وراء كل عظيم ،، دفرة !! قصة قصيرة

 


 

حسن الجزولي
16 September, 2020

 

 

***

ارتبط بها وهو فقير لا يملك قوت يومه، فتزوجا ومشيا معاً في مشوار حياتهما، كان قنوعاً وكانت عكسه تماماً، أمرأة مغامرة ومتطلعة، لا ترضى إلا باصدياد النجوم "من صدر السماء"!، حاول أن يعلمها بأن القناعة كنز لا يفنى، فعلمته مقولة الشابي في مقاطع شعره البديع" من يخشى صعود الجبال عاش أبد الدهر بين الحفر". كان تاجراً بسيطاً بين زملائه بالسوق الشعبي المتواضع، ما يجنيه من رزق بالكاد يكفي لإعاشته وإعاشة زوجته وأطفاله حتى نهاية الشهر، إلا أنها دفعته للطموح، اجتهدت معه كي يتمرد على مقولته التي تسميها بغير الموجبة "أن القناعة كنز لا يفنى"!. فبدأت تدريبه على صعود الجبال صخرة صغرة، وبهكذا جهد وتعب وشقاء وعرق، استطاع أن يتحول إلى رجل أعمال ماهر وباهر فجلس على قمة شركة ضخمة ضمت أسطولاً من شاحنات وبواخر وناقلات وموظفين وعمالاً مهرة. حلً يوم عيد ميلاده، فقرر العاملون الاحتفال بعيد مديرهم العام، قدموه في الحفل ليلقي كلمة يسهب لهم فيها عن مثابرته وكيفية نجاحه كرجل أعمال متفرد في السوق، اعتلى المنصة، وكانت زوجته تجلس في الصفوف الأمامية، خصها بغمزة من عينه اليسرى كتحية لها ثم بدأ في سرد حكاية جذبت أسماع الحضور ،، قال لهم:
:ـ في الأسبوع الماضي قرأت حكاية معبرة وإليكم ملخصها:ـ
"ٱقامت شركة كبيرة رحلة لعمالها علىٰ ضفاف بحيرة، ولما كانت البحيرة مليئة بالتماسيح، راهن صاحب الشركة عماله بدافع التسلية، ٱن من يعبر البحيرة سابحاً بسلام الىٰ الضفة الإخرىٰ، يحصل علىٰ مليون دولار، وإن إلتهمته التماسيح يحصل ورثته، علىٰ مليون و نصف مليون دولار، لم يفكر ٱحد من العمال في القفز الىٰ البحيرة، وفجأة شاهد الموظفون ٱحدهم وهو يقفز و يجتهد سابحاً لاهثاً، تلاحقه التماسيح حتىٰ عبر البحيرة سالماً، ٱصبح الرجل الفقير ابن القرية مليونيراً، وٱصبح ٱعظم شخصية في عائلته و قريته منذ تلك اللحظة، ولكنه ٱصر علىٰ معرفة من دفعه من الخلف ليسقط في البحيرة، فأذا هي زوجته، ومنذ ذلك اليوم .. ظهرت المقولة الشهيرة "وراء كل رجل عظيم ،، أمرأة عظيمهّ"!.
وقبل أن يغادر المنصة نظر لزوجته التي كانت تجلس على المقاعد الأمامية وخصها بغمزة من عينه اليمنى وهو يبتسم ،، ثم غادر المنصة!.
ـــــــــــ
* بتصرف من حكاية آسرة.
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.

hassanelgizuli@yahoo.com

 

آراء