وزير التموين لـ أ ش أ: العلاقات المصرية السودانية تتجاوز الفكر البسيط للتجارة وتتخطاه للتحالف الاستراتيجي

 


 

 


السودان/مصر/سياسة           إيهاب ثابت



الخرطوم في 9 سبتمبر/أ ش أ/ وصل إلى العاصمة السودانية (الخرطوم) مساء اليوم /الأربعاء/ وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور خالد حنفي، لرئاسة وفد مصر المشارك في فعاليات الدورة 42 للمؤتمر العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة بالدول العربية، والذي بدأ أعماله اليوم بالخرطوم، تحت عنوان "آفاق الاستثمار في الأمن الغذائي والثروة المعدنية بالدول العربية".

كان على رأس مستقبلي وزير التموين ومرافقوه بمطار الخرطوم الدولي، وزير التجارة السوداني عثمان الشريف، والسفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت، والمستشار الإعلامي للسفارة المصرية عبد الرحمن ناصف.

وأكد وزير التموين والتجارة الداخلية-في تصريح خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق لأوسط بالخرطوم بمطار الخرطوم الدولي اليوم- أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر والسودان، تتجاوز الفكر البسيط للتعاون من حيث عمليات الاستيراد والتصدير، بل تتخطاه إلى التحالف الاستراتيجي والتعاون المشترك في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن العالم مؤهل حاليا لإنشاء تحالفات أكبر مؤسس على المصالح الاقتصادية بشكل أساسي، مع نبذ كل الخلافات والأفكار التي تعيق مصلحة الشعوب.

وقال الدكتور خالد حنفي، أن مصر والسودان دولتان تربطهما حدود مشتركة، مشيرا إلى ان افتتاح الطرق البرية بين البلدين لمرور البضائع والأفراد، سيساهم بشكل فاعل في تحقيق طموحات الشعبين، لافتا إلى أننا نستهدف التعاون مع العالم الخارجي بحيث تكون هناك "منصات" تتوجه منها السلع والمنتجات من أسواق  إلى أسواق أخرى وبالعكس، وزاد "أن تلك المنصات ستكون بمثابة رئة للحصول على منتجات أكثر وأفضل تنافسية، تساهم في خفض تكلفة معيشة الشعوب، كما تنفذ المنتجات إلى أسواق كبيرة، لتأتي بالخيرات إلى هذه الشعوب والتي ستترجم إلى فرص عمل ودخول وتنمية متنوعة".

وأكد الوزير، أن مصر بحكم موقعها الجغرافي وعلاقتها التجارية مع العالم تنفذ منتجاتها إلى أسواق قوامها أكثر من مليار و600 مليون مستهلك، وكذلك فإن السودان بحكم وجودها في قلب القارة الأفريقية وتاريخها في القارة والخيرات التي حباها الله بها تستطيع النفاذ إلى الكثير من الدول الأفريقية، مشددا على ضرورة إنشاء تلك المنصات التجارية والاقتصادية المشتركة والتعاون فيها وإنشاء أنشطة ذات قيمة مضافة، مع ضرورة الرهان الصائب على حركة النقل واللوجستيات، وإحكام نقاط  القوة الموجود في الموارد البشرية بالدولتين، والعلاقات التجارية ومصادر المنتجات وتفعيلها من خلال تمويل يأتي به الممول أو المستثمر حتى وإن كان من الخارج على أساس المصلحة والربح الاقتصادي والتحالف وليس على أساس المنح أو المعونات.

ومن جانبه قال وزير التجارة السوداني عثمان الشريف-لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم- أن العلاقات المصرية السودانية "أزلية"، وأي جهد رسمي تجاري أو صناعي يعمق هذه العلاقة ويزيدها، مؤكدا على أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للخرطوم مؤخرا ولقائه بأخيه الرئيس عمر البشير، فتحت الطريق وأزالت ما كان يتوهمه البعض بأن هناك "جفوة" كما أكدت أنها علاقة قوية، لافتا إلى أن تلك الزيارة التاريخية تبعها زيارات أخرى لوزير التجارة والصناعة، واليوم يأتي وزير التجارة الداخلية والتموين.

وأشار إلى زيادة حجم العلاقات والتبادل التجاري، وقيام المنطقة الصناعية المخطط لها على الحدود بين البلدين، واندماج الشعبين في عمل اقتصادي يتجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي لشعبي وادي النيل في مصر والسودان، مؤكدا على توجه البلدين الشقيقين نحو دول الجوار في القارة الأفريقية لتقديم الخدمات التجارية والاقتصادية المختلفة.

وأكد الوزير السوداني، أن مصر والسودان سيصبحان معبراً إلى 19 دولة أفريقية مرتبطة باتفاقية الكوميسا، وكذلك من الممكن أن تكون معبرا لدول شمال أفريقيا التي ترتبط بالمنطقة العربية الكبرى.

وأشار عثمان الشريف، إلى أن العلاقات بين شعبي مصر والسودان لم تفتر، كما يعتقد البعض، وأن هذه الزيارات المتوالية لمسئولي البلدين ستمكن من تنمية وتعزيز العلاقات المشتركة ودفعها لآفاق أرحب لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.

وقال أن الخبرات المصرية الموجودة بالسودان تساعد في كل المجالات، مشيرا إلى أن افتتاح الطريق البري "أشكيت-قسطل" مؤخراً جعل تكلفة السفر بين الخرطوم والقاهرة لا تتعدى 350 جنيه سوداني فقط، مؤكدا أن افتتاح طريق "أرقين" بغرب النيل بين البلدين خلال المرحلة المقبلة سيساهم في التواصل مع كافة الدول الأفريقية المجاورة للسودان.

رافق وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور خالد حنفي، كل من رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أحمد الوكيل، وأمين عام الاتحاد الدكتور علاء عز، للمشاركة في فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر الغرف التجارية العربية، حيث سيطرح الوزير ورقة مصر في جلسات اليوم الثاني للمؤتمر غدا الخميس.

/أ ش أ/


 

آراء