وداعا جوليا..اهلا وسهلا أحفاد جوليا العظام
د. فراج الشيخ الفزاري
30 October, 2024
30 October, 2024
======
د. فراج الشيخ الفزاري
=====
عندي اعتقاد راسخ بأن جيلنا الممتد من فترة الخمسينات..هو أسوأ جيل يمكن أن يكون في تأريخ السودان..وأسوأ سقطاته تفريطه في أرض السودان ...شمالا وجنوبا وشرقا.. وفي الطريق غرب البلاد.
فقد شاهدت في الأيام القليلة الماضية عرضا خاصا للفلم السوداني ( وداعا جوليا) عمل فني احترافي بالدرجة الأولي الممتازة..في القصة والسيناريو والتمثيل..والاروع عن كل ذلك الصدق والصراحة وكشف المستور و المسكوت عنه وجعله بكاءا وندما ينزف فوق السطور..
جوليا..هي مأساتنا التي حفرنا قبرها بأيدينا وردمناه بالتراب والصخور..حيث لم يمش في جنازتها الا جلادها من نافخي الكير والبخور...
جوليا هي نتاج خيباتنا واكبر مآسينا واعظم خطايانا في حق الوطن الذي لم نستطع حفظ ترابه ولم اطرافه واستكنا لدعاة الفتنة معدومي الضمير..
تم كتابة فكرة هذا الفلم في وقت مبكر قليلا عن وقوع أحداثه الحقيقية التي انتهت بانفصال الجنوب وركوب جوليا باخرة الوداع بعد أن اقتنعت بأن ما كانت تدافع عن من وطن هو وهم يرسخه الواقع الذي تعيشه في الشمال.. والنفاق بقصد التطهير من الذنب الذي وجدته في الأسرة الشمالية التي احتضنتها بعد أن تم حرق عشة بيتها من قبل الحكومة...لتكتشف بأنها وطفلها تسكن مع قاتل زوجها..الشمالي العنصري الذي كان علي استعداد للقتل كلما أحس بالخطر من هؤلاء (العبيد) كما كان يقولها بدون استحياء...
لقد كتبت رواية مشابهة عام 2007 بعنوان [ الحب علي ضفاف ملتهبة ]..قصة حقيقية ونحن طلاب في جامعة القاهرة بالخرطوم حينما أحبت تلك الفتاة الجنوبية بنت القديس راعي الكنيسة الكاثولوكية في الخرطوم فتي الجعلين حبا شديدا..وكانت ووالدها من المنادين بالوحدة وضد الانفصل ولهذا وافق بكل ترحاب بزواج ابنته من ذلك الفتي الشمالي...ولكن كان لقبيلة الفتي الشمالية رأي آخر جعلهم يدبرون مكيدة ضد راعي الكنيسة بأنه يمارس التنصير داخل عاصمة الدولة مما أدي الي ترحيله الي الجنوب ومعه ابنته..ولم يفعل الفتي الشمالي شيئا وتخلي عنها بكل بساطة فأثر ذلك في نفسياتها فلتحقت بأحدي المنظمات الدولية العاملة في الجنوب وهناك شاهدت من المآسي ما جعلها تكفر بالوحدة والتمرد ودخول الغابة مع الأنانيا الانفصاليين.
أعود وأقول قد تتعثر أو تتعقد عودة اراضينا المنهوبة شمالا وغربا وشرقا.. ولكن الذي لا شك فيه فإن عودة جنوب السودان لحضن الوطن أقرب إلينا من حبل الوريد..وأن الأجيال القادمة قطعنا لن تكون في ضعفنا وهواننا..وفقد اوطاننا..وستعود جوليا هي أواحفادها الي أرض السمر التي كانت باسم السودان..السودان الكبير ..القارة ...المليون ميل ...
د. فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
د. فراج الشيخ الفزاري
=====
عندي اعتقاد راسخ بأن جيلنا الممتد من فترة الخمسينات..هو أسوأ جيل يمكن أن يكون في تأريخ السودان..وأسوأ سقطاته تفريطه في أرض السودان ...شمالا وجنوبا وشرقا.. وفي الطريق غرب البلاد.
فقد شاهدت في الأيام القليلة الماضية عرضا خاصا للفلم السوداني ( وداعا جوليا) عمل فني احترافي بالدرجة الأولي الممتازة..في القصة والسيناريو والتمثيل..والاروع عن كل ذلك الصدق والصراحة وكشف المستور و المسكوت عنه وجعله بكاءا وندما ينزف فوق السطور..
جوليا..هي مأساتنا التي حفرنا قبرها بأيدينا وردمناه بالتراب والصخور..حيث لم يمش في جنازتها الا جلادها من نافخي الكير والبخور...
جوليا هي نتاج خيباتنا واكبر مآسينا واعظم خطايانا في حق الوطن الذي لم نستطع حفظ ترابه ولم اطرافه واستكنا لدعاة الفتنة معدومي الضمير..
تم كتابة فكرة هذا الفلم في وقت مبكر قليلا عن وقوع أحداثه الحقيقية التي انتهت بانفصال الجنوب وركوب جوليا باخرة الوداع بعد أن اقتنعت بأن ما كانت تدافع عن من وطن هو وهم يرسخه الواقع الذي تعيشه في الشمال.. والنفاق بقصد التطهير من الذنب الذي وجدته في الأسرة الشمالية التي احتضنتها بعد أن تم حرق عشة بيتها من قبل الحكومة...لتكتشف بأنها وطفلها تسكن مع قاتل زوجها..الشمالي العنصري الذي كان علي استعداد للقتل كلما أحس بالخطر من هؤلاء (العبيد) كما كان يقولها بدون استحياء...
لقد كتبت رواية مشابهة عام 2007 بعنوان [ الحب علي ضفاف ملتهبة ]..قصة حقيقية ونحن طلاب في جامعة القاهرة بالخرطوم حينما أحبت تلك الفتاة الجنوبية بنت القديس راعي الكنيسة الكاثولوكية في الخرطوم فتي الجعلين حبا شديدا..وكانت ووالدها من المنادين بالوحدة وضد الانفصل ولهذا وافق بكل ترحاب بزواج ابنته من ذلك الفتي الشمالي...ولكن كان لقبيلة الفتي الشمالية رأي آخر جعلهم يدبرون مكيدة ضد راعي الكنيسة بأنه يمارس التنصير داخل عاصمة الدولة مما أدي الي ترحيله الي الجنوب ومعه ابنته..ولم يفعل الفتي الشمالي شيئا وتخلي عنها بكل بساطة فأثر ذلك في نفسياتها فلتحقت بأحدي المنظمات الدولية العاملة في الجنوب وهناك شاهدت من المآسي ما جعلها تكفر بالوحدة والتمرد ودخول الغابة مع الأنانيا الانفصاليين.
أعود وأقول قد تتعثر أو تتعقد عودة اراضينا المنهوبة شمالا وغربا وشرقا.. ولكن الذي لا شك فيه فإن عودة جنوب السودان لحضن الوطن أقرب إلينا من حبل الوريد..وأن الأجيال القادمة قطعنا لن تكون في ضعفنا وهواننا..وفقد اوطاننا..وستعود جوليا هي أواحفادها الي أرض السمر التي كانت باسم السودان..السودان الكبير ..القارة ...المليون ميل ...
د. فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com