والدة الشهيد سيزر: إبني مستهدف وتم قتله عن قصد .. شهود عيان: الشهيد تم ضربه بواسطة “دبشك” تسبب في خروج المخ عقب إصابته برصاصة في الرأس مباشرة

 


 

 

” الجريدة “ هذا الصباح… المهندس الكيميائي محمد أحمد "سيزر" ـ الشهيد خريج جامعة التقانة ـ كلية الهندسة الكيميائية ومن الـ(5) الأوائل في دفعته، ومع ذلك ظل يبحث لـ(5) أعوام عن وظيفة دون جدوى فبدأ العمل في مطار الخرطوم بمهنة عامل؛ …. أخو الاخوان والاخوات، تقول والدته والدموع تغطي وجهها : لكنه ما غالي على الوطن احتسبته فداء السودان“
الديوم الشرقية تبكي الشهيد المهندس محمد أحمد ”سيزر"
* والدته: إبني مستهدف وتم قتله عن قصد وترصد
* شهود عيان: الشهيد تم ضربه بواسطة "دبشك" تسبب في خروج المخ عقب إصابته برصاصة في الرأس مباشرة
* أهالي الديوم الشرقية يبكون الشهيد ويؤكدون العزم على القصاص له
* لجان مقاومة الديوم الشرقية: اعتصام الجودة مستمر حتى إسقاط النظام
الجريدة: سلمى عبدالعزيز
الثلاثين من يونيو2022 سيظل محفورًا في ذاكرة والدة الشهيد محمد أحمد حسين الشهير بـ"سيزر"، السيدة لطيفة جعفر يومًا حالك السواد، تاريخ أحال منطقة الديوم الشرقية وسط العاصمة الخرطوم إلى بقعة من الحُزن والدموع، سألنا أين منزل أُسرة الشهيد "سيزر" فأجاب الجميع؛هو إبن كافة بيوت الديوم الشرقية، كل الأبواب المشرعة سرداق للعزاء!
* تاريخ طويل من النضال
تقول والدته الصابرة القوية الصامدة رغم تعالي أصوات النواح من حولها لـ(الجريدة) : عرفت قدره عند الناس عقب استشهاده وقد شيعه إلى مثواه الأخير مالا يقل عن (5000) مواطن سُّوداني بمختلف الفئات العمرية؛كيف لا وهو راجح العقل المصلح بين الناس وقد ساهم في ترميم أٌسر عديدة أوشكت على الانهيار وأصلح بين أبناء وآباء كُثر وأعاد بعضهم إلى منازلهم بعد معالجة الخلافات، مد يده للاطفال فاقدي السند وساهم في عودة بعضهم للمقاعد الدراسية، هو لم يكن (ولد حياة) ولكن لم أتوقع أن يفارقنا بهذه السرعة؛ "ما كنت قايله بموت هسه".خاض المهندس الكيميائي محمد أحمد "سيزر" ـ الشهيد خريج جامعة التقانة ـ كلية الهندسة الكيميائية ومن الـ(5) الأوائل في دفعته، ومع ذلك ظل يبحث لـ(5) أعوام عن وظيفة دون جدوى فبدأ العمل في مطار الخرطوم بمهنة عامل؛ خاض منذ العام 2019 معارك عِدة أملاً في سُّودان جديد كان يحلم بِه سائرا في درب والده د.حسين بخيت المهندس الزراعي الذي تجرع مرارة الظلم من نظام الإنقاذ البائد فقرر مغادرة وطنه إلى المهجر. تقول السيدة لطيفة : "والده من الذين تم احالتهم إلى الصالح العام ظلمًا سنة 1992وعندما طالب بمستحقاته المالية لم يجد الملف فغادر مهاجرًا إلى المملكة العربية السعودية.
* مضايقات من الحكومة البائدة
عُرف الشهيد محمد أحمد سيزر بتفوقه ونبوغه دراسيًا حيث بدأ تعليمه لمرحلة الأساس في مدرسة الشيخ محمد أحمد بنين وانتقل بعدها إلى مدرسة الاتحاد بنين في منطقة الخرطوم (2)، واصل تفوقه في الامتحان النهائي بمرحلة الأساس وانتقل بعدها طالبًا في المجمع اليمني الثانوية بـ(الرياض) ومنها إلى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية الهندسة تخصص كهرباء.تقول والدته لـ(الجريدة) : تعرض للعديد من المضايقات من نظام الإنقاذ وكأن التاريخ يعيد نفسه وصلت حد فصله لعام كامل جراء مشادة مع مساعد تدريس بالجامعة اعتراضًا على تعمد رسوبه في مادتين أكد بأنها عن قصد ماجعله يقرر الانتقال الى جامعة التقانة.
* السودان الجديد
تربط الشهيد الشاب علاقة وطيدة بإخوته (مصطفى ود.شيماء) فهو كبيرهم الذي أخذ مكانة والده عقب وفاته، والشجاع، والقوي الشخصية ذو الكاريزما العالية، وصاحب المنطق والمقارعة بالحجة، المرتب في كل شيء، والمحب زول الفرح والبهجة، أخو الاخوان والاخوات، تقول والدته والدموع تغطي وجهها : لكنه ما غالي على الوطن احتسبته فداء السودان". وتزيد : لم يحب السياسة قط وكان يعمل مع رفاقه من أجل بناء سودان جديد ينعم فيه ابنائه بموارده الضخمة ويردد دائما بأنه لن يكون موجوداً حينذاك ولكن من أجل الاجيال القادمة.
* القتل العمد
تؤكد السيدة لطيفة بخيت ان مقتل ابنها بهذه الطريقة البشعة لم يكن عشوائيًا او محض صدفة وإنما استهداف كامل وقتل عن ترصد وقصد فهو أحد الثوار الفاعلين والنشطين في منطقة الديوم الشرقية وقد تمكن من استقطاب العديد من الثوار للانضمام للثورة منذ العام 2019 وهو صاحب شخصية قوية قادرة على الاقناع هذا اضافة لعمله في تأمين المواكب .وتتابع: نتائج التشريح أظهرت أن الطلقة اخترقت الرأس على مقربة من الأذن، وهي اصابة مباشرة الهدف منها القتل.
* رصاصة في الرأس
قبيل استشهاده بساعات استعد الشهيد محمد أحمد "سيزر" كعادته للمليونية بتجهيز ثياب مخصصة لها ومن ثمة اتجه إلى الوفود القادمة من الولايات ومنها إلى "باشدار" حيث واجهت القوة المكلفة بالتأمين قوة نظامية حاولت اقتحام المنطقة وتمكنوا من منعها.
أكد شهود عيان كانوا متواجدين لحظة اصابة الشهيد محمد أحمد "سيزر" الخميس الثلاثين من يونيو الماضي بطلقة في الرأس مباشرة إنه قتل بطريقة بشعة للغاية تترجم مدى غبن السلطة الانقلابية تجاه القيادة الثورية ـ وقالوا في حديثهم لـ(الجريدة) إن الشاب وهو أحد المسؤولين عن تأمين مواكب مدينة الخرطوم حاول إخراج مجموعة حُوصرت بواسطة قوة أمنية كثيفة من كافة الاتجاهات فيما يُعرف بـ(الصندوق) على مقربة من مستشفى الخرطوم .تابعوا : أصر على اخراج المتظاهرين من المنطقة خوفاً من اطلاق القوات الأمنية عبوات الغاز المسيل للدموع بكثافة على مقربة من محيط المستشفى خوفًا على المرضى والمرافقين لهم.
مؤكدين إصابته فور خروجه من المنطقة قنصًا ثم احاطوا به وهو ملقى على الأرض وقاموا بضربه بـ(الدبشك) على رأسه للتأكد من وفاته ما تسبب في خروج جزء من المخ.ووصف شهود عيان لحظات استشهاد محمد أحمد "سيزر" بالقاسية ولاتزال مشاهدته ملقى على الأرض تٌسيطر عليهم وقالوا إن تكرار ضربه انتقام وتشفي غير المبرر، فالرصاصة اخترقت رأسه ولكنهم ارادوا التأكد من موته مايدل على أن قتله مقصود ونُفذ بناءً على تعليمات مسبقة.
* اعتصام الجودة
فجر استشهاد إبن الديوم الشرقية، المهندس محمد أحمد حسين "سيزر" موجة عارمة من الغضب والحُزن وسط أهالي المنطقة أجمع فهو رغم صغر سنه تربطه علاقة وطيدة مع الجميع صغارهم وكبارهم، بدا ذلك واضحا في سرادق العزاء الممتلئ بالمعزيين القادمين من كل صوب يُسرع رفاقه في استقبالهم.أهالي المنطقة الذين استمعت إليهم (الجريدة)أكدوا بأن دماء الشهيد لن تضيع هباءً وأن الطريق الذي مضى فيه وقدم روحه فداءً له ماضون فيه حتى تحقيق مطالب الثورة كاملة غير منقوصة.وأشار الثائر مؤمن أحمد عباس الشهير، من المرابطين في اعتصام الجودة خلال حديثه لـ(الجريدة) إلى أن أهالي المنطقة المكلومين هم من اطلقوا شرارة الاعتصام الأولى عقب القمع المفرط الذي شهدته المنطقة في الثلاثين من يونيو واطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع بكثافة وقد دعمهم الثوار في مدن العاصمة الثلاث، وقال "عباس" حتى الآن لم يُحدد سقف معين لرفع الاعتصام بيد أنه يرى بأنه واحد من اشكال المقاومة الناجعة وتصب جميعها في خانة اسقاط الانقلاب وانهاء سلسلة الانتهاكات التي يرتكبها يوما بعد يوم في مواجهة الشعب السوداني.
من جانبها أعلنت لجان مقاومة الديوم الشرقية في بيان لها - اطلعت عليه الجريدة - عن دعمها الكامل للاعتصام القائم بأمر الثوار في المنطقة وان كامل المنطقة من تقاطع الغالي و حتى تقاطع حجازي أرضاً للاعتصام المفتوح حتى إسقاط الانقلاب داعية جميع الشعب السوداني للحضور إلى أرض الاعتصام و المشاركة الفاعلة في تحقيق مطالب الثورة.
وتابعت اللجنة :"إن ما حدث في الثلاثين من يونيو من عنف و قمع مفرط و إزهاق للأرواح من سلطة أتت إلى سدة الحكم بقوة البنادق أيقظ كثيراً مما كان ساكناً قبله، فقد أظهرت المجزرة التي عايشناها في ذاك اليوم المعدن الحقيقي لمن كان قلبه على الوطن و الثورة ممن كان شغله الشاغل المكاسب و التوجهات الضيقة".

 

آراء