وانطلقت الموجة الثانية لاسترداد الثورة

 


 

 

1
خرجت اليوم مواكب 30 يونيو هادرة في العاصمة والأقاليم في موجة ثورية ثانية لاسترداد الثورة، خرجت الجماهير رغم اغلاق بعض الكباري ، ومنع مواكب ام درمان من الوصول للخرطوم ، والي القصر الجمهوري، واغلاق شارع القصر والنيل، استطاعت جماهير الثورة السيطرة الكاملة علي الشارع ، رغم الضجة الكبيرة حول موكب "الكيزان" الذي سوف يسقط السلطة ، واستخدام خروجهم في الموكب كفزاعة لكيلا يخرج الثوار في 30 يونيو معهم ، وترك الشارع، وتلك نظرة خاطئة ، فكيف يتم ترك الشارع لهم، وهم الذين لفظهم وحسمهم الشارع بشعارات " أي كوز ندوسو دوس"، " الجوع ولا الكيزان" ، علما بأن الهدف من خروجهم اصلا يخدم شراكة الدم في تخريب مواكب الثوار واستخدام العنف كما اشارت لجنة التمكين في بيانها واعتقال 79 منهم ، لتبرير قمع المواكب السلمية للثوار ، فسلطة شراكة الدم الحالية هي امتداد لنظام الانقاذ مع تغيير في بعض الأشخاص ، كما في استمرار سياساته الاقتصادية والقمعية والتفريط في السيادة الوطنية ، وابرام الاتفاقات الجزئية التي تهدد وحدة البلاد.
استخدمت السلطة القمع الوحشي والمفرط ضد المواكب في العاصمة والأقاليم بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والاعتقالات مما أدي لاصابات جاري حصرها بعضها خطيرة في الرأس، ومنها اصابة الزميل كمال كرار عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني بكسر في يده اليمني نتيجة لاطلاق الشرطة البمبان والرصاص المطاطي وغيره ، اضافة لاعتقالات للثوار ، مما يعيدنا لاساليب النظام البائد القمعية التي فشلت وعجزت عن وقف الثورة حتى اسقاط البشير ، وما زالت مستمرة.
كما عكست هلع سلطة شراكة الدم التي اختطفت الثورة ، وجاءت علي اكتاف الثوار ، لتكافئهم بالقمع الوحشي الذي وجد استنكارا واسعا ، مع المطالبة بمحاكمة ومحاسبة الذين أمروا باطلاق الرصاص والقمع الوحشي للمظاهرات السلمية ، علما بأن الدستور كفل حق التجمع والتظاهر السلمي.

2
ذكرنا سابقا في أكثر من مقال أن سياسة التحرير الاقتصادي والخضوع لاملاءات وشروط صندوق النقد والبنك الدوليين في رفع الدعم والزيادات في المحروقات والكهرباء والغاء الدولار الجمركي ، سوف تجعل الحياة جحيما لا يطاق ، وسوف تنفجر الجماهيرلاسقاط الحكومة كما حدث في أكتوبر 1964 ، وابريل 1985، وثور ديسمبر 2018 ، ولم يكن غريبا أن تكون شعارات الثوار اليوم " تسقط حكومة الجوع" ، " ثوار أحرار حنكمل المشوار" ، " ضد ياسة البنك الدولي"، " الشعب يريد اسقاط النظام"، وعلق بعض الثوار أن الشارع ملك الثوار ، والرسالة وصلت، ولن يعود شعب السودان حتى يتم اسقاطكم.
انطلقت المظاهرات رغم خطاب حمدوك ومبادرته ، وخطابه غير الدقيق قبل يوم من الموكب باعفاء الديون ، علما بأنه لم يتم الاعفاء ، وأن كان السودان قد تأهل بعد أن قبل بشروط الصندوق القاسية ، ويستغرق الاعفاء الكامل بعض الوقت بعد الالتزام بشروط الصندوق القاسية التي رفضها شعبنا في مظاهراته اليوم.
فهناك بديل لشروط الصندوق تتمثل في ضم شركات الذهب والبترول والجيش والدعم السريع والاتصالات والمحاصيل النقدية لولاية المالية ، وتغيير العملة ، وتخفيض الصرف علي الأمن والدفاع والقطاعين السيادي والحكومي ، وتفكيك التمكين واستعادة اموال الشعب المنهوبة ودعم السلع الأسااسية والتعليم والصحة والدواء والخدمات ، والإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي ، والتفاوض مع الصناديق العالمية من مواقع السيادة ، لا الخضوع لاملاءات الصندوق التي تؤدي لنهب ثروات البلاد وأراضيها ، وقيام القواعد العسكرية، وتفكيك السودان، والتدخل الكثيف من الاتحاد الأوربي وأمريكا ودول الترويكا ودول الخليج ومصر في الشؤون الداخلية ،واحتلال وتأجير اراضي السودان لمدة 99 عاما دون مراعاة حقوق الأجيال القادمة.

3
أخير نجح الحراك الجماهيري والذي يعتبر خطوة متقدمة في مواصلة ومراكمة النضال الجماهيري اليومي بمختلف الأشكال ، وقيام اوسع تحالف ثوري بعد أن تبلورت معالمه من المشاركة الواسعة في موكب اليوم ، وحتى الانتفاضة الشعبية الشاملة والعصيان المدني الذي يطيح بشراكة الدم التي أكدت بقمعها الثوار اليوم أنها النسخة الثانية من الانقاذ ، وقيام البديل المدني الديمقراطي وتحقيق أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية.

alsirbabo@yahoo.co.uk

 

آراء