و حدس ما حدس
فيصل بسمة
25 April, 2023
25 April, 2023
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
ما حدث و يحدث الآن في بلاد السودان من قتال و فوضى و دمار و إنهيار لم يكن مفاجأة ، بل كان متوقع الحدوث رغم تأخره ، فقد جرى الإعداد و التخطيط لهذا العبث و الدمار تحت سمع و بصر العالم أجمع و علم جميع الشعوب السودانية...
و قد بدأ الإحتراب يوم تراجع الثوار عن القيادة و دَقَسَوا (فَرَّطَوا) في ثورتهم و أسلموا زمام أمورهم للجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و أذنابهم من الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية ، و يوم وضعوا ثقتهم في أرتال الخَبَوب و الرَّبُوب و العواطلية و أسلموهم القيادة و المناصب التنفيذية...
و قد بدأ الفشل عندما لم يتم ضبط الإجرآءات القانونية و عمليات المحاسبة و التفكيك و العقاب لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان)...
و كانت بداية الفشل و الإحتراب في إسناد التحقيق في مجزرة إعتصام القيادة العامة لنبيل أديب...
و قد حدث الإقتتال عندما تم تنصيب قآئد المليشيات حميدتي رئيس للجان: السلام و الأمن و الإقتصاد و نآئب لرئيس مجلس السيادة (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة {الكيزان})...
و كانت بداية الحرب الأهلية عندما تسابقت جماعات الطرق الصوفية و القبلية و العشآئرية و الأندية الرياضية و الثقافية إلى موآئد و محفظات قآئد مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و مخازنه/حيشانه الممتلئة بالهدايا و السيارات ذات الدفع الرباعي...
و كانت بوادر الإحتراب عندما أصبح التوقيع على إتفاقية سيداو و سلام جوبا و كسب رضا الولايات المتحدة الأمريكية إختراق عظيم و قمة إنجازات الثورة...
و كانت قمة الفشل و بداية الإحتراب في الإعتقاد الراسخ أن مفاتيح حل المشكلة السودانية عند سفارات دول الجوار الإقليمي و الولايات المتحدة الأمريكية و دول الإتحاد الأوروبي أو عند المنظمات الإقليمية غير ذات الفعالية أو عند منظمات الأمم المتحدة الفاشلة التي ما دخلت بلداً إلا و دمرته و مزقته...
و قد بدأت الحرب يوم تسارعت وفود المنظمات الأممية و الإقليمية و وزرآء الدول العظمى و التي من دونها لخطب ود قآئد مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) ، هذا إذا علمنا أن مصادر التمويل الرئيسية لتلك المليشيات هي حرب اليمن و برنامج مكافحة الهجرة و الإتجار بالبشر و من ورآءهما ذات الدول أصحاب المبادرات و الترويكات و الأليات ذات الأعداد...
و واهمٌ من يظن أن الهدن و جلوس حميدتي و البرهان إلى طاولة مفاوضات سوف تنهي الأزمة و الإحتراب ، فالهدن ما هي إلا سانحة لإخراج الرعايا و أصحاب الجنسيات المزدوجة ، كما على الجميع أن يعوا أن قلوب الأطراف و القوات المتقاتلة شتى و لا تأتمر بأمر قآئد أوحد ، و أنها أصبحت شذر مذر و فرق منفلتة تقاتل/تدمر بجهودها و مبادراتها الذاتية و تخدم أهداف ليس من بينها وطن يسمى السودان...
و الفوضى العارمة حتماً قادمة في دولة هَرَدَبِيس كانت أصلاً تعاني من العجز و الفشل و سوء الإدارة...
و سوف يتواصل الإحتراب و سوف ينتصر الجيش السوداني في العاصمة و أواسط و شمال البلاد ، و سوف يزداد سعير الحرب في دارفور ، و سوف يطل سيناريو الإنفصال و تشظى بلاد السودان إلى دويلات برأسه من جديد...
و إذا ما حدث سيناريو الإنفصال فسوف يكون هنالك رابحون إقليميون و عالميون يرثون حصص المياه الوفيرة و الأراضي الزراعية الخصبة على ضفاف الأنهار و في السهول المنبسطة و الكثير من المعادن و الثروات الحيوانية و الموارد الأخرى هذا مع قلة ملحوظة في السكان...
و في هذه الأثنآء و الأجوآء القتالية لجأ الكثير من السودانيين إلى أسلحة الدعآء و الأماني تُفَرِّجُ عنهم الكروب و تزيل عنهم الغمة و تكشف عنهم البلآء ، و قعدوا/جلسوا في إنتظار الفرج الإلهي تحمله الملآئكة ، و أهل السودان يعلمون جيداً بأنهم ليسوا بلا خطيئة ، و قد يكون بين أهل السودان بعض من الصالحين و ربما أوليآء لكنهم قطعاً ليسوا رسل أو أنبيآء...
و يجب أن يعلم الجميع أن ليس هنالك معجزات قادمة أو حل سحري/أسطوري و من يريد إيقاف الحرب و التغيير فعليه أن يجتهد و يفعل و يعمل...
و واهمٌ من يظن أو يعتقد أن دول الجوار و الدول الغربية أو الأمم المتحدة سوف تحل مشاكل بلاد السودان ، فالدول لا تخدم غير مصالحها مباشرةً أو عبر وكلآءها/عملآءها...
و ما زال المثل (ما حك جلدك مثل ظفرك) قآئماً و لم يلغى إستخدامه...
الخلاصة:
الحل في ضبط مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و حسم أمرها إما ميدانياً حتى و لو كلف الأمر الكثير أو عن طريق برامج الدمج المعلومة و المتعارف عليها ، و يمتد ذلك البرنامج ليشمل كل المليشيات المتمردة حتى يصبح لبلاد السودان جيش واحد محترف و مهني (يحرس مالنا و دمنا) و لا يشتغل بالسياسة و أمور السلطة...
و أجدني هنا مضطراً لنشر فقرة كنت قد سحبتها من آخر مقال نشر لي:
(ختاماً:
هذا و إن تضاربت أثنآء مسيرة الثورة الإصلاحية مصالح الأعدآء/الغرمآء من إنتهازي الجماعات المسلحة النظامية المعادية للثورة و المتمسكة/المِكَنكِشَة في الحكم مع طموحات مليشيات أمرآء الحروب الطامعين في السلطة و المال و الجاه و اشتبكوا و اقتتلوا فيما بينهم فليمتنع الجودية و الوسطآء و ليدعوا/يتركوا الأعدآء يقتتلوا و يصفوا حساباتهم حتى و إن دعى الحال أن يعدموا نُفَاخ النار...)
و ما مهما كانت السيناريوهات فلا بد من مواصلة مشوار الثورة الطويل فليس هنالك حل/بديل/خيار غير إسترداد و إستمرار الثورة ، فالخيار/البديل الآخر هو حكم الطاغوت و دولة الجبروت...
و ليس هنالك كتيبات أو وصفات ثورية/سحرية متاحة تبين كيفية الوصول إلى الكنز و إنجاح الثورة و تفعيل الإصلاح مع الأخذ في الإعتبار أنه (قبل كده في ناس إتعلموا الحلاقة في رأس الثورة و الثوار)...
و جميع مفاتيح الحل بأيدي الثوار ، و على الثوار الشروع في تنقية الصفوف و (رمي البايظ) و إختيار قياداتهم و خلق مؤسساتهم و آلياتهم و وسآئل إنجاح ثورتهم و أن تكون حكمتهم هي:
(الفول فولي ، زرعته وحده ، و حصدته وحدي ، و سأكله وحدي)
و الوسطآء/العملآء و الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية و الخبوب و الربوب يمتنعون...
و سوف يكون هنالك رهق و نصب ، و لا بد من التضحيات ، و ما فيش حلاوة من غير نار...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
///////////////////////////
ما حدث و يحدث الآن في بلاد السودان من قتال و فوضى و دمار و إنهيار لم يكن مفاجأة ، بل كان متوقع الحدوث رغم تأخره ، فقد جرى الإعداد و التخطيط لهذا العبث و الدمار تحت سمع و بصر العالم أجمع و علم جميع الشعوب السودانية...
و قد بدأ الإحتراب يوم تراجع الثوار عن القيادة و دَقَسَوا (فَرَّطَوا) في ثورتهم و أسلموا زمام أمورهم للجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و أذنابهم من الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية ، و يوم وضعوا ثقتهم في أرتال الخَبَوب و الرَّبُوب و العواطلية و أسلموهم القيادة و المناصب التنفيذية...
و قد بدأ الفشل عندما لم يتم ضبط الإجرآءات القانونية و عمليات المحاسبة و التفكيك و العقاب لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان)...
و كانت بداية الفشل و الإحتراب في إسناد التحقيق في مجزرة إعتصام القيادة العامة لنبيل أديب...
و قد حدث الإقتتال عندما تم تنصيب قآئد المليشيات حميدتي رئيس للجان: السلام و الأمن و الإقتصاد و نآئب لرئيس مجلس السيادة (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة {الكيزان})...
و كانت بداية الحرب الأهلية عندما تسابقت جماعات الطرق الصوفية و القبلية و العشآئرية و الأندية الرياضية و الثقافية إلى موآئد و محفظات قآئد مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و مخازنه/حيشانه الممتلئة بالهدايا و السيارات ذات الدفع الرباعي...
و كانت بوادر الإحتراب عندما أصبح التوقيع على إتفاقية سيداو و سلام جوبا و كسب رضا الولايات المتحدة الأمريكية إختراق عظيم و قمة إنجازات الثورة...
و كانت قمة الفشل و بداية الإحتراب في الإعتقاد الراسخ أن مفاتيح حل المشكلة السودانية عند سفارات دول الجوار الإقليمي و الولايات المتحدة الأمريكية و دول الإتحاد الأوروبي أو عند المنظمات الإقليمية غير ذات الفعالية أو عند منظمات الأمم المتحدة الفاشلة التي ما دخلت بلداً إلا و دمرته و مزقته...
و قد بدأت الحرب يوم تسارعت وفود المنظمات الأممية و الإقليمية و وزرآء الدول العظمى و التي من دونها لخطب ود قآئد مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) ، هذا إذا علمنا أن مصادر التمويل الرئيسية لتلك المليشيات هي حرب اليمن و برنامج مكافحة الهجرة و الإتجار بالبشر و من ورآءهما ذات الدول أصحاب المبادرات و الترويكات و الأليات ذات الأعداد...
و واهمٌ من يظن أن الهدن و جلوس حميدتي و البرهان إلى طاولة مفاوضات سوف تنهي الأزمة و الإحتراب ، فالهدن ما هي إلا سانحة لإخراج الرعايا و أصحاب الجنسيات المزدوجة ، كما على الجميع أن يعوا أن قلوب الأطراف و القوات المتقاتلة شتى و لا تأتمر بأمر قآئد أوحد ، و أنها أصبحت شذر مذر و فرق منفلتة تقاتل/تدمر بجهودها و مبادراتها الذاتية و تخدم أهداف ليس من بينها وطن يسمى السودان...
و الفوضى العارمة حتماً قادمة في دولة هَرَدَبِيس كانت أصلاً تعاني من العجز و الفشل و سوء الإدارة...
و سوف يتواصل الإحتراب و سوف ينتصر الجيش السوداني في العاصمة و أواسط و شمال البلاد ، و سوف يزداد سعير الحرب في دارفور ، و سوف يطل سيناريو الإنفصال و تشظى بلاد السودان إلى دويلات برأسه من جديد...
و إذا ما حدث سيناريو الإنفصال فسوف يكون هنالك رابحون إقليميون و عالميون يرثون حصص المياه الوفيرة و الأراضي الزراعية الخصبة على ضفاف الأنهار و في السهول المنبسطة و الكثير من المعادن و الثروات الحيوانية و الموارد الأخرى هذا مع قلة ملحوظة في السكان...
و في هذه الأثنآء و الأجوآء القتالية لجأ الكثير من السودانيين إلى أسلحة الدعآء و الأماني تُفَرِّجُ عنهم الكروب و تزيل عنهم الغمة و تكشف عنهم البلآء ، و قعدوا/جلسوا في إنتظار الفرج الإلهي تحمله الملآئكة ، و أهل السودان يعلمون جيداً بأنهم ليسوا بلا خطيئة ، و قد يكون بين أهل السودان بعض من الصالحين و ربما أوليآء لكنهم قطعاً ليسوا رسل أو أنبيآء...
و يجب أن يعلم الجميع أن ليس هنالك معجزات قادمة أو حل سحري/أسطوري و من يريد إيقاف الحرب و التغيير فعليه أن يجتهد و يفعل و يعمل...
و واهمٌ من يظن أو يعتقد أن دول الجوار و الدول الغربية أو الأمم المتحدة سوف تحل مشاكل بلاد السودان ، فالدول لا تخدم غير مصالحها مباشرةً أو عبر وكلآءها/عملآءها...
و ما زال المثل (ما حك جلدك مثل ظفرك) قآئماً و لم يلغى إستخدامه...
الخلاصة:
الحل في ضبط مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و حسم أمرها إما ميدانياً حتى و لو كلف الأمر الكثير أو عن طريق برامج الدمج المعلومة و المتعارف عليها ، و يمتد ذلك البرنامج ليشمل كل المليشيات المتمردة حتى يصبح لبلاد السودان جيش واحد محترف و مهني (يحرس مالنا و دمنا) و لا يشتغل بالسياسة و أمور السلطة...
و أجدني هنا مضطراً لنشر فقرة كنت قد سحبتها من آخر مقال نشر لي:
(ختاماً:
هذا و إن تضاربت أثنآء مسيرة الثورة الإصلاحية مصالح الأعدآء/الغرمآء من إنتهازي الجماعات المسلحة النظامية المعادية للثورة و المتمسكة/المِكَنكِشَة في الحكم مع طموحات مليشيات أمرآء الحروب الطامعين في السلطة و المال و الجاه و اشتبكوا و اقتتلوا فيما بينهم فليمتنع الجودية و الوسطآء و ليدعوا/يتركوا الأعدآء يقتتلوا و يصفوا حساباتهم حتى و إن دعى الحال أن يعدموا نُفَاخ النار...)
و ما مهما كانت السيناريوهات فلا بد من مواصلة مشوار الثورة الطويل فليس هنالك حل/بديل/خيار غير إسترداد و إستمرار الثورة ، فالخيار/البديل الآخر هو حكم الطاغوت و دولة الجبروت...
و ليس هنالك كتيبات أو وصفات ثورية/سحرية متاحة تبين كيفية الوصول إلى الكنز و إنجاح الثورة و تفعيل الإصلاح مع الأخذ في الإعتبار أنه (قبل كده في ناس إتعلموا الحلاقة في رأس الثورة و الثوار)...
و جميع مفاتيح الحل بأيدي الثوار ، و على الثوار الشروع في تنقية الصفوف و (رمي البايظ) و إختيار قياداتهم و خلق مؤسساتهم و آلياتهم و وسآئل إنجاح ثورتهم و أن تكون حكمتهم هي:
(الفول فولي ، زرعته وحده ، و حصدته وحدي ، و سأكله وحدي)
و الوسطآء/العملآء و الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية و الخبوب و الربوب يمتنعون...
و سوف يكون هنالك رهق و نصب ، و لا بد من التضحيات ، و ما فيش حلاوة من غير نار...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
///////////////////////////