وصية البرهان إلي مناوي فجر السبت

 


 

 

قال قائد حركة تحرير السودان مني اركو مناوي لبعض المقربين له أنه أتصل بالفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة صباح السبت، لكي يتأكد منه أن أجتماعه مع قائد الدعم السريع سوف ينعقد في الوقت المحدد له، و قال جاء رد البرهان أن قوات الدعم السريع قد نفذت هجوما على القيادة العامة و القصر و على قواتنا في مدين الشباب و الرياضة بسوبا، قال قلت له ما هو الموقف الآن؛ قال البرهان نحن سوف نحسم المسألة، و عليكم الحفاظ على الهدوء، و أرجوا أن تراقبوا الموقف حتى تظل القضية بين القوات المسلحة و الدعم السريع، و نحن غير محتاجين حتى لقواتنا خارج العاصمة. قال مناوي ثم أتصلت مع قائد الدعم السريع حميدتي و قال لي و هو يضحك أن الكلب شن علينا هجوما، و قلت و ما هو الموقف قال سوف يحسم اليوم و سوف نقدمه للمحاكمة. كان حميدتي على قناعة أن الانقلاب سوف ينجح، و أن الترتيبات سوف تسير بالصورة المطلوبة...لكن خاب الفأل.
أن الحرب التي اندلعت بين الجيش و قوات الدعم السريع هو إنقلاب تم الترتيب إليه من قبل، و هو الخيار الذي كانت يردده عددا من قيادات الحرية المركزي، و بدأ واضحا عندما بدأت تخرج فيديوهات و شعارات في وسائل الاتصال أن الفلول و الكيزان يتحركون من أجل العودة مرة أخرى إلي السلطة، كانت هي البداية الإعلامية للتعبيئة، ثم صدر بيان بقيام تحالف من بعض القوى السياسية تنتمي للحرية المركزي و أخرى تكوينات أخرى لتصدي لمحاولات الفلول. لكن هذا التجمع الهدف منه هو تعبيئة الشارع و خروجه عندما تستولى قوات الدعم السريع على القصر و القيادة العامة و الهيئة القومية للإذاعة و التلفزيون، و تعلن من هناك أنها هزمة الفلول و استولت على السلطة، ثم تبدأ القوى السياسية في تعبيئة الشارع للخروج و التأييد، لكن فشل الانقلاب أن ينجز الخطة بالصورة المطلوبة، و حصل أضطراب داخل القوى السياسية المشاركة في العملية الانقلابية مع قوات الدعم السريع. لذلك بدأت تصدر في البيانات لكي تنفي عنها أي مسؤولية المخطط. و الرجوع للحوار و العمل السياسي.
السؤال: موجه مباشرة للقوى السياسية التي شاركت في مخطط الانقلاب، الذي يجب سقوطه عن أي حوار سياسي و بمنظور من؟
لقد أثبتت التجربة أن القوى السياسية التي تركز جل إهتمامها على السلطة، لن تستطيع أن تتخلى عن مصالحها الحزبية و الشخصية، و سوف تغير شعاراتها بهدف المناورة و ليس تغيير مبدئي تؤمن من خلاله بعملية التحول الديمقراطي، و التي كانت قد ظهرت في المناكفة بين الحرية المركزي و الديمقراطي، و رفض الأولى أن توسع قاعدة المشاركة، و رفضت حتى الحوار مع الآخرين باعتبار أنها أصبحت الطفل المدلل للمجتمع الدولي. أن الأوطان تبنى بإرادة أبنائها و ليس بضغوط المجتمع الدولي الذي لا يتردد في حماية مصالحه.
أن وقف الحرب سوف يضعف أحد الجانبين، و يصبح الأخر صاحب الكلمة، و بالتالي يتطلب أن تكون هناك قوى سياسية متوافقة على مشروع سياسي تلتف حوله كل القوى المؤمنة بالتحول الديمقراطي، على أن لا تنصب قوى سياسية كألفة على الأخرين. تعتقد أن كلمتها هي الفصل و على الأخرين الانصياع و يتحولوا لكمبارس لها.
أن المشروع من المفترض أن يبدأ بحوار حقيقي بين جميع القوى السياسية دون استثناء حول دستور البلاد، و الاتفاق على المباديء العام التي يجب أن تسير عليها الدولة و ما هو النظام السياسي المطلوب، و علاقة الدين بالدولة و غيرها من القضايا المختلف عليها، و عن الفترة الانتقالية أن تشكل حكومة غير حزبية من أهم صلاحيتها تفكيك دولة الحزب لمصلحة التعددية السياسية، و محاسبة المطلوب محاسبتهم بالقانون الذي يكفل لهم حق الدفاع، و تكوين المؤسسات العدلية و المفوضيات المطلوبة. و لا يسمح لأي قوى سياسية أن تنفرد بالقرار، و تجعل نفسها هي صاحبة القدح المعلا، هي فرصة أخيرةلكي يتم أنقاذ الوطن من الانهيار و التفتت، و سواق السفينة لبر الأمان. و نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com

 

آراء