يا دكتور خالد فرح السفير دكتور شول دينق اول من ارسى سابقة تاريخية غير مسبوقة في الامم المتحدة إلى يومنا هذا. . بقلم: ‏عثمان الطاهر المجمر طه

 


 

 

يوم رحيل دكتور اشول دينق المأساوى الوحدوى
كان أكبر خساره لوحده السودان.
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم )
( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقده من لسانى يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
أطلعت على مقال دكتور خالد فرح سفيرنا في فرنسا وفى الفاتيكان المنشور اخيرا في سودانايل واستوقفتنى اشارته إلى سفيرين كانا من اعظم السفراء في السودان وكانت لى معهما مواقف وصلات حميمه اولهما دكتور بشير البكرى يومها كنت اعمل سكرتير تحرير مجله الشورى التى يرأس تحريرها استاذنا الفاضل الراحل المقيم البروفسيور الطاهر محمد علي البشير نائب مدير جامعة امدرمان الاسلامية واستاذنا الذى كان يدرسنا الادب الشعبى في جامعة القاهره فرع الخرطوم عرفنى اولا بمدير جامعة ام درمان الاسلامية البروف الشيخ حسن الفاتح قريب الله الذى كان يزورنا في مكتب المجله الذى كان بمنزل البروف الطاهر محمد علي البشير فى بيوت جامعه القاهره القريبه من زنك الخضار بالخرطوم وكانت تجمعهما صداقة اخويه نادره كثيراً ما كنت اشاهد البروف الشيخ حسن الفاتح قريب الله عند استاذنا الطاهر محمد علي البشير وحتى عندما استقال من ادارة الجامعة وتفرغ لمشيخه طريقته الصوفيه عين البروف الطاهر محمد علي البشير نائبا لمدير جامعة ام درمان الاسلامية.
كما عرفنى بالسفير بشير البكرى وكان يومها يعمل مديرا لاحد البنوك السودانيه وطلب منى ان اذهب إليه لمدنا باعلانات للمجله والدكتوربشير البكرى كما عرفته اديب اريب ظريف لطيف لا يصح عنده إلا الصاح وكان لا تفوته الندوات او المحاضرات الادبيه والفكريه والسياسيه فكان يسجل حضورا دائما عرفته في اوائل الثمانيات .
وفي منتصف التسعينات كنت اعمل محررا في صحيفة اخبار اليوم السودانيه استدعانى الزميل الاستاذ / احمد البلال الطيب رئيس التحرير وطلب منى الذهاب الى وزاره الخارجية لاجراء حوار صحفى هام جدا مع السفير اشول دينق ومن خلال السيره الذاتيه للدكتور اشول دينق اكتشفت إنه عمل استاذا للقانون الدولى وقد تخصص سيادته في القانون الدولى ولمن لا يعرف دكتور اشول دينق السوداني الوحدوى الذي استقال من العمل مع دكتور جون قرنق الذي كان متمسكا بالمنفستو وكان سعيه في البداية انفصاليا بينما كان استاذ القانون الدولى وحدويا حتى النخاع.
في الحوار ذكر لى الراحل المقيم يومها كان مندوب السودان الدائم في الامم المتحدة وجاء دور السودان ليرأس الجمعيه العامه للامم المتحدة وكان من المفترض ان ياتى الزعيم ياسر عمار ابو عرفات لمخاطبه الامم المتحدة.
لكن كانت هناك مشكلة عويصه جدا تواجه دخول الزعيم ياسر عرفات الى امريكا التى صنفته زعيما للارهاب بالتالي ابو عمار بالنسبة لامريكا ارهابى بامتياز فما العمل كيف يتسنى لابو عمار مخاطبه الامم المتحدة في ظل الموقف المستحيل هنا تفتقت عبقريه استاذ القانون الدولى قرر دكتور اشول دينق نقل اجتماعات الجمعيه العموميه للامم المتحدة إلى جنيفا حتى يتسنى للزعيم ابو عمار مخاطبه الامم المتحدة عملا بحقه الذى خوله له القانون الدولى وهذا ماحدث بالضبط تم نقل اجتماعات الجمعيه العموميه للامم المتحدة الى جنيفا وخاطبها ابوعمار في اول سابقه تاريخية تشهدها الامم المتحدة إلى يومنا هذا بفضل عبقريه السفير الالمعى الدكتور اشول دينق والذى وجدته سودانيا بسيطا متواضعا اليف ولوف محترم يجبرك على التعلق به تقديرا واعجابا كان يوم رحيله المأساوى اكبر خساره لوحده السودان التراجديه برحيله فقدنا ابنا بارا بوطنه كانت وحده السودان حلمه وعشقه.
وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق.
مات وفي ذاكرته بيت الشعر :
‏منقو قل لا عاش من يفصلنا .
‏اخر منصب شغله الراحل المقيم كان سفيرنا
‏فى المانيا .
‏التحيه للزميل دكتور خالد فرح الذي اعاد لى هذه ‏الذكريات وهو زميل لانه يكتب معنا دائما في سودانايل والتحيه موصوله للحبيب والصديق ‏الاستاذ طارق الجزولى .
‏بقلم
‏الكاتب الصحفى
‏عثمان الطاهر المجمر طه .
‏باريس
‏9/3/2023

 

elmugamar11@hotmail.com

 

آراء