وثائق امريكية عن عبود (15): تحالف الانصار والشيوعيين ضده؟ .. واشنطن: محمد علي صالح
منشورات شيوعية: خليل وعبد الوهاب عميلان لامريكا وبريطانيا
الطاهر المهدي ينقل للامريكيين راي الامام الصديق المهدي
من هو السكرتير الخاص لعبد الله خليل؟
من هو حمدتو؟
--------------------------------------
واشنطن: محمد علي صالح
هذه هي الحلقة رقم 15 في هذا الجزء من الوثائق الامريكية عن السودان. وهي كألآتي:
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956). وكانت 25 حلقة.
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958). وكانت 22 حلقة.
وثائق النظام العسكري الثاني بقيادة المشير جعفر نميري (1969-1975، اخر سنة كشفت وثائقها). وكانت 38 حلقة.
هذه وثائق النظام العسكري الاول بقيادة الفريق ابراهيم عبود (1958-1964). وستكون 25 حلقة تقريبا.
وبعدها، واخيرا، وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 25 حلقة تقريبا. ان شاء الله.
--------------------------------------
عناوين حلقة الاسبوع الماضي:
--عبود يعزل ضباطا موالين لمصر خوفا من "انقلاب مصري"
-- عبد الناصر يعارض تقرب عبود الى الامريكيين
-- عبود: مفاوضات مع روسيا، بدون اتفاقية، فقط لارضاء عبد الناصر
-- صحف مصرية تتهم عبود بالتقرب الى اسرائيل
--------------------------------
في هذه الحلقة، زادت النشاطات والمنشورات الشيوعية ضد الفريق عبود. وظهرت معلومات عن تحالف بين الشيوعيين والانصار ضد حكم العساكر. حدث ذلك ولم تمر سنة على انقلاب عبود (17-11-1958).
في ذلك الوقت، كان الانصار فقدوا الامام عبد الرحمن المهدي (توفى يوم 24-3-1959). وخلفه ابنه الامام الصديق عبد الرحمن المهدي. وحاول الشيوعيون استغلال اختلافات لم تكن سرية بين "الاسلاميين" و "العلمانيين" داخل حزب الامة. بين الصديق، الذي كان رئيس حزب الامة، وعبد الله خليل، الذي كان سكرتير الحزب، وكان رئيس الوزارء لسنتين (1956-1958)، حتى اطاح به انقلاب الفريق عبود.
------------------------------
منشورات شيوعية:
13-5-1959
من: السفير، الخرطوم
الى: الوزير
" ... نرفق النسخة العربية، مع الترجمة، للمنشور الذي وزعه الحزب الشيوعي السوداني في الخرطوم. المنشور بتاريخ 16-4 وعنوانه: "اليقظة ضد مؤامرات الاستعماريين وعملائهم"
(مقتطفات):
" في هذه الايام، تدبر مؤامرات في الخفاء، يتزعمها عبد الله خليل، بهدف احداث فوضى في البلاد. وللتمهيد للتدخل الاجنبي، وتحطيم استقلال السودان ...
لجأ المتأمرون الى هذه الخطة بعد فشل تدبيراتهم التي رسموها لانقلاب 17 نوفمبر الرجعي. والتي كانت تقضي بتسليم مقاليد السلطة نهائيا للرجعيين. وبيع استقلال السودان العزيز، رخيصا في سوق النخاسة الدولية.
ولكن، تحطمت جميع تلك التبريرات بسبب وعي الشعب السوداني، وابنائه المخصلين الشجعان، ومواقف كتلة الضباط الوطنيين، ابناء الشعب. واسفرت الجولة الاولى عن طرد خادم المستعمرين اللواء احمد عبد الوهاب ...
يعلم المتأمرون والمستعمرون ان شعبنا لن يقتنع بهذا الانتصار الاول. وانه مصمم على السير الى الامام. وعلى تحقيق مطالبه دون مهادنة، او تراجع ...
مطالبنا السريعة، والحيوية من الحكومة هي كألاتي:
اولا: اطلاق الحريات العامة للشعب. والغاء كافة القوانين المذلة للكرامة السودانية. وعلى راسها قانون دفاع الاستعمار (قانون الطوارئ) لسنة 1958.
ثانيا: الكف عن سياسة التمييز بين المواطنين. تلك السياسة التي وضعها اللواء احمد عبد الوهاب يوم انقلاب 17 نوفمبر.
ثالثا: السير في ركب الصف العربي المخلص.
رابعا: الضرب على الرجعيين. وقمع كل نشاطاتهم. وخاصة في اجهزة الدولة الحساسة، مثل الجيش والبوليس.
خامسا: اطلاق سراح المسجونين الاشراف الذين لفقت التهم ضدهم في المحكمة العسكرية المزورة ...
نحن اليوم نتوجه الى طائفة الانصار بحديث خاص:
نقول لهم ان عبد الله خليل يحاول استغلالكم من اجل مصالحه الخاصة. ومصالح صديقه اللواء احمد عبد الوهاب. ومصالح الاستعماريين. انه يحاول ايهامكم بان استقلال السودان في خطر. بهدف ان يحرضكم للفتنة ولمحاربة مواطنيكم. ثم يرجع الى الحكم على اشلائكم، واشلاء بني وطنه ...
نقول لطائفة الانصار:
بالامس فقط، حينما عرف عبد الله خليل انكم، وكل الشعب، سئمتم من حكمه، ومن تبعيته للاجانب، خانكم، وسلم البلاد لصديقه اللواء احمد عبد الوهاب. واليوم، بعد ان تحطمت مشاريعه، يحاول الرجوع اليكم. ويحاول احداث فتنة شعواء في البلاد.
حقا ان استقلال السودان في خطر. ولكن، سبب الخطر هو نشاطات عبد الله خليل، واللواء احمد عبد الوهاب، واسيادهم المستعمرين الامريكان والانجليز ...
عاشت جمهورية السودان مستقلة منيعة.
تسقط المؤامرات السوداء.
الحزب الشيوعي السوداني
16-4-1959. "
رأينا:
اولا: وصل الينا هذا المنشور عن طريق سوداني يعمل معنا، ومشهور داخل طائفة الانصار. قبل ان يعمل معنا، كان السكرتير الخاص لعبد الله خليل. وهو ضد المنشور. وقال ان الهدف من المنشور هو تقسيم طائفة الانصار. وان الانصار يستهزءون من سذاجة الهدف. وقال: "يجب ان يضرب الفريق عبود على هؤلاء الشيوعيين."
ثانيا: حسب معلوماتنا، هذه اول مرة يوزع فيها الشيوعيون منشورا ضد عبد الله خليل بهدف فتنته مع طائفة الانصار. او احداث فتنة داخل طائفة الانصار، او داخل طائفة الختمية.
ثالثا: عندما كان عبد الله خليل رئيسا للوزراء، كان صديقا علنيا للغرب بصورة عامة، ولنا بصورة خاصة. وساعد على ان يجيز البرلمان اتفاقية المساعدات الاقتصادية الامريكية للسودان (المعونة الامريكية).
رابعا، عندما كان اللواء عبد الوهاب وزيرا للداخلية، ضرب بيد من حديد على الشيوعيين. ولهذا، لا غرابة انهم غاضبون عليه كثيرا.
خامسا: نشرت صحف الخرطوم، التي تسيطر عليها حكومة الفريق عبود، اعتقال شيوعيين لتوزيعهم منشورات، تحت عناوين مثل: "القبض على منشورات شيوعية." وقالت ان شرطة الخرطوم بحرى فتشت منازل اعضاء سابقين في الجبهة المعارضة للاستعمار، واجهة الحزب الشيوعي السوداني. واعتقلت خمسة اشخاص.
سادسا: نتوقع ان وزير الداخلية الجديد، الاميرالاي (العميد) احمد مجذوب البحاري، سيواصل تشدد اللواء عبد الوهاب على الشيوعيين. ونتوقع ان يهاجمه الشيوعيون كثيرا ... "
(تعليق: لم تنشر الوثيقة اسم السكرتير الخاص لعبد الله خليل، والذي انتقل الى العمل في السفارة الامريكية. من هو؟)
--------------------
الطاهر المهدي:
22-5-1959
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
" ... مساء السبت 16-5، اجتمع السيد الطاهر الفاضل المهدي، حفيد المهدي الكبير، والسكرتير الخاص للسيد الصديق المهدي، خليفة السيد عبد الرحمن المهدي، بدبلوماسي في السفارة.
كان الدبلوماسي هو طلب الاجتماع. وذلك لجمع معلومات عن تحالف متوقع بين طائفة الانصار والشيوعيين ضد نظام الفريق عبود. وذلك بعد ان نقلت وكالة اخبار "اسوشيتدبرس" من القاهرة خبرا عن ذلك يوم 12-5 ...
(تعليق: يوم 24-3-1959، توفي السيد عبد الرحمن المهدي، الابن الوحيد للامام المهدي الذي عاش بعد حملات القتل والنفى التي تعرض لها بقية اخوانه، على يد الاستعمارين البريطاني والمصري، بعد غزو السودان سنة 1998، واسقاط دولة المهدية، وقتل الخليفة عبد الله التعايشي في ام دبيكرات.
كان عبد الرحمن هو الابن الوحيد الباقي بعد استشهاد محمد في موقعة كرري، واعدام الفاضل والبشري، ووفاة البقية بسبب البرد والجوع في قاعدة رشيد العسكرية في مصر: عبد الرحمن، عبد الله، الطاهر، نصر الدين. وتوفى على بعد ذلك.
في سنة 1959، بعد وفاة عبد الرحمن، خلفه ابنه الصديق، والذي كان زعيم حزب الامة. وكان عبد الله خليل سكرتير الحزب، وصار رئيسا للوزراء في الديمقراطية الاولى، حتى انقلاب الفريق عبود (1956- 1958).
كان الاجتماع مع الطاهر الفاضل المهدي في مكتب المعلومات الامريكي (المكتبة الامريكية، مكتبة "يو اس اي اس").
نفى الطاهر خبر توقع تحالف بين الشيوعيين والانصار. وقال ان عمه، الصديق المهدي، الذي صار اماما للانصار، وكل أل المهدي، لا يمكن ان يتعاونوا مع الشيوعيين.
وسال الدبلوماسي: هل يمكن ان يكون التعاون عن طريق طرف ثالث، ربما قدم تبرعات للسيد الصديق، او لدائرة المهدي، او دخل في صفقات معها، وشجع التعاون مع الشيوعيين؟
وقال الطاهر ان السيد الصديق سيغضب "في قلة ادب" من اي شخص يستغل مساعدة مالية للتاثير على سياسات الانصار.
وتحدث الطاهر كثيرا عن دائرة المهدي. وقال انها تواجه مشاكل اقتصادية. وان انتاج القطن تحسن قليلا هذه السنة، لكن ليس تحسنا كثيرا. وان الدائرة تملك اراضي كثيرة، وربما ستبيع بعضها لمواجهة مشكلتها الاقتصادية. وان السيد الصديق لن يقبل اي مساعدات مالية خاصة من اي شخص. واذا احتاج، سيذهب الى البنوك ...
وتحدث الطاهر عن السيد الصديق. وقال انه الان "أقوى شخص في السودان." ولهذا، تؤثر مواقفه على الوضع الحالي في السودان، خاصة العلاقة مع حكومة الفريق عبود.
وقال الطاهر ان السيد الصديق، الذي كان رئيس حزب الامة، وكان عبد الله خليل سكرتيرا للحزب، "لم يكن يملك الوسائل اللازمة" لاحداث تغييرات.
قصد الطاهر اختلافات تحت السطح بين السيد الصديق وعبد الله خليل. وكان الطاهر تحدث في الماضي مع الدبلوماسي الامريكي عن هذه الاختلافات. وكان انتقد عبد الله خليل كثيرا. ووصفه بانه "ضعيف، وغير حازم في اتخاذ القرارات."
وسأل الدبلوماسي: اذا لم يقدر الصديق في عهد الديمقراطية، ومع وجود قوى لحزب الامة في البرلمان، على ان يغير السياسات في السودان، كيف يقدر الان، والسودان تحكمه حكومة عسكرية؟
واجاب الطاهر بان هذا منطق معقول.
وسال الدبلوماسي: هل يقدر السيد الصديق الأن على جمع قواه، ومواجهة نظام عبود؟
واجاب الطاهر بان هذا ممكن.
وسأل الدبلوماسي: هل يقدر السيد الصديق على الاستفادة من اللواء احمد عبد الوهاب، حتى بعد ان طرده عبود من الحكومة؟
وهز الطاهر كتفيه، وكانه يقول انه لا يعرف.
وسال الدبلوماسي: ما هو راي الانصار في انقلاب شنان (او نصف الانقلاب، يوم 4-3، الذي ادخل الاميرالاي عبد الرحيم شنان المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وطرد اللواء احمد عبد الوهاب من المجلس، ومن الوزارة)؟
واجاب الطاهر بان شنان "متعلم لكنه ضعيف." وانه عندما تمرد على المجلس الاعلى للقوات المسلحة، لم تكن عنده افكار، او نظريات، او اهداف معينة. وان العقيد (القائمقام)عبد الحفيظ شنان، اخاه، اكثر منه حماسا، ويقدر على ان يضع سياسات ونظريات جديدة لنظام الفريق عبود. وايضأ، هناك الاخ الاصغر، عبد الباسط شنان. وربما سيقدر عبد الحفيط وعبد الباسط على التعاون لتحقيق ذلك.
وسال الدبلوماسي: ما هي افكار ونظريات آل شنان؟
واجاب الطاهر بانهم ليسوا شيوعيين، لكنهم اشتراكيون. وربما اشتراكيون مع ميول شيوعية.
وسال الدبلوماسي: ما هو راي السيد الصديق في الاخ الاكبر، العميد (الاميرالاي) عبد الرحيم شنان؟
وقال الطاهر انه نفس الرأي الذي قاله الطاهر.
وسال الدبلوماسي: تقول معلومة وصلتنا بان السيد الصديق اجتمع مع العميد شنان؟
واكد الطاهر المعلومة.
وسال الدبلوماسي: كيف فعل السيد ذلك وشنان هو الذي اجبر الفريق عبود على طرد اللواء احمد عبد الوهاب (الانصاري) من الحكومة؟
واجاب الطاهر: "ماذا يقدر السيد على ان يفعل غير ذلك؟ يعرف السيد انه محاط بكل هؤلاء العسكريين. سيصير حتى يقدر على ان يواجههم."
وسال الدبلوماسي: هل سيتحرك السيد الصديق ضد حكم العساكر قريبا؟
واجاب الطاهر: "ليس الأن. اذا قرر، ساكون انا اول من يعرف." ...
رأينا:
اولا: واضح ان الطاهر شاب، وتقوده العاطفة نحو ال المهدي وهو، طبعا، جزء منهم. كان ولاؤه قويا للسيد عبد الرحمن. ويحاول الان ان يكون ولاؤه للسيد الصديق مثل ذلك.
ثانيا: حسب معلوماتنا، ليس الطاهر وحده. يوجد عدد ليس قليلا في عائلة المهدي لا يقدمون للسيد الصديق الولاء القوي الذي كانوا يقدمونه للسيد عبد الرحمن.
ثالثا: يبدو ان الطاهر، مثل آخرين، لا يضع اعتبارات لزيادة التفكير العلماني في السودان. وعدم رضاء عدد متزايد من السودانيين لاستمرار نفوذ العائلات الدينية، مثل ال المهدي، وال الميرغني.
رابعا: رغم كل هذا، يبدو ان ما قاله لنا الطاهر يعبر عن راي السيد الصديق.
خامسا: هل سيتحالف السيد الصديق مع الشيوعيين؟ الطاهر نفى ذلك. لكن، اذا اتفق الجانبان، الانصار والشيوعيون، على معارضة نظام عبود، لابد ان هذه خطوة اولى نحو التحالف. هل سيتفقان؟ كيف سيتفقان بدون ان يتفاوضا؟ وكيف سيتحالفا بدون ان يتفقا؟
ونحن سنرى ماذا سيحدث ... "
----------------------------
اعتقلات مزيد من الشيوعيين:
27-5-1959
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
" ... قبل يومين، نشرت صحف الخرطوم اخبارا بخطوط عريضة عن اعتقال مزيد من الشيوعيين، تسعة من قادتهم. وامس، نشرت الصحف تصريحات وزير الداخلية، الاميرلاي (العميد) محمد مجذوب البحاري، التي قال فيها: "تلتزم حكومة السودان باتخاذ اقوى الاجراءات ضد العناصر التي تعمل لتدمير الوطن، واشاعة الفوضي والدمار. وبناء على ذلك، اصدرت اوامر اعتقال عدد من قادتهم. وبناء على ذلك، احذر بان الحكومة ستضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بخرق القانون والنظام ... "
راينا:
اولا: هذه اكبر حملة اعتقالات لحكومة عبود ضد الشيوعيين.
ثانيا: حسب معلوماتنا، يخاف عبود من انقلاب عسكري آخر ضده، وهو لا يزال غير مستقر بعد انقلاب شنان قبل ثلاثة شهور.
ثانيا: ربما يريد عبود احتجاز هؤلاء القادة الشيوعيين، ليس بالضرورة لان ضباطا شيوعيين سيقومون بانقلاب عسكري، ولكن ليكون المعتقلون كباش فداء اذا فشل عبود في القبض على اي من الذين يريدون القيام بانقلاب.
ثالثا: هذه ثاني حملة اعتقالات لقادة شيوعيين، ولا بد انها ستؤثر على اجهزة وتنظيمات وتحركات الحزب ..."
-------------------------
حمدتو:
27-5-1959
من: روبرت كتشين، السفارة
الى: وليام كول، السفارة
" ... قال زميلنا وليام ديفيز انه قابل، امس، حمدتو. وقدم حمدتو له معلومات عن اعتقال حكومة الفريق عبود لقادة شيوعيين. واشار حمدتو الى ما كان نشر في صحف الخرطوم عن اعتقال قادة شيوعيين. وقال ان القائمة فيها محامين واطباء. وان الهدف هو اعتقالات استباقية توقعا لتطورات كبيرة ...
وقال حمدتو ان حكومة عبود تخشى تغلغل شيوعيين، او مؤيدين لشيوعيين، داخل القوات المسلحة. وخاصة وسط صغار الضباط ..."
رأينا:
صار واضحا ان الفريق عبود, ولم تمض سنة واحدة على وصوله الى الحكم بانقلاب عسكري، صار يواجه معارضات من جهات مختلفة:
اولا: الشيوعيون: مع قلة عددهم، زادت منشوراتهم واعتقالاتهم. وعقد عبود اول محكمة عسكرية لمحاكمة بعض قادتهم، ولم يمر على انقلابه غير بضعة شهور.
ثانيا: طائفة الانصار: ايد زعيمها، الامام عبد الرحمن المهدي، انقلاب عبود (مع السيد على الميرغني، زعيم طائفة الختمية). لكن، ليس واضحا اين يقف الانصار الأن؟ وماذا سيفعلون بعد ان عزل عبود اللواء احمد عبد الوهاب، الرجل الثاني في الانقلاب العسكري، ومن طائفة الانصار؟
ثالثا: المصريون: رغم ان الفريق عبود جاء الى الحكم "لانهاء الجفوة المفتعلة مع مصر"، كما قال بيان الانقلاب الاول، لم يتحمس المصريون، بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، لتقرب عبود نحونا. ولتوقيعه على اتفاقية المساعدات الاقتصادية (المعونة الامريكية). ولا يبدو ان عبود متحمس مثل عبد الناصر لمواجهتنا، ومواجهة بريطانيا، وبقية الدول الغربية ... "
(تعليق: لم تذكر هذه الوثيقة اسم حمدتو الكامل. هل هو عبد الخالق حمدتو؟ يشير موقع "شجرة عائلة حمدتو" في الانترنت الى انه كان، مع استقلال السودان، من المؤسسين للجبهة المعادية للاستعمار، التي تحولت الى الحزب الشيوعي السوداني. وانه فصل من عمله بوزارة المعارف، وزارة التربية، بسبب ذلك).
--------------------------------
الاسبوع القادم: تحالف الشيوعيين مع العميد شنان ضد عبود؟
----------------------------------
MohammadAliSalih@yahoo.com
////////////////