ينتهي السخط الإلهي .. عندما تصفي النفوس !!

 


 

 

تعيش البلاد اليوم في موجة قوية من الانقسامات المتوالية والخلافات المتجذرة والخصومات الفاجرة بين الأفراد والجماعات والكتل السياسية والأحزاب من كل الوان الطيف السياسي و الطائفي وحتي الطرق الصوفية والإدارات الأهلية لم تنجو من هذا المرض اللعين .. السبب الأساسي وراء تلك الانقسامات والخصومات هو الحقد الأعمى والكراهية الشديدة التي تغلي في نفوس الناس بسبب الجهوية والنعرات القبلية البيغضة التي كرستها طغمة الإنقاذ البائدة، فصار الناس يحتمون بالعرق والقبيلة التي التي اعمت البصائر من تدارك خطورة السير والتمادي في هذا الطريق الشاذ الذي كبد البلاد اليوم ثمنا باهظا بضياع مواردها الغنية وعوقب عليه العباد الذين ضاقت بهم الحياة وتحولت الي جحيم لا يعرفون مداه ولا يعلم به إلا الله ..

استمر حكم الكيزان الجائر المستبد لمدة ثلاثون عاما، كان يكرس كل همه للبقاء علي رأس السلطة مستعملا في ذلك كل الأساليب الخبيثة لكسر شوكة اي معارضة يمكن أن تشكل خطورة علي بقائه في الحكم ولعل اسؤ هذه الطرق كانت سياسته اللعينة في تشتيت الناس واضعاف الروح القومية عندهم، حتي تراجعت واندثرت الهوية السودانية وباتت تأتي في مراتب متأخرة بالمقارنة مع القبيلة والعرق والانتماء الجهوي لدرجة ان الأقاليم اصبحت مثل الجزر المعزولة داخل الوطن الواحد .. كل إقليم متعصب بأهله وفرح بما لديه من ثروات .. من هنا بدأ يدب الخطر لأن الجميع صار لا يرضي ولا يثق فيمن هو أصلح لحال البلاد ونفع العباد .. الكل يري نفسه مظلوما .. الكل يريد أن يأخذ دون أن يعطي .. الكل يريد أن يفضل نفسه علي الآخرين .. الكل يريد أن ينهب من ما يتوفر من الخيرات المشتركة ويحاول احتكارها لنفسه ولو بقوة السلاح، لذلك انتشر الفساد وعمت الفوضي والمحسوبية في كل مكان وتقنن الظلم وأصبح لا رقيب ولا حسيب عليه، لذي لا غرابة أن يتولد الغبن والحسد في نفوس الناس مما دفعهم الي الفرار من هوية القومية السودانية الي حمي الهوية القبلية والجهويه لعلها تكون منصفة لهم وسندا يحميهم من الظلم والاقصاء من حقوق المواطنة المشروعة .. لقد انعدم العدل تماما تحت مظلة الهوية السودانية وصارت القبيلة والانتماء الاقليمي هما مصدر العدل بين مواطني البلد الواحد حتي أصبحت المحاصصة هي المعيار التي يأتي بها المسؤل وليست الكفاءة .. ومن هنا بدأ الهدم ..

بالرغم أن البلد تعج بالكفاءت والمتعلمين الذين يمكن أن يتحملو مسئولية إدارتها إلا ان من يتربع علي دفة قيادتها اليوم هم من الارازل والجهلاء الذين تسلطو علي رقاب الناس عنوة وفي غفلة من الزمان .. من يحكمون اليوم هم نتاج طبيعي لتلك السياسة الخبيثة التي انتهجتها طغمة الإنقاذ البائدة في تبني عديمي الأخلاق والضمير وفرضهم كقادة علي قبائلهم ومناطقهم ومن ثم علي البلد والهدف كان ابتزاز الناس بأنهم شركاء في السلطة وهي في الواقع أمور صورية ليس إلا، يراد منها فقط خداع الناس، مثل رتب الخلا العسكرية والمستشارين الذين لا يستشارو في شيء والمساعدين من الذين هم أحوج الناس لنفسهم بالمساعدة من غيرهم .. هذا إضافة لوزراء المهزلة الذين لا يفقهون طبيعة عملهم ولا يملكون كاريزما الإدارة التي تتطلب الإبداع في الاختصاص المنوط بالوزارة المعنية .. علي العكس نجد الأخطاء الفادحة من هؤلاء الوزراء الرمم والتي تتكبدها البلاد ويدفع ثمنها المواطن المغلوب علي أمره ومع ذلك يبقي الوزير الفاشل في مكانه رغم فشله الذريع والسبب انه ابن المنطقة او القبيلة المعينة التي تريده أن يبقي في السلطة ممثلا لها حتي لو ادي ذلك للخراب والدمار من جراء جهله ورعونته .. للأسف البلد تسير نحو الانهيار الكامل بسبب الاحقاد والظلم والفساد إضافة للحسد وعدم حب الخير لكل ما يصب في مصلحة البلاد ونفع العباد ..

لقد حرم الله الظلم علي نفسه لأن الظلم ظلمات .. فما بال العباد؟ .. للأسف نحن نعيش الظلم في حياتنا اليومية ولا نكترس له .. حتي الحسد أصبح متلازم مع سلوكنا العادي لدرجة ان نحسد بعضنا البعض حتي علي النعم التي تتنزل علينا من رب العالمين .. اما الغبن فحدث عنه ولا حرج .. الكل مقهور وغاضب بسبب الظلم والفساد الذي سلب كل حقوق الناس المشروعة ..

خلاصة الأمر، ما يجري في البلاد اليوم سببه السخط الإلهي ..
ولن ينتهي هذا السخط الإلهي إلا عندما تصفي النفوس .. اللهم لا شماته أن كان هذا حالنا اليوم ..
الله لآ كسب الكيزان وتجار الدين ..

عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com
////////////////////////

 

آراء