وما الغريب في ذلك يا أهلة..!!

 


 

كمال الهدي
7 September, 2022

 

تأمُلات
. استغرب البعض، فيما استنكر آخرون سلوك عدد من جماهير الهلال تجاه لاعبي النادي المحليين بعد أن اختار المدرب أن يشركهم في مباراة هلال الساحل التي انتهت بتعادل الفريقين.

. وفي رأيي أنه ليس غريباً أن يسب عدد من الجماهير الزرقاء لاعبيهم الوطنيين طالما أن البعض في صحافة التكسب والارتزاق يسخرون من هؤلاء اللاعبين المحليين ويزدرونهم لا لشيء سوى أن (التريند) الآن (أجانب)، وأن محترفي الهلال الجدد (سوقهم حار) ويمكن أن يسخنوا المانشيتات وبعض عناوين الأعمدة.

. وقد نسي هؤلاء سريعاً أنهم سبق أن احتفوا بنفس اللاعبين المحليين عند تسجيلهم وقالوا في كل واحد منهم ما لم يقله مالك في الخمر.

. أما اليوم فقد تبدلت المواقف لأن التذبذب في المواقف وانعدام المبدئية هو دأب (بعض) الزملاء الذين اعتادوا على الاستثمار في ضعف ذاكرة بعض مشجعي الكرة ليفسدوا بكتاباتهم ذات الغرض الذوق العام ويساهموا في توتر العلاقة بين مختلف مكونات هذا الوسط.

. ولأن الإعلام يؤثر بدرجة كبيرة في غالبية مشجعي الكرة العاطفيين جداً تجاه أنديتهم ظللت أقدم نقداً ذاتياً لصحافتنا الرياضية لم يحرق إلا من يدركون أن في رؤوسهم ريش كثيف لا ريشة واحدة.

. وإذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت الطرب والرقص.

. لجأت لبيت الشعر أعلاه لوصف ما نحن فيه لقناعتي الراسخة بأن كاتب الرأي يفترض أن يكون صاحب رسالة ومربياً بالدرجة الأساس، لكن المؤسف أن الوضع عندنا ليس كذلك.

. فبعض الزملاء لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم ولو على حساب القيم والأعراف والأخلاق.

. لذلك لا ألوم أي مشجع عادي إن بدر منه سلوكاً غير محمود طالما أن من يمسكون القلم وتُفرد لهم مساحات الرأي في بعض صحفنا بهذا الفهم وهذه السلوكيات.

. بالامس كان بعض لاعبينا المحليين نجوماً للتسجيلات واليوم باتوا مثاراً للسخرية. يا لبؤسنا.

. بالطبع لا أتوقع أن يدعم أي صاحب مصلحة لاعباً محلياً في هذا الوقت لأنه لن يكسب من ورائه شيئاً.

. أما الأجنبي والمحترف ( الما ليهو) مثيل فيمكن أن يُكسب الكاتب المزيد من القراء من (البسطاء).

. التنافس الشريف في الملعب هو الفيصل بين كل من ضمهم كشف الهلال.

. لكن لكي يتحقق ذلك لابد أن نكون منصفين وألا نشكل ضغطاً على لاعبينا المحليين ونعتبرهم من الدرجة الثانية.

. لو كنا نصبو للمصلحة العامة حقيقة كما يدعي البعض لشجعنا هؤلاء اللاعبين المحليين في هذا الوقت وطالبناهم بإثبات الذات أمام المحترفين الأجانب والإستفادة من تجارب بعضهم الثرة.

. لكن المحير في الأمر أننا لم نلحق أن نتأكد من قدرات هؤلاء الأجانب أنفسهم، ولم نضمن نجاحهم مع الفريق عندما يبدأ التنافس الحقيقي، وبتعجل المشجع العادي صار هؤلاء نجوماً سامقة في أعمدة البعض، بينما قُزم المحليون جميعاً.

. أي نادٍ في العالم يتعاقد مع محترفين أجانب بغية تقديم الإضافة وإفادة اللاعبين المحليين، إلا في هذا السودان، والسبب أن الكثير ممن يكتبون في الكرة لم يمارسونها وليس لديهم أي غيرة عليها.

. أليس مدهشاً أن نطالب الإدارات واللاعبين والمدربين بأداء ما عليهم بأفضل صورة، بينما نفشل نحن في أداء الدور المنوط بنا!!

حتى الجمهور علمته هذه الصحافة الرياضية أن يتحول من دور التشجيع والمؤازرة والاستمتاع بلعبة يحبها إلى فنيين ومُقيمين وهذا ليس حقهم.

. لكن كم أسلفت ما دام المشجع يتابع في كل زواية صحفية مدربين ومحللين ومُقيمين لم تلامس أقدامهم الكرة في يوم، فليس مستغرباً أن ينصب كل مشجع نفسه مدرباً ومحللاً.

. دايرين الكورة دي تتطور عليكم بتنقية صحافتكم الرياضية أو ابتعدوا على الأقل عن بعض الكتابات فارغة المحتوى.

kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////

 

آراء