يوم (السكـر)…. الإبتزاز المر … بقلم: عزيزة عبد الفتاح محمود
14 November, 2009
عند أول المدخل للشارع المؤدي الي (مركز جابر أبو العز) لعلاج مرضي السكري حيث كان الإحتفال باليوم العالمي لمرضي السكر ، والذي قدرت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 180 مليون شخص يعانون منه ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول العام 2030.قلت علي طول الطريق الي المركز إنتابني شعور بالإبتزاز لنفسي..! يكفي أنك لا تعانين هذه اللحظة مشقة الحصول علي جرعة (أنسولين).. يكفي أنه ليس هناك برنامج غذائي يقحم سياسته علي ميزانيتك ويطيح بحفنة جنيهاتها بعيدا.. تقدمت الي داخل المركز، كانت الجموع كثيرة.. من كل الأعمار تقريباً..ويتواصل تقرير المنظمة بأن عدد الوفيات من مرضي السكر في بلدان الدخول المنخفصة والمتوسطة يصل الي 80%.. وإن لم يحدث تدخل سريع فان معدل الوفيات سيزداد بأكثر من 50% في السنوات العشر المقبلة. إلتقيت بالسيد (محمد المرتضي) وهو أحد العاملين بالمركز وأحد المنظمين لهذا اليوم ، سألته عن عدد الأطفال الذين يفدون الي المركز هل هم في تزايد أم أن عدد الحالات مستقر، فذكر لي بأسف أن المركز يستقبل كل يوم (إثنين) وهو اليوم المخصص لحالات الأطفال (20) طفلا كشف أول .وقد ذكرت ولاية الخرطوم أن عدد الأطفال المصابين بالسكر حولي 500 طفل هؤلاء أطفال مسجلين ويتلقون علاجهم. سألت السيد (مرتضي) كيف يمكن التحكم في تغذية الطفل أو نستطيع منعه من تناول الحلويات وسط إنعدام أي خيارات لفاكهة أو بدائل أخري ؟ فردّ بأن هذا يعتمد علي الوالدين وأن بالمركز أخصائية تغذية لتزويدهم بكل المعلومات الضرورية للإلتزام ببرامج تغذية مناسبة للطفل المصاب. لاحظت أيضاً أن بعض اليافعين والذين يتلقون علاجهم بالمركز منذ طفولتهم ، يجمعهم نوع من الإلفة أو أن قدر تواصلهم هذا بات واقعاً (لا طعم له).. ترددت كثيرا في الإجابة علي سؤال ينضح بالخوف إن كان هناك أطفال تم بتر أعضائهم علي خلفية النسبة التي ذكرها د. عبد الرشيد محمد من أن نسبة البتر إرتفعت من 12% الي 14% فأجاب السيد ( مرتضي) بأنه لا يعلم ولكن لم يتم عمل جراحي داخل المركز. و يواصل الأطفال علاجهم بمستشفي (إبن عوف). مركز( جابر أبو العز) وعلي قلة الإمكانات ومناشداتهم المستمرة لتوفير العلاج إستطاع أن يخلق العاملون فيه مجتمعا متوازنا يكفي فقط أن يربك هذا التوازن حسابات القائمين علي أمر ماتبقي من الأصحاء.