وداعا صديقي العزيز سيف الدين

 


 

 

عبدالرحمن النعيم حطب . ليس هُناك ما هو أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقربُ مِن أخٍ له.
خاصةً إذا ما كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظةٍ من حياته . على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ان أسمع بنبأ وفاتك وانا في السويد وما زالت كلماتك في اخر محادثة لنا قبل ثلاثة ايام من رحيلك المفاجئ تسالني.....متي حضورك ؟ وتضحك وتقول .......تعال راجع نقضي بقيت حياتنا مع بعض لنعيد الذكريات. تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا مع بعض بما فيها من مرح ومشاكسات ولكنها كانت كلها تحمل روح المودة والاخاء.
دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والاسى من اصدقاءك ومحبيك وهم يودعونك إلى مثواك الاخير وانا ليس من بينهم فزاد حزني لعدم وداعك يا صديقي. التقينا في عام ١٩٦٤ ولم نفترق بعدها. 57 عاما من الذكريات القريبة والبعيدة، رحلت عن دنيانا تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة التي ربطتنا بك وبأسرتك الكريمة، نحن لا نملك يا صديقي الراحل في كل الاحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمد برحمته فقيدنا العزيز، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسىى بكل هذه المشاعر الفياضة.
أعلم أني لا أستطيع التحدث إليك مرة آخري وأني لا أستطيع رؤيتك إلا في الصور التي خلدت ذكرياتنا .
كان أمر موتك صدمت لي فأنت مازلت دائم الحركة بل تتمتع بصحة جيدة وببنية جسدية يحسدك عليها الكثيرون، لكنك بموتك علمتني أن الموت يأتي دون استئذان كما أنه يخطف الصالحين منا، فشكرا لك صديقي حتى بموتك تعلمت منك
الكثير
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا صديقي العزيز سيف حطب لمحزونون لا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.
دكتور بابكر احمد العبيد

 

آراء