يوم النسوان وحريم السلطان

 


 

 


كيف لا

يصادف يوم غدٍ الجمعة الثامن من مارس 2013م ، اليوم العالمي للمرأة . وحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة ، فإنه في هذا اليوم ستذاع أغنية "امرأة واحدة" ، التي من المقرّر أن يشترك في أدائها فنانون وموسيقيون من الصين وحتى كوستاريكا ومن مالي إلى ماليزيا لنشر رسالة الوحدة والتضامن عبر هذه الأغنية المخصصة ليوم 8 مارس  2013م.
ويجيء الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لهذا العام تحت شعار (وعد الحرُّ دينٌ عليه: حان وقت العمل لإنهاء العنف ضد المرأة) . ويسعى إلى تعزيز التزام المجتمع الدولي بوضع حد للعنف ضد المرأة من خلال حملة "اتحدوا" برعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي  مون ، والتي تدعو الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسائية والرجال والشباب والقطاع الخاص ووسائل الإعلام المختلفة وجميع كيانات منظومة الأمم المتحدة إلى بذل جهودها من أجل القضاء على العنف ضد المرأة .
هناك أيضاً حدث بارز لا يقلّ أهمية عن خبر إذاعة الأغنية الجديدة المخصصة لمناهضة العنف ضد المرأة ، وهو أنّه في هذا اليوم الخاص جداً اختارت بعض ممثلات المسلسل التركي الشهير ، والمثير للجدل الاجتماعي والتاريخي والغضب السياسي (حريم السلطان ) ، اخترن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة على طريقتهنّ الخاصة .
وقد عقدت نجمات المسلسل التركي العزم على المشاركة في الحملة الوطنية لوقف العنف ضد المرأة ولتصوير مشاهد أكثر إثارة وجذباً للمشاهدين لدعم الحملة ، فقد قامت الممثلة نور فتاح أوغلو التي قامت بدور السلطانة ناهد دوران في المسلسل بتصوير مشهد مرعب يظهرها وقد تعرضت لقطع ذبحي في عنقها ، كما غطت آثار الكدمات وجهها وعينيها . وقد شاركت معها في هذه الحملة مجموعة من الممثلات التركيات الفاتنات لدعم حقوق المرأة من خلال نشر فيديو وصور تظهرهنّ وقد تعرّضهن للضرب لعكس حالة النساء المعنّفات ومدى السوء الذي يتعرّضن له و آثار العنف والدماء التي تلطخ وجوههن .
وهذا المسلسل الشهير "حريم السلطان" الذي حقق نسبة مشاهدة عالية ، يحكي قصة حياة أهم حاكم في تاريخ الدولة العثمانية وهو السلطان سليمان القانوني، الذي حكم الدولة العثمانية من عام 1520م وحتى وفاته عام 1566م وهي فترة شهدت فيها الدولة العثمانية مجدها وعزتها. ولم تكتمل أجزاء المسلسل بسبب الجدل السياسي والاجتماعي حول الصورة الذهنية لشخصية وطنية رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنّ المسلسل يشوهها . أما الأحداث التي ظفر بها الجمهور العربي بعد دبلجة المسلسل إلى اللغة العربية فقد تركزت بشكل كبير على علاقة الحب التي جمعت بين السلطان والجارية الأوكرانية التي أصبحت فيما بعد زوجته المؤثرة على مجريات الأحداث في الدولة العثمانية . وبالطبع فإنّ الأحداث بهذا الكم من الجواري والحريم كان لا بد أن تدور في قصر(الحرملك) أو مقرّ الحريم .
لا شك أنّ دفاع  فاتنات (حريم السلطان) سيؤتي ثمره بشكل أكبر من (امرأة واحدة) ومن غير أن يأخذ نساء الوطن العربي الأكثر عرضة للعنف ، على أجنحته ليسبحن في أحلام اليقظة حيث القصور والرقص والحبور . وما بين "امرأة واحدة" و "حريم السلطان" يا قلبي لا تحزن .  
(عن صحيفة الخرطوم)
moaney [moaney15@yahoo.com]

 

آراء