يوميات الاحتلال (34): 30 يونيو القيمة والمعني الثوري

 


 

 

.. البارحة كان الثلاثين من يونيو، و كانت الأرض السودانية علي موعد مع سجل التاريخ ليسجل صفحة منمازة من صفحاته، كانت جحافل السودانيين كهول و شباب، كنداكات و ثوار تضيء نهارات المدائن و تشعل مفاصل الحلم بالهتافات و المشاهد الباسلة، كانت كما العادة معركة بين الوعد و الحلم و الفداء ضد جرزان السلطة المددجين بكل أسباب الموت و مدثرين بكل أثمال الوضاعة و الخروج علي قيم الإنسانية، حين كان برهان الكذوب يحتمي بصيحات الجند ليطرد الخوف المتأصل في داخله، كانت شوراعنا تردد في هدير أسمع أبواب السماء و أحرج الإقليم و العالم في سكوته و صمته المخجل، و حينما كانت الأسلحة تقتل في أبناء هذا الشعب، كان كل حرص برهان ان يطرد خوفه الساكن في جوفه بزيادة عدد القتلي الشهداء من أطهار هذا الشعب، و سكت حلف برهان و رهطه من الفسدة الذين تخلوا عن أي فضيلة و تمسكوا بالعار .. العار الذي سوف يطاردهم الي احفادهم و لن تنسي ذاكرة السودانيين مواقفهم المخزية و خيانتهم الجلية للشعب و الوطن .
.. 30 يونيو، تبدل التاريخ، فمن يوم يؤرخ لبدايات عهد الاسلامويين المخزي و الفاسد الي يوم للثورة سوف تخلده تلك البطولات و الأرواح الطاهرة التي صعدت فداءاً للوطن و أحلام الثورة السودانية التي سوف تكتب ميلاد السفر الجديد للسودانيين و وطنهم الذي كانت علي أرضه أولي الحضارات و ستكون علي أرضه ولادة العالم الجديد، عالم ما بعد الثورة السودانية سوف يكون ملهم للشعوب و مُعطي جديد للقيم الإنسانية التي مهرها أبناء و بنات السودان بدمائهم الذكية و أرواحهم الملائكية .
.. 30 يونيو ، لم يكن الي إعلان لبداية موجة جديدة من الثورة السودانية .. موجة بروح جديدة و معناً جديداً ، و أساليب جديدة تؤكد ثابت واحد في متغيرات كثيرة و هو أننا لن ننكسر، نحن شعب ضد الإنكسار، و بدأ العالم يدرك ذلك جيدا ، و سيكون علي الإقليم ان يمكث سنوات طويلة ليدرك هذه الحقائق، لأنها خارج مدركاته و خيالاته و تجاربه الرهيفة .
.. 30 يونيو، إشعاع يجب أن يتواصل و يجب أن ينتج مزيدا من الأفكار المبهرة و علينا أن نواصل بذات الطاقة و زيادتها بأستمرار، لأن معركتنا كبيرة و عدونا لا يملك من أسباب الحق إلا سلاح جبان يقف وراءه قاتل جبان يأخذ أوامره بالقتل من قائده الذي باع شعبه و وطنه بوعود بالحكم و السلطة لن تتحقق أبدا و لكنه عَته العقل و بلادة الحس و بوار المخيال و جهل بقوانين الوجود و حقائق التاريخ .
.. مزيدا من التماسك .. مزيدا التفكير العميق في تطوير أساليب الكفاح الثوري و مزيدا من العمل علي خلق جسم للقيادة متماسك و متجانس و متعاهد علي أهداف الثورة سنعبر الي ساحات النصر و نحقق الوطن الذي لطالما ضحينا من أجله .
.. سلطة الانقلاب ساقطة و هم يعلمون حقيقة سقوطهم و لكنها الأوهام و قنان خمر السلطة التي تلعب برؤوسهم و أحلامهم الإبليسية، و لكننا اقتربنا مما نصبو إليه كشعب و قريبا قريبا سترفرف بيارق النصر و العزة والكرامة .
.. الثورة وعي و بناء و فعل مستمر .

jebeerb@yahoo.com

 

آراء