وهل حميتم الحرائر يوم المجزرة؟؟؟؟؟

 


 

بشير اربجي
14 November, 2022

 

أصحي يا ترس -
كعادته فى الفترة الأخيرة وكما كان يفعل المخلوع السابق ظل قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم يخاطب الوحدات العسكرية كل يوم بما يريد أن يصل للشارع، وليس بما يجب أن تصل له الثورة المجيدة من حكم مدني إعترضه بإنقلابيين في الثالث عشر من أبريل العام 2019م والخامس والعشرين من أكتوبر 2021م، ورغم أن قائد الإنقلاب أصبح يتحدث كثيرا عن خروج الجيش من الحياة السياسية لكنه ظل يصر أنه هو الذي سيكون وصيا على الحكم المدني إن حاد عن الطريق دون توضيح لماهية الطريق، كما زاد في خطابه بالأمس أنه سيحمي الفترة الإنتقالية القادمة متناسيا أنه قوض الفترة السابقة حينما طلب منه تسليم السلطة للمدنيين وفق الوثيقة الدستورية التي مهرها نائبه فى الإنقلاب بتوقيعه، وحتى لا يترك البرهان مجالا لأي شخص ليقول إن الجيش سيغادر الحياة السياسية بالبلاد فقد تحدث بألفاظ واضحة جدا، حيث قال : (الحكومة المدنية لو حادت. الجيش موجود. وسلاحكم موجود) وهو حديث لا يقبل التأويل ولن تجدي معه أي شروحات، بمعني أن من يريد الحل السياسي فليحكم وفق ما يريد قائد الجيش وإلا فالسلاح سيصوب إليه دون تردد،
لكن الغريب فى الأمر أن البرهان حينما كان يتحدث عن عدم الإقتراب من الجيش أو الحديث عنه ذاكرا تنظيمات سياسية بالإسم، كان الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة سابقا وعضو المؤتمر الوطني البائد المعروف وغير المنكر لذلك، يتحدث بكل بجاحة عن تكوين قوات خارج إطار الجيش سماها كيان الوطن قال إن لديها أربعة جبهات قتال هى(غرب كردفان وشمال كردفان ووسط السودان وشرق السودان)، دون أن يعترضه أحد أو نسمع أن هناك عسكريا أحتج على حديثه أو هدده كما فعل قائد الإنقلاب مع القوى السياسية التى ذكرها في خطابه، مضيفا لها الإسلاميون من أجل ذر الرماد في العيون فهم نفس حزب الصوارمي الذي يريد أن يكون منهم قوات موازية للقوات المسلحة السودانية، وليكن في علم البرهان ومن معه ألا أحد من أفراد الشعب السوداني لديه مشكلة مع القوات المسلحة السودانية أو ضدها، إنما قضية كل الشعب السوداني هى ضد من يختطفون إسمها ويستخدمونها في طموحاتهم الشخصية وأحلام أهلهم ويوجهون سلاحها نحو الشعب السوداني وثواره الأماجد تهديدا أو قنصا.
لكن أعجب ما ذكره قائد الإنقلاب فى خطاب الأمس حديثه عن حماية الحكم المدني الديمقراطي بالبلاد، بينما وقفت القوات نفسها حينما كان يقودها منفردا تتفرج على الحرائر وهن يغتصبن أمام بواباتها، وهو كذلك لم ينس أن يغازل الشباب بخطابه المرتبك حينما تحدث عنهم قائلا : (عشان الشباب الضحوا بأرواحهم فى الشوارع)، من دون أن يفسر كيف تمت هذه التضحية ومن قام بإزهاق أرواحهم التى ضحوا بها فى الشوارع، رغم أنه كان ولا زال المسؤول الأول عن كل طلقة خرجت من أي سلاح منذ الثالث عشر من أبريل العام 2019م بحكم منصبه، فإن كان البرهان يعلم من قنصهم وأقتنص أرواحهم فليخبرنا بذلك، فالكل وخصوصا أسر الشهداء وإخوانهم يريدون معرفة من الذي قنص الشباب وهم فى الشوارع يطلبون الحرية،
وللعلم الثوار أيضا لا يحتاجون أن يحمي أحد الفترة الانتقالية القادمة طالما هم موجودن، وأظن أن هذا هو ما يسبب القلق والإرتباك لقائد الإنقلاب ومجموعته، ولا خوف على الفترة الانتقالية القادمة لأن هذا الشعب الأبي وثواره الأماجد يقفون سدا منيعا لحماية حريتهم ويقدمون الأرواح رخيصة فداء لها، كما أن الفترة الإنتقالية القادمة لن يحميها العسكر ولا صاحب أي مهنة أخرى بالبلاد، لأن الشعب السوداني يريد وسيحقق حكومة مدنية يحميها بالدستور ولن يكون للجيش أي مزية على مؤسسة أخرى بالدولة، فهو نفسه سيكون أحد مؤسسات الدولة المدنية التى ستتقيد بالدستور وتخضع للإدارة المدنية الديمقراطية، ولن يكون هنالك غير ذلك طالما هذه الشوارع تمتلي بالثوار السلميين متى ما سمعوا نداء الوطن أو شعروا بأطماع البعض في الحكم عبر سلاحهم الجبان.
الجريدة

 

آراء