يتفقوا حول هيثم وقضيته التي كانت أَوضح من شمس الضحى لكن العاطفيين يصورون الأشياء كما يحلو لهم.

. فقد أخطأ هيثم ورمى نفسه بسذاجة كفريسة سهلة لمن كانوا على صراع مع البرير.

. وقد حذرته في هذه الزاوية عبر ثلاثة مقالات ورجوته بأن لا يجري ذلك الحوار الذي أعلنت عنه فاطمة الصادق وقتذاك، وقلت له بالحرف " سيستخدمونك كأداء وستخسر أنت في النهاية لأنك صاحب الوجعة ومن ركض وسكب العرق في الميادين، فدعك منهم وركز على عملك كلاعب كرة وقائد يتمتع بشهرة واسعة ومكانة كبيرة وسوف تُحل الأمور".

. لكنه تهور وأجرى ذلك اللقاء قاصمة الظهر.

. وهذا لا يعني آن غفران خطئه حرام، لكنني أود التوضيح لبعض من يقولون أن وجوده في دائرة الكرة ضروري ومن يمضون لأبعد من ذلك ويتخيلونه رئيساً للهلال أو اتحاد الكرة، أود أن أوضح لهؤلاء أن فكرتهم خاطئة تماماً.

. هيثم قلبه حار دي حقيقة.

. وقدم الكثير للهلال وكان يبث الحماس في زملائه ككابتن حقيقة أيضاً.

. بس كمان الهلال قدم ليه الكثير جداً، وساعده الإعلام كما لم يساعد لاعباً قبله في أن يصبح أسطورة، وده أمر كتبت عنه كثيراً على فكرة عندما كان البرنس في أوج عطائه.

. ولأن صحافتنا الورقية وقتذاك كانت تتهيب جمهور هيثم تجاوزوا لي مقال أو مقالين انتقدته فيهما أيام الإستغناء عن اللاعب ريشارد، فنشرتهما على المواقع الإلكترونية.

. بالطبع لم أسبه لكنني قدمت نقداً موضوعياً لموقفه من شطب زميله وقتها، لكن حتى النقد الهاديء والموضوعي لهيثم في ذلك الوقت لم يكن مُتاحاً.

. وهذا هو الجرم الذي ارتكبته صحافتنا الرياضية في حق هيثم وفي حق معجبيه الذين أضحوا يتعاملون معه كملاك وليس ككائن بشري مثلي ومثلك.

. ففنياً كان هيثم مصطفى واحداً من أفضل صُناع اللعب في البلد ما في ذلك من شك، لكنه ليس أفضل من أنجبت ملاعبنا كما يردد البعض.

. ولا أدري ما إذا كان من يرددون ذلك قد شاهدوا ابراهيم هارون (ابراهومة الديسكو) نجم كوبر والهلال، سامي عز الدين (رحمه الله)، الرشيد المهدية وعادل أمين، أم لا.

. فمن شاهد هؤلاء لا يمكن أن يقول أن البرنس أفضل صانع ألعاب تنجبه الملاعب السودانية، إلا أن يكون ذلك من منطلق العاطفة، ونحن نتكلم عن كرة نعرفها ونفهم فيها جيداً.

. فنياً كتبت قبل أكثر من عشر سنوات أن ما ينقص البرنس كلاعب وسط أكثر مما يملكه.

. فهو لا يجيد المراوغة، ولا اللعب بالقدم اليسرى، ولا (قلع) الكرة، ولا اللعب بالرأس، ولا التهديف من المناطق البعيدة، ولا السيطرة على الكرات التي تصله عالية.

. ده كلام فني أتمنى أن يفنده لي المدربون ( لا الغوغائيين) ويقولوا لي إن كنت مخطئاً في التقييم لأتراجع وأعتذر.

. أما التمرير فيجيده هيثم بشكل خرافي.

. وسبق أن قلت أن المكانة التي وجدها هيثم والعجب سببها انحسار المواهب في ملاعبنا على أيامهما، وإلا ففي وقت مضى ما كان التمرير السليم مهارة استثنائية بل واحداً من أساسيات كرة القدم.

. خلاصة ما أريد قوله من ذلك أن البرنس لاعب متميز سعدنا جميعاً بتمريراته القاتلة التي نتجت عنها أهداف أسعدتنا كثيراً والله، لكنه ليس استثنائياً لا في الجانب الفني ولا على المستوي الإنساني حتي نجعل منه موضوع اختلاف دائم بين المحبين والرافضين لبعض سلوكياته.

. الهلال ده نادي كبير الاسم ولا يفترض أن ينقسم أهله من أجل فرد مهما عظم شأنه، لو كنا نحترم مكانة هذا النادي حقيقة.

. أعود لقرار عودة المشطوبين للكشف لأقول أنه لابد أن يشمل الكل.

. فالديسكو الذي أشرت له أعلاه شُطب من الهلال، وسجل للمريخ لكنه لم يلعب معهم سوى مباراتين إن لم تخني الذاكرة، فتوقف.

. وهناك الحريف الماهر الموهوب تنقا أفضل ظهير أيسر (شاهدته) في هذا البلد، والذي أقول لأولادي أنه لو كان يلعب اليوم لأمتعكم أكثر من ألبا برشلونة، وغيره الكثير ممن شُطبوا من الهلال لسبب أو لآخر.

. وعموماً لا أظن أن عودة هيثم للكشف ستكون كارثة لمعارضي الفكرة أشد وأقوى من فضيحة مساندة الانقلابيين من جانب إدارة نادٍ عُرف تاريخياً بمواقفه الوطنية.

. لن تنقصكم عودة هيثم شيئاً إخوتي المعارضين، شريطة أن تفهم الإدارة ويعي الأنصار أن البرنس لا يصلح لإدارة الكرة كما يتخيلون.

. فهو شخصية خلافية عودته صحافتنا على النظر لنفسه كنجم أكبر من النادي نفسه.

. ولا تصدقوا ما يُتداول عن أنه يحب زملائه وقد قالوا عنه كذا وكذا.

. فأشهد الله أنني سمعت بأذني من العديد من اللاعبين القدامى الذين عملوا في إدارات الهلال المتعاقبة عن علاقته المتوترة مع الكثير ممن عاصروه، لكنهم لا يقولون مثل هذا الكلام على الملأ لتقديراتهم الخاصة.

. الكثيرون في هذا البلد يتهيبون نجومية البعض، لكن عبد فقير لله ليس لديه ما يخاف عليه مثل كاتب هذا المقال (بمرق) ليكم الحقيقة كما هي ليقتنع من يقتنع ويرفض من يرفض.

. بس ما تتوقع عزيزي القاريء من زميل لهيثم أن يخرج على الملأ ليحدثكم عن سلبياته، فحق الزمالة وحده يمكن أن يمنعه عن ذلك.

. خلاصة القول على المستوى الشخصي نتمنى لهيثم كل الخير ولن تقوم الساعة إن أعادوه للكشف ولهذا لا أجد مبرراً لكل هذا الخلاف، بس على الصعيد العام أقول بالفم المليان " إن أرادت إدارة الهلال المزيد من الانقسام والمشاكل فلتلحقه بدائرة الكرة أو غيرها"..

. وعموماً البلد يعاني من الكثير ولدينا شباب يقتلون كل يوم فمن المعيب أن تشغلنا قضايا الأفراد، بالذات في هذا الوقت العصيب.

. وفي الختام لابد من لفت انتباه غالبية من (يهيجون ويمورون) هذه الأيام بأن الكثير من التغييرات التي يحسون بها ويثنون عليها يقف خلفها جندي مجهول وواحد من أكثر كباتن الهلال خلقاً وتواضعاً هو الباشمهندس محمد أحمد بشة.

. عمل بشة في صمت فأنجز بعض المهام الكبيرة ولا يزال أمامه الكثير.

. وحين نقول أن أي تغيير نحو الأفضل في مجال الكرة لا يتأتي إلا بأيدي من عركتهم الملاعب وخبروا دروبها وظروفها لا نقول ذلك من فراغ.

. التحية لكابتن بشة ولكل من يعمل مخلصاً لهذا الكيان من أبناء الهلال ولاعبيه السابقين، وكل العشم أن تجد جهوده الجادة السند والعضد دائماً لكي يُغلق الباب تماماً على من ظلوا يتكسبون من وراء هذا الهلال والصفقات المضروبة التي أحبطت الجماهير لزمن طويل.

kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////////

 

آراء