ومع ذلك .. فإنها وحدها لاتكفي

 


 

 


كلام الناس

 

*هذه ليست المرة التي أقول فيها إن التصريحات والأخبار التطمينية لن تحل مشاكل السودان المتفاقمة، وأن الحقن المليارية المحمولة جواً - وإن وصلت - فإنها وحدها لن تحل الضائقة الإقتصادية.

*للأسف لم تتوقف هذه التصريحات والأخبار وسط إستمرار الإختناقات الإقتصادية، الأمر الذي لم تسلم منه أجهزة الإعلام والمؤسسات الصحفية التي تداولت قبل أيام خبرالوديعة المليارية الأماراتية، بل وبشر البعض بأنها ستؤدي إلى تراجع سعر الدولار أمام الجنبه السوداني.
*هذا الخبر نشرته صحف الخرطوم على صدر صفحاتها الأولى صباح الأربعاء الماضي مأخوذاً من وكالة الأنباء السودانية "سونا" وجاء فيه إن القيادة الأماراتية أكدت دعمها للسودان بوديعة تقدر بحوالي خمسة مليارات درهم.
*إتضح ان هذه الإفادة اُخذت من تقرير صحفي نشرته وكالة الانباء الاماراتية"وام" عن حجم الإستثمارات والتمويلات الاماراتية في السودان بلغ 28 مليار درهم وان صندوق ابوظبي للتنمية مول بعض المشاريع التنموية والإستثمارية بلغت 7,3 مليار درهم.
*في البدء إسمحوا لي كي أُحيي تلميذي الصحفي والمحلل السياسي فيصل محمد صالح لأنه أوضح هذا اللبس في معرض تعقيبه على خبر الوديعة الأمارتية في برنامج بعد الطبع على قناة النيل الازرق، وأشاد بصحيفة "إيلاف" الإقتصداية الوحيدة التي نشرت الخبر الصحيح، وأُحيي أيضاً الصحفية القديرة لينا يقوب رئيسة تحرير "باج نيوز" الذي تناولت هذا اللبس في عمودها الصحفي"لأجل الكلمة" في صحيفة السوداني بعنوان "الوديعة وأشياء اخرى."
*لن أتناول هنا مسالة اللبس الضار الذي نجم عن القراءة المتعجلة لتقرير وكالة الانباء الاماراتية - هذا إذا إستبعدت مافي نفس يعقوب - إنما أردت تأكيد ما سبق وقلته أكثر من مرة من أن مشاكل السودان لن تحل بالحقن المليارية الخارجية السابقة أو المنتظرة، لأنه ومع ذلك .. فإنها وحدها لاتكفي.
*إن أسباب مشاكل السودان سياسية بمافي ذلك الضائقة الإقتصادية المتفاقمة، والمدد الخارجي وحده لايكفي .. إنما لابد من دفع إستحقاقات السلام الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي الذي ينجز التغيير المنشود بدلاً من الإستمرار في شك أوراق "الكوتشينة" الإنقاذية بلا جدوى.

noradin@msn.com

 

 

آراء