“يجي الخريف والحالة تقيف”

 


 

 


كلام الناس
*أحياناً تنتاب الكاتب حالة من اليأس يقرر فيها أن يبتعد عن "وجع القلب" والكتابة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تجد من المسؤولين الإهتمام المستحق .. ليس بالتقدير والإشادة وإنما يإصلاح المعوج من الحال الذي يجتهد الكاتب في التعبير عنه.
*من أصدق الحالات المأساوية التي لم تعد تفاجئنا بقدر ما تفاجئ المسؤولين كل عام وهم يجترون تصريحاتهم التطمينية والتبريرية بلا جدوى غرق الخرطوم الكبرى بعد أول مطرة غزيرة كما حدث ليل الجمعة الماضية.
• *الصحفيون لا يملون الكتابة وهم يسطرون التقارير والتصريحات الصحفية لإلقاء الضوء على بعض ما جرى جراء هذه الأمطار وهم يدركون أنهم كمن يؤذن في مالطا المحليات التي غرقت هي أيضاً في شبر أول مطرة هذا الخريف.
• *الصحفية وسام أبوبكر جسدت في تقريرها الصحفي الذي عززه المصور الصحفي سعيد عباس بالصور الحية ونشرته "السوداني" بالعنوان الذي إستعرته لعنوان كلام اليوم المشتق من قول سوداني معروف" بجي الخريف واللواري بتقيف" تضمن تفاصيل موجعة عن بعض الاثار الكارثية لأمطار ليل الجمعة بالخرطوم.
• *الوصف المعبر عن حال المواطنين الذين قدموا من الولايات عقب قضاء عطلة عيد الفطر جعلني أتابع قراءة التقرير وأقف عند بعض الصور الحية للمناطق التي حاصرتها مياه الأمطار حتى أصبحت عصية الدخول إليها أو الخروج منها.
• *تعالوا نقرا معاً هذه الفقرة من التقرير : مواطنوا السامراب يدخلون منازلهم بصعوبة كبيرة ولا يستطيعون الخروج منها، فقد حاصرت الأمطار السامراب محطة8 من عدة جهات،’ واحتضن السوق الشعبي المياة وحاصرت البرك المائية مناطق كثيرة في الخرطوم، تعالوا نقرأ أيضاً في الصفحة الاولى خبر الصحفية هاجر سليمان عن وفاة 10 مواطنين وإصابات مختلفة لاخرين بسبب الأمطار التي راح ضحيتها طفل وأمه بصعقة كهربائية من سلك كهربائي عاري واقع في مياه الامطار.
• *أكتفي بهذا القدر لانتقل بكم إلى ما بثته قناة النيل الازرق من تصريحات مضحكة و مبكية لبعض المسؤولين عن المحليات في فقرة "الإستعداد للخريف" مثل قول أحدهم إن المصارف تصرف مياه الامطار بصورة طبيعية .. أو ماقاله اخر من ان اثار الامطار المدمرة عادية في كل بلاد العالم في مغالطات يكذبها الواقع.
• *من بين الصور التي صورها سعيد عباس صورة سقوط حمام بإحدى المدارس وإنهيار بعض الفصول .. ففي حلفاية الملوك إنهار السور الفاصل بين مدرسة الحلفاية للبنات ومدرسة مصطفى عبد العال للبنين.
• *وتستمر الكتابة والتحقيقات الصحفية ولا حياة لمن تنادي لأن المسؤولين في سباق محموم لتولي المناصب الوزارية التي تفصل خصيصاً من أجلهم دون جدوى او مهام، ليصرف عليها المواطنون الذين تزداد معاناتهم بلا وجيع.

noradin@msn.com

 

آراء