وما المرء إلا كالشهاب وضوءه … يحور رمادا بعد إذ هو ساطع

 


 

 

طائرة صغيرة شغلت العالم طيلة يوم الأمس الأربعاء ٢٠٢٣/٨/٢٣ كانت تقل قائد فاغنر ومساعده وبعض موظفيه وعددهم جميعاً بما فيهم طاقم القيادة كان عشرة ... وقد وجدت الفضائيات وجبة دسمة في هذه القصة الخبرية عن مقاتل من منازلهم لم يدخل كلية حربية وقد بدأ حياته بسرقة مجوهرات وقضي بالسجن وقتاً طويلاً يتناسب مع جريمته المكلفة التي تحتاج إلي جرأة وموهبة فنية ... المهم لم يكمل مدة المحكومية وهذه المرة لم يفكر في الاذية واتجه لبيع النقانق بإمكانيات محدودة وبالمثابرة وتقدير المسؤولية كون سلسلة من المطاعم عبر روسيا السوفيتية ... ويوم تناول بوتين الطعام عنده نمت بينهما صداقة عمل صار بها طباخا للرئيس ومتعهدا بالغذاء لجنود الحاميات العسكرية ... وأسس عديد من الشركات وأشهرها فاغنر وقد ساعده بوتين بالهبات المليارية لينوب عن الدولة في الأعمال الوحشية ومنها التعدين بمخالفة صريحة للقواعد المرعية والطرق القانونية وتدريب الأفارقة علي الأعمال الارتزاقية والانقلابات العسكرية ... ولم تسلم من أذاه لا ليبيا ولا سوريا ولا أمريكا اللاتينية ويقال إنه له يد عليا في تدريب المليشيا الشيطانية التي تحولت إلي جيش موازي للقوات المسلحة الرسمية وساعدت فاغنر قائد المليشيا في تعدين الذهب بكميات تجارية نعمت به دولة الإمارات وبوتين الذي أفلت من العقوبات الأمريكية بذهب بني عامر المنهوب من الديار السودانية ...
اليوم الخميس الموافق ٢٠٢٣/٨/٢٤ بعد شك وظن تم الإعلان علي الملأ أن يفغيني بوريغيجين الذي عاد قبل يومين من أفريقيا حيث معظم نشاطه القذر يتركز هنالك وقد حول ولاء مالي وبوركينا فاسو عن طريق الانقلاب من فرنسا الي روسيا ولم يضيع فرصة تغير النظام في النيجر وظل منتظر يرقب تطور الأحداث بعينه الانتهازية لعل دولة اليورانيوم والذهب يضمها بوتين لجناحه وكالعادة تكون فرنسا هي الضحية...
هذا العسكري الطباخ كما قلنا قبل يومين كان في افريقيا ينتظر صيدا جديدا لضم النيجر لممتلكات صاحبه بوتين...
يجي راجع بلده ويعمل مشاورات مع الكبار في وزارة الدفاع ويقلع بي طيارة تقع وما كان معروف الزول دا فيها ولا نجا من الحادث رغم أن اسمه كان مدرج في القائمة ... ووجدوا الجثث العشرة ووجدوا ساعة يفغيني بوريغيجين وتاكدت الوفاة ووصل الخبر لبوتين وكان آخر بهجة في حفل موسيقى ولم يقطع استمتاعه ولم يعبر عن التياعه لفراق صديق العمر ...
ولكنه علي أية حال رثاه وترحم عليه وعزي أسرته وقال إن صديقه كان عصاميا وأسس كثير من الشركات وخدم وطنه بكل ثبات لكن كانت له غلطات وأخطرها القشة التي قصمت ظهر البعير هي تمرده علي الدولة وإعلانه للنفير وكاد يدخل موسكو غازيا ويغير النظام ولكن لوكاشنكو تدخل في الوقت المناسب ولعن يفغيني بوريغيجين الشيطان وتراجع عن الانقلاب وتطورت الأحداث وبوتين لم يزد علي أن قال إنها خيانة وهي كلمة لا يحبها !!..
يبدو أن بوتين وقد عرف عنه أن بطنه غريقة ولا يحب الحريقة خاصة لو وصلت إلي الكرملين وكان هذا الصاروخ الذي ضرب الطائرة وكانت النهاية لمأساة قائد فاغنر الذي خدم صديقه وبلده بكل إخلاص وقام نيابة عنهما بكل الأعمال القذرة ولكنه نسي أنه تجاوز الخطوط الحمراء وحاول الغدر بالقيصر الذي أعطاه الدرس الذي لا ينسي وهي أيضاً رسالة حتي لايلعب زولا آخر بي ديلو !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء