“وما انفكت التورة منتصرة .. أيها العسكريتاريا والرجال الجوف” .. بقلم/ عمر الحويج

 


 

 

كبسولة:- (1)
البرهان : بموافقتك أمس استشهد السبعة البواسل وثامنهم مدني بخطة مخابراتية داخل حدود بلادنا
البرهان : بيدك اليوم استشهد تمانية من شبابنا النضر البواسل وتاسعهم طفل داخل حدود عاصمتنا
( أين المفر .. والدم قصاد الدم .. يابرهان

كبسولة (٢)
الحركات المسلحة : بالأمس كنتم تريدون نقل الحرب الى شوارع البلاد والعباد إذا سقط الإنقلاب .
الحركات المسلحة : اليوم تريدون من جماهيركم الخروج إلى شوارع البلاد والعباد لتسقط الإنقلاب .
عجبي .. !!
***
في البداية نثمن ذلك التصريح الذي أدلي به الاستاذ / المحامي وجدي صالح ، ولست متأكداً ، إن كان تصريحاً عابراً وحماسياً ، أو لغواً مخلوق وقته ، أم كان ، قراراً صادراً من المجلس المركزي بكامل عضويته ، وأتمنى أن يكون كذلك ، ليصبح خطوة في خطى المجلس المركزي للحرية والتغيير المتعثرة ، لتحسين وضعه ومكانته وصورته ، أمام الثورة والثوار ولجان المقاومة ، التي سبق أن قِنعَت من خيراً يأتيها من تالاه ، والتصريح يقول ، بوقف أي تفاوض مع المكون العسكري هذا القاتل السفاح ، ولماذا الحاجة الآن أكثر الحاحاً ، لوقف التفاوض في هذا التوقيت . لأن الثورة حقيقة وليس مجازاً ، في أعلى مرجلها تغلي ، وفي قمة مراحلها تماسكاً ، وتواصلاً ، وسيراً حثيثاً ، مخضباً بدماء الأبرياء السلميين الذين يحصدهم رصاص العسكر حصداً ، وتدوس جثثهم أبوات الشرطة وأقدامهم الملوثة ، وهم في قمة خساستهم ولا إنسانيتهم ، وانعداماً للقيم والأخلاق لديهم ، والثورة في طريقها لتحقيق أهدافها ، ولأن المجتمع الدولي ، قاربت الثورة بعنفوانها أن تجبره الإعتراف بمآلاتها ، وأنها لن تقبل أنصاف الحلول ، إما ثورة جذرية وكاملة الدسم أو مواصلة المشوار حتى نهايته ، حينها سيتخلى أو لا يتخلى المجتمع الدولي على كيفه ، عن مسك العصا من منتصفها ، إما بقراره بوقوفه ، مع مطالب الشعب السوداني ، وهو الذي يرى ويراقب بأم عينيه وفضائياته ومخابراته ، مدى العنف المفرط الذي يتعامل به الإنقلاب مع شعبه ، وعليه أن يتحمل مسؤولياته كاملة ، وحفاظاً على السلم العالمي ، ويطالب مع الثورة بإقصاء العسكر إلى الثكنات مع عدم الإفلات من العقوبة ،أما أن يتوقف المجتمع في مطالباته في نقطة الحوار ، غير المجدية ، والشجب والإدانة ، والتي لم يأت من ورائها إلا المزيد من العنف ، فستواصل الثورة مسيرتها ولن يوقفها أحد ، وليكن معلوماً لدي الجميع أن حوار الثورة سيكون متوافقاً عليه فقط ، عند لحظات التسليم والتسلم التاريخية . وهو الموقف السليم ، في هذه اللحظات الحاسمة ، في مسار الثورة العملاقة، التى تقودها باقتدار لجان المقاومة وقوى الثورة جميعها .
إلا أنه مع التثمين لقرار وقف التفاوض ، الذي قررته قوى الحرية والتحرير على لسان وجدي صالح ، يجب ان نتوقف في الجانب الآخر ، ونستفسر ، عن التصريح أو القرار ، الذي خرج أيضاً من المجلس المركزي ، بالدعوة إلى الإضراب السياسي ، والعصيان المدني ، بعد أجازة عيد الأضحي المبارك ، وما هو مستغرب ومثير للتساؤل ، كيف أُتخِذ هذا القرار المرتجى والمنتظر والخطير ، هكذا عمياني حيث صدر ، لا إحم ولا دستور ، بل هكذا خبط عشواء ، "واحد صحى من النوم لقى نفسوا برعي!!" كما عادل إمام ، ودون حتى مشورة أحد ، هل أخذتم موافقة تنسيقيات لجان المقاومة ، أصحاب الوجعة ، هل نسقتم مع باقي قوى الثورة ، وأهمها هل ناقشتم هذا القرار ، مع القوى المنوط بها ، حمله إلى قواعدها ، والمعنية به ، الإضراب السياسي ، والمسؤول الأول والأخير عن ، تنفيذه ، ووضعه موضع التنفيذ ، على أرض الواقع ، وأعني به تجمع المهنيين ، هل ترتكبون الأخطاء ،ذاتها التي أودت بالثورة ألى هذا المستنقع الدموي ، تتصرفون بذات الروح الإقصائية ، والشباب منصوبة له المجازر ، على قارعة الطريق تدوسهم الأرجل والأقدام .
دعونا نضع النقاط فوق الحروف ، هذه الثورة العظيمة ذاهبة إلى منتهاها ، لا شك في ذلك ، هذه الثورة المنتصرة ، الذي خطط لها هذا الجيل الراكب رأس بمواكبه وتظاهراته ، بشهدائه وجرحاه بمعتقليه ومفقوديه ، وبلاءاته الثلاث ، المنصوبة على حناجرهم ، والمخطوطة على لافتاتهم ولوحاتهم ، يجوبون بها في شوارعهم التي لاتخون ، تلك الشوارع التي جابوها طولاً وعرضاً ، وقد عرفوها وتمكنوا منها ، بل وأصبحت تحت كامل سيطرتهم ، فلاتنازعوهم في قيادة دفتها ، والوصول بها بر الأمان ، وأياك أعني وأسمعي ياجارة الفضائيات .
وكلمة اخيرة عن هؤلاءالأشاوس الأبطال ، راقبوا قدراتهم المتطورة ، في الجانب السياسي من انجازهم ، فقد برعوا هؤلاء الشباب والشابات ، فكما نجحوا في قيادة الشارع ، فقد نجحوا إيما نجاح في العمل السياسي والثقافي ، فهاهم ينجحون ، في توحيد رؤاهم السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية ، ممثلة في توحيد التوقيع على إنجازهم الضخم والمفيد والشامل " الميثاق الثوري لسلطة الشعب" ، وهاهم يؤكدون كل يوم ، قدراتهم السياسية والثقافية ، في ندواتهم التي يقيمونها ، في مساهماتهم الكتابية ، في لقاءاتهم في خطاباتهم ،في اشعارهم ، وسط المتظاهرين ، هاهم في الفضائيات التي بدأت تفسح لهم المجال ، بعض من قليل ، فأصبحوا قادرين على تعرية لواءات الإستراتيجية ، رواد مراكز الدراسات البحثية "الكتاتبية" الجوفاء ، الذين ليس ، في أمخاخهم الفارغة ، غير أن يرددوا صباح مساء ، عبر ثمانية أشهر ، معلوماتهم المستهلكة عن عصابة الأربعة كما يسمون ، مناوئيهم في تلك الفضائيات من أفراد المجلس المركزي ، ويتهمونهم بأنهم مارسوا الإقصاء ، بل غالطوهم أنهم مارسوا إنقلابهم المدني قبل أن يمارس العسكر إنقلابهم العسكري ، الذي كان بقصد تصحيح المسار كما يدعون . ودائماً ما يقف حمار الشيخ في العقبة الفضائية ، من الجانب المنافح عن أخطائه دون كلل ودون اعتذار ، وهكذا يضيع مذيع القناة أومذيعتها ، بين هذه المغالطات ، والمغالطات المضادة ، والطرفين كانا من المراوغين ، يا هداكم الله .
أتركوا لهؤلاء الشباب والشابات الشفاتة والكنداكات ، فقد بلغوا النضج كامله ، يا أهل السياسة حملة جرثومة البرجوازية الصغيرة التي لاترى إلا أرنبة شم مصالحها وذاتيتها ونفسها وسلالة جينات جذورها الكامنة في جعبة نخبة إدمان الفشل .
أتركوا لهم ، فرصتهم وثورتهم وزمانهم ودولتهم ، فقد حملوا بوارق نجاتهم ، ونجاحهم في إنشائها وإدارتها ، ثورة ودولة فيما أتي ، وما سيأتي من أزمان وهم في سعيهم لمنتصرين .

omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////////////

 

آراء