يشهد إستاد مروي الدولي المباراة النهائية في كأس السودان بين الفريق البرهان ومنافسه الفريق حميدتي

 


 

 

يشهد إستاد مروي الدولي المباراة النهائية في كأس السودان بين الفريق البرهان ومنافسه الفريق حميدتي والمباراة من الأهمية بمكان بحيث إن العالم كله بات يترقب النتيجة علي احر من الجمر !!..

هبت رياح التغيير علي وطننا الحبيب وانصرفت الجماهير عن تشجيع فرقتي الهلال والمريخ بسبب نتائجهما المخيبة للامال في دوري ابطال افريقيا وبسبب عدم الاستقرار في إدارة الناديين الكبيرين والدوري الممتاز لم يكن حلا لمحنة الكرة عندنا والاتحاد السوداني لهذه اللعبة الشعبية التي عشقها اهلنا كابرا عن كابر أصبح في واد والكرة في واد آخر !!..
إذن أصبحت دور الرياضة خالية من المشجعين وركن الرياضة في الأجهزة المسموعة والمرئية صارت تبث الخواء والعدم والحديث فيها يدور عن الأشخاص ولا علاقة له من بعيد أو قريب عن عن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة وكيفية تطويرها والوصول بها للعالمية!!..
جمهور مقدر كان يتمتع بالفن الاصيل علي النجيل الاخضر وكانت هتافاته تصم الاذان في جماعية تشجع اللعبة الجميلة من أي جهة كانت ولم يكن لنا تعصب يفسد للتنافس الحر قضية وقد استحق المشجعون السودانيون بالخارج خاصة في دول الخليج لقب ( فاكهة الملاعب ) كما ان لاعبينا من مختلف الفرق دائما تنال كأس اللعب النظيف سواء انتصرت أو كانت الهزيمة حليفتها !!..
في الأمسيات في الزمن الجميل وقبل ان تمتد معاول الهدم الي دور الفن السابع ( السينما ) يتوجه عشاق الشاشة لينعموا بمتابعة الجيد من التمثيل والأداء المتميز من ابطال تركوا بصمتهم في ذاكرة كل من أرتاد دار الخيالة بحثا عن فلمه المفضل !!..
وأيضا صارت دور السينما خرائب ينعق فيها البوم والناس لزموا بيوتهم أو جلسوا لدي ستات الشاي تعويضا عن هذا الفراغ الكبير وشتان مابين الاستغراق في فلم هادف يضيف للثقافة والفكر وهذه الجلسة لارتشاف الشاي ليس فيها لاعلم ولا ادب ولاصحبة ماجد بل هي تضييع للوقت وتغييب للعقل وتكريس للملل وانسداد الأفق وغيبة الطموح والزمان يدور في الفراغ !!..
هذه الأحزاب السياسية التي تملأ الدنيا ضجيجا وعجيجا ليس لها دور ولا برامج ولا عضوية وحفنة من البشر فيها تدير كافة الشؤون وتتحدث باسم كائنات بشرية لا وجود لها في السجلات وحتي السجلات اختفت من زمان والبركة في رؤساء الأحزاب ومن معهم من أهل الثقة وعددهم أقل من القليل ينوبون عن الملايين ويقحموا أنفسهم في أخطر القضايا من غير علم أو كتاب منير ولهم حاسة شم قوية عند تقسيم الكعكات والمحاصصات والمهم عندهم الكرسي الوثير علي حساب الجماهير التي تركتهم يعربدون في قضايا الوطن بما يحلو لهم وجلسوا في مقاعد المتفرجين ينظرون من طرف خفي لمحن الزمان وضياع الامان والأوطان !!..
نخلص الي ان الساحة قد صارت خالية من جمهور السينما والمسرح بسبب تغييب هذين المرفقين بفعل فاعل مع سبق الاصرار والترصد والجماهير زهدت في الأحزاب السياسية التي صارت تمارس المكايدات مع بعضها البعض وليس عندها ماتقدمه غير الفراغ العريض والعمالة للأجنبي مقابل حفنة من الدولارات !!..
والجيش ترك عمله الأساسي ونزل السوق يبيع ويشتري وينشط في الاستيراد والتصدير وغطت بضائعه السوق المحلي وكبار الضباط صاروا مليونيرات وزهدوا من مقارعة الأعداء واسترداد الحدود المنهوبة وتركوا الشعب يتضور جوعا والجنجويد شبوا عن الطوق وصار جيشهم مواز لجيش البلاد عدة وعتادا وايضا عندهم شركات ومؤسسات وتصدير المعدن النفيس وعلاقات مع الدول وصاروا دولة داخل دولة وصارت لهم صولة وجولة يحسب لها ألف حساب !!..
زعيم الجيش البرهان هو المرشح الوحيد لخوض المباراة النهائية مع حميدتي مرشح الجنجويد في ظل هذا الفراغ الدستوري والجماهيري !!..
وياتري من سنري علي منصة التتويج الفريق الذي يدربه المصريون ام الآخر الذي تدربه الإمارات ؟!

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء