يا جنرالات الانقلاب .. “البلد فيها ثورة.. وحقو الناس ترتقي لمستواها”
عبد القادر محمد أحمد/المحامي
22 September, 2022
22 September, 2022
(يامولانا الكلام البتقولو ده عصبية مهنية ساكت، نحن كنا زيكم بنفتكر الجيش ده حقنا ما في زول ملكي يتدخل فيهو، لكن جات الثورة دي وخلقت وعي وفهمنا إتغير ، الجيش إسمو قوات الشعب المسلحة، يعني هو ملك الشعب يقول هيكلو نهيكلو، صلحو نصلحو .. القضائية دي برضه حقت الشعب ما حقتكم يا مولانا، والشعب من حقو يقول كلمتو فيها .. سيبو الغيرة المهنية وأمشو اقعدوا مع زملاكم ديل واتفقو ... البلد فيها ثورة والناس حقو ترتقي لمستواها .. ألحقو نفسكم يا مولانا .. )
هذه الكلمات أو المعاني التي سجلتها من الذاكرة، للجنرال ياسر العطا، معلقاََ على تحفظات مولانا قاضي المحكمة العليا، حول مشروع قانون مفوضية إصلاح المنظومة العدلية، في الإجتماع الذي عقد في أبريل ٢٠٢٠، لوأحدة من الآليات التي شكلت لتنفيذ المصفوفة التي تم الإتفاق عليها بين مكونات الحكم آنذاك، للنظر في تنفيذ مطلوبات المرحلة الانتقالية، ومنها مشروع القانون المذكور، وما حوله من خلافات مع السلطة القضائية، وقد حضر الإجتماع مندوب رئيس القضاء وأعضاء من مجلسي السيادة والوزاء، ومن اللجنة القانونية لقوى الحرية والتغيير.
عندما سمعت تعليق العطا المفحم على تحفظات القضائية، جالت في خاطري كلماته الصريحة المنحازة للثورة، مع شريط فيه مشاهد من جريمة فض الاعتصام وما ظل يفعله المكون العسكري بالثورة .! فإحترت في أمره، لكني تمنيت أن يكون صادقاََ..
في نهاية الإجتماع والشريط ما زال في ذهني قلت له مصافحاََ : (والله يا ياسر ما كنت مفتكرك مع الثورة وأنك ممكن تقول الكلام ده) .. لاحظت من تعابير وجهه أنه لم يستحسن الكلفة التي رفعتها لكنه تمالك نفسه وقال : (والله انا لو ما مع الثورة ما كنت طلعت من القيادة العامة وجيت القصر الجمهوري)!
قلت في نفسي لو صدق القول فلن يمكث بالقصر طويلاً، للأسف مكث ياسر بالقصر طويلاً، وانتهى أمره كأحد قادة إنقلاب 25 أكتوبر المشؤوم الذي قطع مسيرة ذات الثورة التي أقسم بأنه معها، وسماها ثورة الوعي وتغيير المفاهيم.!
تذكرت كل ذلك الآن وأنا أقرأ تصريحات رئيس حزب الأمة السيد برمة ناصر، التي ينادي فيها بالمدنية، ومنها : (إلتقيت البرهان في أغسطس بعد خطابه تقديم السلطه للمدنيين، و البرهان حديثه عكس ما صرح به و قال المدنيين يسيئون للقوات المسلحه و أنه لن يسلم السلطه للمدنيين) .!!!
وهكذا ثبت بالبينة المباشرة عدم صدق تعهدات وتصريحات البرهان ورفاقه المتكررة بابتعاد الجيش عن السياسة وتسليم السلطة.! وأنهم ما زالوا يبررون إنقلابهم بأن المدنيين يسيئون للقوات المسلحه، وهي حجة هراء فيها إستهانة بالقوات المسلحة وإستخفاف بالشعب وبدماء الشهداء والجرحى .!
إن للقوات المسلحة مكانتها وإحترامها ووضعها الخاص عند الشعب، كقوات نظامية غير حزبية، قومية التكوين والهدف، واجبها تأمين سيادة البلاد، وحماية نظام الحكم المدني الديمقراطي الذي اختاره الشعب، والشعب يعلم ويقدر أن القوات المسلحة وفي غفلة من التاريخ لحق بها ما لحق بكل مؤسسات الدولة، من تغييب الإرادة والهدف، وإلي أن تستعيد مهنيتها وأمجادها ستظل كمؤسسة وطنية، محل عشم وتقدير .
فما بال الجنرالات يتهمون من ينتقدهم بأنه يسئ للقوات المسلحة!! وهم الذين يدوسون بإسمها على تطلعات الشعب وأحلامه المشروعة، ويستبيحون بإسمها الأرواح وسيادة الدولة ومواردها، ويحتمون بتحالف الأضداد الذي يغلب الذات على الوطن، وهو أعجز من أن يحمي نفسه من غضبة الشعب، حتى يكون قادرا على حماية غيره.!
يا أيها الجنرالات أحسنوا قراءة المشهد .. مهما تعثرت مسيرة الثورة وتكالب عليها أهل المصائب، فهي عائدة ومنتصرة ولا مهرب من الشعب إلا إليه .. " البلد فيها ثورة والناس حقو ترتقي لمستواها .. ألحقو نفسكم".
aabdoaadvo2019@gmail.com
هذه الكلمات أو المعاني التي سجلتها من الذاكرة، للجنرال ياسر العطا، معلقاََ على تحفظات مولانا قاضي المحكمة العليا، حول مشروع قانون مفوضية إصلاح المنظومة العدلية، في الإجتماع الذي عقد في أبريل ٢٠٢٠، لوأحدة من الآليات التي شكلت لتنفيذ المصفوفة التي تم الإتفاق عليها بين مكونات الحكم آنذاك، للنظر في تنفيذ مطلوبات المرحلة الانتقالية، ومنها مشروع القانون المذكور، وما حوله من خلافات مع السلطة القضائية، وقد حضر الإجتماع مندوب رئيس القضاء وأعضاء من مجلسي السيادة والوزاء، ومن اللجنة القانونية لقوى الحرية والتغيير.
عندما سمعت تعليق العطا المفحم على تحفظات القضائية، جالت في خاطري كلماته الصريحة المنحازة للثورة، مع شريط فيه مشاهد من جريمة فض الاعتصام وما ظل يفعله المكون العسكري بالثورة .! فإحترت في أمره، لكني تمنيت أن يكون صادقاََ..
في نهاية الإجتماع والشريط ما زال في ذهني قلت له مصافحاََ : (والله يا ياسر ما كنت مفتكرك مع الثورة وأنك ممكن تقول الكلام ده) .. لاحظت من تعابير وجهه أنه لم يستحسن الكلفة التي رفعتها لكنه تمالك نفسه وقال : (والله انا لو ما مع الثورة ما كنت طلعت من القيادة العامة وجيت القصر الجمهوري)!
قلت في نفسي لو صدق القول فلن يمكث بالقصر طويلاً، للأسف مكث ياسر بالقصر طويلاً، وانتهى أمره كأحد قادة إنقلاب 25 أكتوبر المشؤوم الذي قطع مسيرة ذات الثورة التي أقسم بأنه معها، وسماها ثورة الوعي وتغيير المفاهيم.!
تذكرت كل ذلك الآن وأنا أقرأ تصريحات رئيس حزب الأمة السيد برمة ناصر، التي ينادي فيها بالمدنية، ومنها : (إلتقيت البرهان في أغسطس بعد خطابه تقديم السلطه للمدنيين، و البرهان حديثه عكس ما صرح به و قال المدنيين يسيئون للقوات المسلحه و أنه لن يسلم السلطه للمدنيين) .!!!
وهكذا ثبت بالبينة المباشرة عدم صدق تعهدات وتصريحات البرهان ورفاقه المتكررة بابتعاد الجيش عن السياسة وتسليم السلطة.! وأنهم ما زالوا يبررون إنقلابهم بأن المدنيين يسيئون للقوات المسلحه، وهي حجة هراء فيها إستهانة بالقوات المسلحة وإستخفاف بالشعب وبدماء الشهداء والجرحى .!
إن للقوات المسلحة مكانتها وإحترامها ووضعها الخاص عند الشعب، كقوات نظامية غير حزبية، قومية التكوين والهدف، واجبها تأمين سيادة البلاد، وحماية نظام الحكم المدني الديمقراطي الذي اختاره الشعب، والشعب يعلم ويقدر أن القوات المسلحة وفي غفلة من التاريخ لحق بها ما لحق بكل مؤسسات الدولة، من تغييب الإرادة والهدف، وإلي أن تستعيد مهنيتها وأمجادها ستظل كمؤسسة وطنية، محل عشم وتقدير .
فما بال الجنرالات يتهمون من ينتقدهم بأنه يسئ للقوات المسلحة!! وهم الذين يدوسون بإسمها على تطلعات الشعب وأحلامه المشروعة، ويستبيحون بإسمها الأرواح وسيادة الدولة ومواردها، ويحتمون بتحالف الأضداد الذي يغلب الذات على الوطن، وهو أعجز من أن يحمي نفسه من غضبة الشعب، حتى يكون قادرا على حماية غيره.!
يا أيها الجنرالات أحسنوا قراءة المشهد .. مهما تعثرت مسيرة الثورة وتكالب عليها أهل المصائب، فهي عائدة ومنتصرة ولا مهرب من الشعب إلا إليه .. " البلد فيها ثورة والناس حقو ترتقي لمستواها .. ألحقو نفسكم".
aabdoaadvo2019@gmail.com