واصل نضالك يا سجم: الفجر لاح..!!

اليوم نترك الحديث لمستحقيه .. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. فلا كلمة أو كليمات تستطيع التعبير عن هذه الملحمة التي شَفت صدور قوم مؤمنين بالوطن ويعرفون حقه وغلاوته..(الله لا كسب الفلول وأذيالهم) وليس بعد ذلك من (بيان وبرهان) يؤكد استمساك الشعب بثورته وعروته الوثقى..وليس بعد ما جرى بالأمس من مزيد في بيان انتصار الشعب لثورته في ذكرى أكتوبره المجيد..! فها هي الحشود النبيلة الأمينة المُستمسكة بسلميتها وشعاراتها تتجاوب بتلقائية ووعي ركين وتخرج من كل مدن السودان وقراه ونجوده ونجوعه وأريافه من غير أن يحشدها حاشد..دافعها ضميرها..وشتان بين من يكون دليله ضميره..ومن يتم التلويح له بجدائل الموز..! الحمد لله أن الشعب كان على الموعد.. فهل من برهان اكبر من التضحية بالأرواح من اجل مدنية الدولة وإغلاق باب القهر والاستبداد..؟!
السلمية ونداءات الحرية هي التي تطمس عيون الفلول وتصيبها بالقذى والرمد و(التراكوما)..وهي التي تلهب ظهور اكل من تمسّح بكركار الإنقاذ المتعفّن..هؤلاء هم أعداء الله والوطن والحرية وربائب الذل والتخذيل..أصحاب صنائع الشر وسدنة معسكر الغباء.. (يا أيها الوغد الخؤون..إن الشوارع لا تخون)..ولتنسرب العقارب إلى جحورها القاتمة (فالنعال حاضرة)…! وليس أجمل من النظر والاستماع إلى هذا الفتي الأخضر الجميل (المشوب بسمرة) وهو يمسك بكتف خالته (صاحبة العكاز) الأستاذة الجليلة أخت كل السودانيين وأم الشهداء وجدة حَفدة الوطن..وهو يقول: النيل بفيض عزّه..وشمِس تزيدنا سمار..ناس أصلهم طيبة..والجار بحب الجار..في السمحة تلقاهم..وفي الحارة برضو كُتار..وأنا قلبي مليون ميل..النص ملان هيبة..والتاني فيهو أزهار..فيهو الشمس تشرق..تغازل المحبوب..فيو مِن طرب وردي.. وفي الشعر فيو محجوب.. فيو عزة الشهدا.. فيو بسمة المحبوب..زي نخلة في بستان..دفيقا شال يا دوب..والبسمة ضوايه…ضوّت علينا دروب..فيهو السلك بنجر..صفقت تدخل تب..دَرَعت سريع توبا..كرم الضيافة وجبْ..ماهمّ يا ياخ هو منو..! يا ربي بس في حطب..؟!
فيو في الغرب دارفور..العالي دوم كعبا…ديل أرضهم من نور.. ديل الكسو الكعبه…فيهو المعيلق..ام روابه.. فيو في الجنوب إخوان وغابة.. حلفا الأبيض والقضارف..فيهو الضعين الخيرا وارف..وفي شندي تلقى المعجزات..ديل علموا الجبل الثبات…وفيو الحردلو وود البنا.. ديل البي قولم عاقل جنّ.. وفيو ليلى وأمدرمان وناسا..ديل منبع الأخلاق وساسا..السمحة جات..السمحة وين..؟ قالتلي ياخ أنا من بَدين..يلاك نمشي على الشَرِق..أصلو المحبّة هناك عِرِق…أدروب (دبايوا..كِيتّوا..اوجات كيها) وبعد التحيات والسلام..شربنا قهوة بزنجبيل..وبقينا بين حُسنين..تاجوج وعين توتيل.. وسرحت في تلك العيون..أريتني اقدر اوصفا..دي جمالا فات حد الجمال.. وحروفي جَتْ ما مُنصفة..!
شايقية كواهله وبقّاره..الأرض الهلّت انوارا..ميدوب وزغاوة وشُكريه..مع دينكا وزاندي وجعليه.. ونوبه..ودقت نوبه.. هديك محبوبه..مشينا دروبا..ودربنا طال…السكّه تروس..السكّه عساكر..سكتنا نضال..أنت سوداني وسوداني أنا..ضمّنا الوادي فمَنْ يفصلنا..منقو قل لا عاش مَنْ يفصلنا..وتقولا كيف؟ فصلونا يا منقو..ولامن نقول الحق..بقولو ناس بنقو..! المشكلة فينا اللي بشبه أرضنا..وفينا اللي غير..!! فينا اللي شارين الوطن..فينا اللي بايعين الضمير..ومرقنا شان نبني الوطن..ما كنّا عارفنو المصير..ومرقتا شايل لي كتاب..ورجعتا شايلني فْ..سرير..أو عنقريب ما بنتختلف..الحب شنو..؟ ما الحب ولِف..!! والموت هو موت..إن كان وليد أو كان ألِف..الحل شنو..أها كيف وكيف..؟! قالوا البلد حالا بيقيف..لو نحنا واصلنا الخراب..ما نحن كفار مجرمين..وهم الصحاب..وهم اللي حافظين الكتاب..ونحن السجم..وشن جاب لي جاب..؟! واصل نضالك يا سجم..فالأرض تُبنى من عدم..خضناها نيران الدروب.. وسكبنا فوق السكّة دم..! أطلق سراح هذا الجناح..فالقول مباح..والحب مباح..أرضا سلاح.. الفجر لاح..الصبح لاح..الصبح لاح..!!