يا (بت) خليك في شغلك

 


 

كمال الهدي
16 February, 2023

 

تأمُلات
. انبرت إحدى المذيعات اللاتي لمعت نجوميتهن في النيل الأزرق، القناة الكيزانية بإمتياز، انبرت مدافعة عن (الفنان) السوري الذي ترك أطفال وطنه تحت الأنقاض وجاء ليحتفل بعيد (الحب) مع ثلة من الأغبياء و السطحيين والمترفين.

. فات على مذيعة قناة الأزرق أن لدينا رأينا حول نجومية اعتمدت على الشكل أكثر من الجوهر فتوهمت أنها يمكن أن تمارس دور الناقد والناصح دون أن تمتلك أدوات ذلك.

. لو عبرت عن رأيها ومضت لما قلنا شيئاً، لكن ما استفزني هو افتراضها للغباء في غيرها والاستعجال في الحكم على كل من انتقدوا (الفنان) السوري وحفله في هذا التوقيت.

. ولكوني واحداً ممن كان لديهم رأياً في هذا السخف أجد نفسي مضطراً للتعقيب على ما كتبته بصفحتها حتى تعرف (زولتنا) أين تقف.

. توهمت المذيعة (الناقدة) أن المنتقدين فات عليهم أن الحفل قد أُعد له مسبقاً ( قبل أن يُعرف أن هناك زلزالاً)، وأن مبالغ كبيرة قد أُنفقت وبيعت تذاكر الحفل قبل زمن طويل، وتساءلت " ماذا بوسع (الفنان) أن يفعل تجاه ذلك".

. كما سألتنا المذيعة بتعالٍ وسخرية غير مبررة " انتو سوريين أكثر من السوريين!! " وهذا سؤال يعكس كماً مهولاً من السطحية.

. فنحن إنسانيين أكثر من (فنانك) الذي تدافعين عنه، وليس بالضرورة أن نكون سوريين حتى نشعر بأوجاع أهل هذا البلد.

. ثم إن الحفل أُقيم ببلدنا، وهذا السودان فيه من الأوجاع والآلام ما يُحرك الحجر والشجر، وقد كان نقدنا لمن نظموا الحفل واستقبلوا (الفنان) بفرح هستيري رغماً عن حدوث الزلزال ووقوع الكثير من المآسي في وطننا قبل أن نستهجن زيارة (الفنان) في هذا التوقيت.

. كان بإمكان الجهة المنظمة أن تلغي الحفل، أو أن يعتذر (الفنان) لو كان إنسانياً بحق حتى ولو كلف ذلك الطرفين بعض الخسائر.

. فخسارة المال لبعض من يكسبونه بسهولة ودون عناء يذكر ليس أعز عندنا من صرخة طفل تحت الأنقاض أو آهة فتيً جائع في بلدنا.

. ثم ما قولك الآن في الخسائر المزدوجة لمن تدافعين عنهم، فلا هم ثبتوا موقفاً إنسانياً ولا حققوا الأموال الطائلة التي حلموا بها.

. أما افتراضك بأنه ربما أراد أن يتبرع بدخل الحفل لضحايا الزلزال فيبدو غبياً.

. صحيح أننا لا نعلم بنوايا الناس، لكنه لو أراد ذلك لأعلن عنه صراحة.

. ولعلمك لو كان يتصف بذكاء تفرضينه في نفسك وتجردين الآخرين منه لأعلن عن تبرعه بالدخل والمؤكد أن ذلك كان سيزيد عائد الحفل بشكل ملحوظ.

. وأما حديثك عن التذاكر التي بيعت قبل وقوع كارثة الزلزال فقد (طلع فشوش) لأن شبابنا أظهروا وعياً وإنسانية انعدمت لدى بعض نجوم المجتمع (المفترضين) ولم يتعد الحضور ال 350 فرداً.

. (شفتي كيف انك انتي المتسرعة وعاملة مفتحة أكثر من غيرك)!

. أستغرب لدفاع إعلامية عن مثل هذا السخف.

. فالمناسبة نفسها لاتتسق مع دينك ولا قيم وتقاليد مجتمعك.

. عاجبك تهافت بعض النجمات (المفترضات) لإلتقاط صور السيلفي معه!! دي سلوكيات لا تشرفنا والله ولا نقبلها لحواء بلدنا.

. والحب عاطفة لا تحتاج منا لأعياد لو كنا ( genuine) في مشاعرنا.

. عجيب أمر بعض إعلاميينا، فهذه المذيعة تستشيط غضباً من أجل (فنان) وتكرس جزء من وقتها بحماس شديد لسلخ منتقديه، لكن لم نسمع لها صوتاً تجاه مئات الجرائم التي أُرتكبت في حق ثائرات وثوار بلدها.

. الإعلام موقف وحث على الفضيلة ودفاع عن الحق ودعوة للخير يا هؤلاء، فكفاكم دفاعاً عن الباطل وخلونا من (منظرتكم) الفارغة دي.

. ويا ريت تخليك في شغلك بدل الفلهمة الما في محلها.

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء