وبرضو “غرابة ونُوبة” وأذيال للبرهان الجلابي يا مناوي جبريل أردول جلاب!! 

 


 

 

من ضمن أساليب هيمنة "المركز" أو الأقلية الحاكمة في السودان على الهامش، هو اختيار المتعلمين أو قلّ نخب (الهامش) واستمالتهم إليه، ليكونوا تابعين له باسم الهامش من خلال اغراءات، سياسية، ووظائفية، ومالية، وغيرها. وهكذا يكون قد زرع أفكارا وثوابت كلية وشمولية في عقولهم، ليخلق عقلا سياسياً يلائم أهدافه وسياساته، فيتحرك هؤلاء التابعين على ما تولّده عقولهم من أفكار وآراء وحلول يتوهمون انها لخدمة الهامش، لكن في الواقع انما هي أفكار متولدة للثوابت التي زرعت في عقولهم من قبل "المركز"، وبالتالي من الصعب عليهم ان يتحرروا من طوق هذه الثوابت. فكل فكرة وكل مخطط وكل نظام يصدر عنهم يصب في صالح المركز (الأقلية الحاكمة).

الانقلاب الذي قام به الجنرال عبدالفتاح البرهان ضد الحكومة المدنية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك، ما كان لينجح ويصبح عبدالفتاح البرهان حاكما ديكتاتوريا يجمع السلطات الثلاث في يده، لولا الغطاء السياسي الذي وفرته له حركة مني اركو مناوي وجبريل إبراهيم.

حركة مني اركو مناوي، رفعت السلاح، ضد "المركز"، لتهميشها لمواطني دارفور والهامش بصفة عامة، كما زعمت. لكن وبنجاح الثورة الشعبية في السودان، أصبح مني اركو مناوي المطعون في تعليمه وثقافته واخلاقه، حاكما على إقليم دارفور. وبدلا ان يمسك في هذه الوظيفة التي اعطته له ثورة ديسمبر المجيدة، بالرغم من قلة امكانياته التعليمية وقدراته النفسية. انتابه الشعور بالنقص والعجز، ووقف مع "الجلابي" عبدالفتاح البرهان في انقلابه الغادر الجبان على الثورة الشعبية وحكومتها المدنية، ليثبت مرة أخرى ان كل فكرة وكل مخطط وكل نظام يصدر عنه يصب في صالح "الجلابة".

كيف لشخص أتت به الثورة واعطته وظيفة (حاكم إقليم)، ان تلتصق به كل صفات القبح والاحتقار، ويقف بكل وقاحة مع الانقلابيين القتلة ضد إرادة الشعب السوداني؟

أما حركة جبريل الكوز، فهي الأخرى قالت انها تقاتل "المركز" وجيشه الذي يقوده البرهان، وبنجاح الثورة السودانية أيضا واسقاط نظام البشير، تم تعيين جبريل إبراهيم في وزارة المالية، وهو المرة الأولى في تاريخ السودان ان يُعين شخصا من مناطق الهامش في هذه الوزارة "المهمة جدا". لكن جبريل للأسف الشديد، خان الثورة وانحاز للانقلابيين، وقال بكل وقاحة وأمام الملأ ان ما قام به البرهان، ليس انقلابا بالمفهوم الكلاسيكي للانقلابات.

لو كان لجبريل إبراهيم أخلاقا ودينا ومبدأً، لرفض الانقلاب الذي قام به الجنرال ربيب الإنقاذ عبدالفتاح البرهان، لكن الرجل ولاعتبارات عديدة، أهمها الجهل وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة وتبني ثقافة السادة والعبيد، أيد الانقلاب.

كيف لشخص قال انه يرفض الديكتاتورية وقاتل من أجل الديمقراطية والحكم التعددي، ان يضع يده مع العسكر، فالعسكري ديكتاتور بحكم تعليمه وممارساته المهنية؟

والجبريل بتأييده لهذا الانقلاب المشؤوم، يثبت لنا أيضا أن كل فكرة وكل مخطط وكل نظام يصدر عنه يصب في صالح "الجلابة".

انهما -أي جبريل ومناوي.. يحملان أفكارا متولدة للثوابت التي زرعت في عقلهما من قبل "المركز -الجلابة"، وبالتالي من الصعب عليهما ان يتحررا من طوق هذه الثوابت.

نعم، المتابع للمشهد السياسي اليوم، وسيما في ظلِّ انقلاب البرهان؛ يلمس بوضوح مقدارا كبيرا من خيانة مناوي وجبريل للثورة ومبادئها، بعد فشلهما في تطويع (قحت)، أو الحصول على مطامعها، وجبريل كان يطمح ان يكون رئيسا للوزراء، ومناوي بالإضافة لحاكم إقليم دارفور، كان يطمح ان يكون شيئا آخرا في الحكومة المركزية، كما ذكرت في مقال سابق لي عن مناوي وطموحاته الزائدة. انهم خونة للثورة ولروح شهدائها الأبرار.

أما عن مبارك أردول وخميس جلاب وبقية الجرادل، الذين أتت بهم الثورة السودانية من معسكرات اللجوء والنزوح واعطتهم الوظائف، وخانوا الثورة بوقوفهم مع انقلاب البرهان، فلا استغرب ابدا من موقفهم المخزي هذا، لأنهم مجرد أداة جرى تصنيعها لأداء أهداف محددة أبرزها تبرير الانقلاب، وجعل الحكم المدني الخطر والعدو الحقيقي الذي يتهدد السودان وثورته.

وحينما دققت النظر في هؤلاء، وجدتهم ابواقا سياسية مخرومة، تعيش على صناعة الأزمات، في جوٍّ ملوث تصنعه لنفسها، من أجل أن تظفر بما تستطيع الوصول إليه عبر طرائقها الحقيرة، فها هي اليوم تقف مع انقلاب البرهان، لا لشيء سوى أنها تحاول نيل فتات الجنرال "الجلابي".

أمثال مبارك أردول وخميس جلاب وشمس الدين كباشي، هم من الثلة المستلبة، افقدتهم السلبنة الأخلاقية شعورهم بأن لهم حقاً، ووضعتهم في موضع القناعة بأنهم مذنبون يستحقون العقاب، ودفعتهم أيضا لتحميل الضعيف مسؤولية ضعفه، ومحاولة تبرير جرائم الانقلابي عبدالفتاح البرهان ولوم من لا يستحق اللوم.

نعم، أمثال جبريل ومناوي وأردول وجلاب، مجرد بيادق على رقعة الانقلاب "البرهاني"، وبمثابة الورقة التي يوظفوها الانقلابيون لتبرير استيلائهم على السلطة، لكن ليس لدي أدنى شك أن هؤلاء (الجرادل) سيطردون بعد أن تنقضي حاجتهم منهم.

هؤلاء (العبيد)، لا رأي لهم أمام سادتهم "الجلابة".. هم مجرد آلة طبالة غياظة مداحة.. وهذه وسيلتهم الوحيدة لمحاولة إقناعنا نحن أبناء الهامش بأنهم في خدمتنا.. وإقناعنا، وببلادة، أن انقلاب الجنرال "الجلابي"، خطوة جريئة وضرورية لتصحيح مسار الثورة..

المذكورون أعلاه، شركاء مع الانقلابيين في اقتراف جرائم جسيمة في مواجهة الشوارع الرافضة للانقلاب.. جرائم قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وبالتالي قد تصل إلى محكمة الجنايات الدولية.

على كل حال.. هؤلاء الجرادل (مناوي جبريل أردول جلاب)، مهما قدموا من فروض الطاعة لأسيادهم الجلابة، ومهما شكلوا من طابور الديمومة الانبطاحية تواكبا مع الحالة الانقلابية لحراسة معبد الارتزاق.. ومهما انخرطوا في موجة العبودة الإختيارية والتبعية المجانية.. فهم في نهاية المطاف، مجرد (غرابة ونوبة) في نظر قائد الانقلاب (الجلابي) عبدالفتاح البرهان، وحتما صائرون الى مزبلة التاريخ، ما داموا عشقوا عبادة المادة وشتى تجلياتها في تشكيل تفكير خبزوي وتبني الجشع كموقف ثوري.



bresh2@msn.com

 

آراء