يعدنا البرهان وحميدتي بانتخابات حرة نزيهة عقب الفترة الانتقالية وواقع الحال له فيتو علي الجنرالين !!

 


 

 

لو أن أهل الأرض طرا نادوا بقيام انتخابات حرة نزيهة بأرض السودان ومن ثم تسليم مقاليد الحكم لحكومة منتخبة يمكن لهذا الوعد أن يكون صادقا ويتحقق ولكن ام المصائب أن يتصدي لهذا العمل الوطني الكبير والخطير ثنائي لم يعرف عنه عشق ولا هيام بالديمقراطية بل هذه الكلمة وقعها في نفسه مثل السونامي وقنابل هيروشيما ونجازاكي !!..
السودان اليوم في ظل هذه الفوضي الضاربة اطنابها لا يعرف الجن الازرق كم عدد سكانه لأننا لم نشهد اي تعداد جري في السنين الأخيرة وفي ظل هذه الهيصة تسرب كثير من مواطني دول الجوار الي اراضينا ولم يكتفوا بذلك بل صاروا اسيادا للبلد يتصرفون فيها وكأنها إرث من أجدادهم الميامين !!..
هؤلاء اللاجئون كم عددهم واين اتخذوا مضاربهم ومكان سكناهم وما هي سبل كسب عيشهم اكيد لا احد يملك ادني معلومة عنهم فقد اختلط حابل الوافد بنابل المواطن الذي ضاع بسبب نقص الخدمات التي نافسه فيها غرباء لفظتهم أوطانهم فهجموا علينا مثل أسراب الجراد الصحراوي والمسؤولون في وزارة الداخلية لا يبدون حراكا وكان الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد وينشطون فقط بالبنبان وقنابل الصوت والرصاص الحي عندما يثور ابن البلد مطالبا بالحرية والعدالة والسلام .
هل في مثل هذه الأجواء يمكن أن تقوم انتخابات وهل اصلا نحن الذين انصرفنا عن احزابنا وتركناها ليقودها العواجيز الذين غادروا كبسولة الزمن وصاروا يسبحون في عوالم تخصهم وحدهم وتخص أفكارهم التي عفي عليها الزمن وصارت غير صالحة للتداول في هذه الألفية التي خطي فيها العلم حتي كاد يلامس الثريا .
احزابنا تجلس في العراء إذ ليس لها دور ولا اماكن إيواء ولا عضوية واشتراكات وليالي سياسية وندوات مثل ما يحصل في العالم المتمدين وعند قيام الانتخابات يظهر أناس كانوا في بيات شتوي وغياب تام عن الأنظار ولا يعرف لهم انجاز من اي نوع وهؤلاء تكتظ بهم قاعة المجلس النيابي ليمثلوا بنا بدلا من أن يمثلوننا وكل اجتهادهم وخدمة بلادهم أن يبصموا بالعشرة علي القرارات الجاهزة التي تأتي لهم من حكومة الحزب الواحد والحاكم الدكتاتور الذي هو اصلا عسكري هرب من خدمته وحنث بقسمه وقاد انقلابا عطل به كل شيء وسعي لحشد الغوغاء حوله ليكونوا قاعدته الانتخابية وعشية التصويت يخلع البدلة الميري ويرتدي الزي المدني وينزل الانتخابات الرئاسية علي اساس أنه المرشح الوحيد ويكسبها بنسبة كبيرة ويهلل الإعلام وتتطاير في الجو أهازيج الفرح واقواس النصر !!..
النموذج القادم لحاكم السودان هو نموزج السيسي الفرعون المصري اليهودي وحاكمنا بعد الفترة الانتقالية وإطلالة العهد الجديد أما برهان أو حميدتي ورغم أن تاريخهما في خدمة الشمولية وولوغهما في دم الابرياء إلا أن مايملكان من ثروة وإعلام مضلل منافق فاسد يجعلان المعركة مضمونة لهما ولكن بقي أن يتغدى أحدهما بالآخر قبل أن يتعشي به هذا الآخر.

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء