يونس بحري في الخرطوم !!
د. مرتضى الغالي
30 July, 2021
30 July, 2021
اليوم الخميس.. ومن حكايات (يحيى محمد عبد القادر) وهو من أعجب الشخصيات الصحفية التي مرّت على السودان أن (يونس بحري) البوق الإعلامي الشهير لأدولف هتلر والنازية كان في الخرطوم في عام 1958…!!ّ وفي بعض الروايات أن يونس سخر مرة من إذاعة أم درمان التي كانت تناصر الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية ووصفها بـ(الذبابة التي تطن في أم درمان)…!!
ويحيى محمد عبد القادر (مؤسس لثلاثة صحف: أنباء السودان والاستقلال والسوداني) وله أدوار سياسية عجيبة في الأحزاب السودانية قبل الاستقلال وبعده.. بل كان (بصورة ما) شريكاً في بعض المفاوضات حول الاستقلال في الخرطوم والقاهرة.. وهو من أصرح الصحفيين والكتّاب السودانيين على الإطلاق؛ فهو يروى الأحداث التي شهدها بالتفاصيل غير المُمِلة (له أو عليه) ولا يستنكف أن يذكر حتى ما يتعرّض له (في ذات نفسه) من زجر وطرد ومهانة وضرب وافلاس..! وهو يروي الأحداث بتلقائية ولا يهتم بردود أفعال الآخرين، ولا يكترث لتبعات ما يقول عن الشخصيات السياسية والزعامات الدينية البارزة، وله مواقف عجيبة مع معظم رجال الصحافة والسياسة في السودان والعديد من الشخصيات العربية والعالمية التي التقى بها، ومنها عبد الكريم قاسم ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر وعباس العقاد وخليل مطران وصلاح سالم وأنور السادات وادوارد عطية..الخ، وقد روى حكايات عجيبة مع عبد الرحمن المهدي والشريف الهندي وعلي الميرغني والأزهري والمحجوب ويحيى الفضلي وأحمد يوسف هاشم والتجاني يوسف بشير..الخ، ولم يترك حجراً لم يقلبه في الفترة التي عاشها منذ بواكير الثلاثينات وخلال الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وما تلاها.. وقد توفى في سن متأخرة عام 2011 وتذكر مصادر أنه من مواليد عام 1916..!!
التقى يحيى بيونس بحري في الخرطوم أوائل 1958 وقد اختلفت الأقاويل في سبب حضوره للسودان..فماذا حدث! نزل يونس بحري في الفندق الكبير ثم انتقل إلى منزل زاره يحيى فيه فوجده عارِ من الأثاث كما استقبله يونس وهو أيضاً شبه عار من الملابس..! كان يطبخ طعامه وبيده زجاجة خمر، وقال يحيى أن يونس دعاه في (عزومة مراكبيه) ليشاركه الشراب.. ولكنه أظهر ارتياحاً بالغاً عندما علم أنه لا يقارف الخمر…!! خرج يحيى من عنده ولكن التقى به لاحقاً عدة مرات ليستلم منه مقالات كان يكتبها ضد (ج.ع) هكذا.. ثم انقطعت العلاقة بين الرجلين عندما طالب يونس بأجر على المقالات واعتذر يحيي بأنه لا يملك حتى قوت عياله.. فوصفه يونس بأنه (مغفل) وقال يحيى إنه لم يراجعه في وصفه هذا…!! وذات يوم دعاه يونس إلى الفندق وقال له مذعوراً إن شخصين عرضا عليه مغادرة الخرطوم وقدما له خمسمائة جنيه، وأن صلته قد تحسّنت بالجهة التي يتبعان لها، وإنه سيعمل للدعاية لها في بيروت…. وقدم يونس مقالاً جديداً ليحيي للنشر على النقيض من المقالات السابقة.. ومعنى ذلك انه انتقل من الهجوم والذم القبيح إلى التبجيل والمديح (بعد الجنيهات الخمسمائة) فاعتذر يحيى عن نشره، ولكن يونس حاول أن يقدم له بعض المال من باب الرشوة فبقى يحيى على رفضه..! غادر يونس الخرطوم خفية، وبعد شهر قال يحيى إنه ابتهج بسماع اعتداء الجمهور على يونس بحري في شوارع بغداد، ثم باعتقاله عقب الثورة العراقية.. وفي عام 1959 زار يحيى عبد القادر بغداد في وفد صحفي ومعه محمود أبو العزائم ومحمد الحسن أحمد وفي بهو فندق الخيام التقوا بيونس بحري وهو يرافق الوفد اللبناني…!! وبعد حين تلقّى يحيى من بيروت كتاب يونس (سبعة أشهر في سجون بغداد)..!! ويقول يحيي إن سأل نفسه: لماذا أرسل إليه يونس بحري هذا الكتاب…وهل في نية الرجل العودة للخرطوم مرة أخرى؟!
ويحيى محمد عبد القادر (مؤسس لثلاثة صحف: أنباء السودان والاستقلال والسوداني) وله أدوار سياسية عجيبة في الأحزاب السودانية قبل الاستقلال وبعده.. بل كان (بصورة ما) شريكاً في بعض المفاوضات حول الاستقلال في الخرطوم والقاهرة.. وهو من أصرح الصحفيين والكتّاب السودانيين على الإطلاق؛ فهو يروى الأحداث التي شهدها بالتفاصيل غير المُمِلة (له أو عليه) ولا يستنكف أن يذكر حتى ما يتعرّض له (في ذات نفسه) من زجر وطرد ومهانة وضرب وافلاس..! وهو يروي الأحداث بتلقائية ولا يهتم بردود أفعال الآخرين، ولا يكترث لتبعات ما يقول عن الشخصيات السياسية والزعامات الدينية البارزة، وله مواقف عجيبة مع معظم رجال الصحافة والسياسة في السودان والعديد من الشخصيات العربية والعالمية التي التقى بها، ومنها عبد الكريم قاسم ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر وعباس العقاد وخليل مطران وصلاح سالم وأنور السادات وادوارد عطية..الخ، وقد روى حكايات عجيبة مع عبد الرحمن المهدي والشريف الهندي وعلي الميرغني والأزهري والمحجوب ويحيى الفضلي وأحمد يوسف هاشم والتجاني يوسف بشير..الخ، ولم يترك حجراً لم يقلبه في الفترة التي عاشها منذ بواكير الثلاثينات وخلال الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وما تلاها.. وقد توفى في سن متأخرة عام 2011 وتذكر مصادر أنه من مواليد عام 1916..!!
التقى يحيى بيونس بحري في الخرطوم أوائل 1958 وقد اختلفت الأقاويل في سبب حضوره للسودان..فماذا حدث! نزل يونس بحري في الفندق الكبير ثم انتقل إلى منزل زاره يحيى فيه فوجده عارِ من الأثاث كما استقبله يونس وهو أيضاً شبه عار من الملابس..! كان يطبخ طعامه وبيده زجاجة خمر، وقال يحيى أن يونس دعاه في (عزومة مراكبيه) ليشاركه الشراب.. ولكنه أظهر ارتياحاً بالغاً عندما علم أنه لا يقارف الخمر…!! خرج يحيى من عنده ولكن التقى به لاحقاً عدة مرات ليستلم منه مقالات كان يكتبها ضد (ج.ع) هكذا.. ثم انقطعت العلاقة بين الرجلين عندما طالب يونس بأجر على المقالات واعتذر يحيي بأنه لا يملك حتى قوت عياله.. فوصفه يونس بأنه (مغفل) وقال يحيى إنه لم يراجعه في وصفه هذا…!! وذات يوم دعاه يونس إلى الفندق وقال له مذعوراً إن شخصين عرضا عليه مغادرة الخرطوم وقدما له خمسمائة جنيه، وأن صلته قد تحسّنت بالجهة التي يتبعان لها، وإنه سيعمل للدعاية لها في بيروت…. وقدم يونس مقالاً جديداً ليحيي للنشر على النقيض من المقالات السابقة.. ومعنى ذلك انه انتقل من الهجوم والذم القبيح إلى التبجيل والمديح (بعد الجنيهات الخمسمائة) فاعتذر يحيى عن نشره، ولكن يونس حاول أن يقدم له بعض المال من باب الرشوة فبقى يحيى على رفضه..! غادر يونس الخرطوم خفية، وبعد شهر قال يحيى إنه ابتهج بسماع اعتداء الجمهور على يونس بحري في شوارع بغداد، ثم باعتقاله عقب الثورة العراقية.. وفي عام 1959 زار يحيى عبد القادر بغداد في وفد صحفي ومعه محمود أبو العزائم ومحمد الحسن أحمد وفي بهو فندق الخيام التقوا بيونس بحري وهو يرافق الوفد اللبناني…!! وبعد حين تلقّى يحيى من بيروت كتاب يونس (سبعة أشهر في سجون بغداد)..!! ويقول يحيي إن سأل نفسه: لماذا أرسل إليه يونس بحري هذا الكتاب…وهل في نية الرجل العودة للخرطوم مرة أخرى؟!