يُروى عن الإمام الشافعي انه قال لئن استرزق وأتكسّب بالرقص خير من استرزق بالدين...! أما كبير الإنقاذ فقد كان يتكسّب من كليهما...! وهكذا كان الذين معه، وعلى رأسهم (كتيبة الفقهاء) وهي مسؤولة مسؤولية مباشرة عما ما آل إليه حال الوطن.. بل هم مسؤولون عن الدماء التي سفكت على طول الأيام السوداء وكانوا هم ربابنة الأحكام الجائرة وجلد النساء وإذلال الناس وطردهم من أعمالهم ووظائفهم وأراضيهم.. وهم الآن يتشطّرون ويتآمرون بعد انكشاف أمرهم ووسائل الرصد تكشف كل صباح عن سوءاتهم.. وعن الأموال التي يجلسون عليها والدور التي اغتصبوها وتجدهم يتحدثون عن الزهد واحتمال الفقر وعدم الخروج على الحكّام من شاكلة حكّام الإنقاذ الذين يسرقون القروض ومخصصات الدواء والعلاج والتعليم ويخطفون لقمة الخبز من أفواه الجوعى ويسحبون المقاعد من تحت تلاميذ المدارس .. في حين يعيشون في دور تنفث نوافيرها المياه والأضواء.. ولكنهم ألان يتباكون الآن ويقولون أنهم يخشون على الدين بعد زوال الإنقاذ المُجرمة فهل ترى وقاحة أكبر من هذا التدليس الخائب الذي يجعل الإنقاذ (حامية السرقة) هي الأمين على تطبيق عزائم الدين..! فمتى تقيم الإنقاذ شرعها وهي التي ظلت بين السرقة والقهر لثلاثين عاماً ..هي جملة فترة الخلفاء الراشدين الأربعة (11هـ -41 هـ) إنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن الإنقاذ لا صلة لها بالدين إنما هي (سرقة عضوض) حتى أن كبار قادتها يحملون أموال الدولة إلى بيوتهم ويغدقونها على نسائهم وأولادهم وإخوانهم وتابعيهم من اللصوص والسماسرة..!
هذه الكلام ينطبق على كبار من يسمون أنفسهم (هيئة علماء السودان) فقد كشفت المتابعات الرئاسات التي يتقلدونها والعقارات التي يمتلكونها والمعاهد والشركات التي حازوا عليها وعشرات المؤسسات التي يجلسون على مقاعد إداراتها ويستلمون منها المرتبات المُضاعفة (بغير شغل ولا مشغلة) وإنما هي الاستباحة.. وهؤلاء الفقهاء والسياسيين الكذبة كانوا يغترفون من مال الدولة من وراء ظهر الناس ويخفون ملكياتهم، ويتمرغون في النعيم الدنيوي المنهوب ويعلمون أن الناس تموت على أبواب المستشفيات والمشافي من الفاقة والقهر.. بعد أن أفلحت جماعة الإنقاذ في تدمير منافذ العلاج الشعبي والمؤسسات العامة التي هي في كل الدنيا ملاذ المواطنين وحائط دفاعهم الأول والأخير..! إنهم ينقلون أموال الخزينة العامة بالشاحنات إلى بيوتهم ثم يعلنون عن شح السيولة وإفلاس المصارف.. وبل ويتجرؤون بتهديد ومحاكمة أي مواطن يحتفظ في بيته بمليون جنيه..! ورئيس الجمهورية يكدس المليارات من العملة المحلية والدولار واليورو..
حتى لا يجد أثاث مسكنه مكاناً بين شُحنات العملة المنهوبة..!.. وهكذا بقية القيادات من (أطهار الإنقاذ) ..ومع هذا يتحدث خال رئاسة الجمهورية ويتباكى على مُلك ابن أخته وزمرته ..ويقول انه مفلس حتى وهو يبيع صحيفته بما يفوق الـ 16 مليار.. وهو لا يزال يتحدث عن الإنقاذ (حامية الهوية) ولا يقول كلمة عن الأموال التي ضبطوها في منزل ابن أخته رئيس الجمهورية تحت طائلة غسيل الأموال ومجهولية المصدر ..تباً لهؤلاء الكذبة السارقين.. ولا ندرى ماذا يؤخر محاكمتهم العلنية حتى يعلم الشعب حقيقة هذا التكسّب بالدين.. وإذا كان الإمام الشافعي رغم وقاره يقول إن التكسُّب بالرقص أحب إلى نفسه من التكسُّب بالدين؛ فإن جماعة الإنقاذ كانوا يتكسَّبون بالرقص والدين معاً.. تبا لهم من أفّاكين..!