هذا لن يعيق الإرادة الشعبية
كلام الناس
*علاقتي بالأحزاب السياسية أشبه بعلاقتي بفرق كرة القدم، وعندما تتاح لي فرصة مشاهدة مباراة من مباريات كرة القدم أجد نفسي أشجع اللعبة الحلوة، وإن كنت لا أخفي ميلي لفريق المريخ في المباريات الداخلية.
*لذلك لم أنضم بصورة تنظيمية إلى أي حزب من الأحزاب السياسية وإن كنت قد ترعرت في بيئة إتحادية عزمية نسبة للطر يقة العزمية التي أسسها الإمام محمد ماضي ابوالعزائم ويقودها الان في السودان الشيخ سيف الدين محمد أحمد متعه الله بالصحة والعافية، وأحترم كل الطرق الصوفية وكل المشايخ دون تقديس لأي منهم.
*أقول هذا بمناسبة علاقتي الحميمة مع الإمام الصادق الصادق المهدي التي تعززت منذ أن كنت أعمل بمكتب صحيفة"الخليج" الأماراتية بعمارة "الفيحاء" بالخرطوم، فبحكم عملي الصحفي سعيت لإجراء حوار معه بتكليف من إدارة تحرير الصحيفة في أوائل سنوات الإنقاذ.
*ليس المجال هنا مجال الحديث عن الظروف الأصعب التي كان فيها المناخ الصحفي والإعلامي الذي يجعل مجرد إجراء حوار مع قيادي معارض مثل الإمام الصادق المهدي أمر شائك ومثير للإتهام، لكني قصدت توضيح ملابسات علاقتي به.
*بعد ذلك تعمقت علاقتي بالإمام أكثر وأكثر وأصبحت أتابع بحكم عملي الصحفي أخباره ونشاطه السياسي والديني وأخبار هيئة شؤون الانصار إبان وجوده في السودان وأثناء فترات غيابه ضمن الإهتمام بأخبار وأنشطة الأحزاب والفعاليات السياسية والمجتمعية الأخرى.
*لا أُخفي إنني أعجبت بجهد الإمام الصادق المهدي وإجتهاده على الصعيدين الديني والسياسي وإمتد إعجابي بهيئة شؤون الأنصار بقيادة أمينها العام الشيخ عبدالمحمود أبو بعد أن تحول كيان الأنصار من مرحلة التحرك بال"إشارة" إلى مرحلة الإنفتاح الفكري في الداخل وفي المحيطين الإقليمي والعالمي.
*أكتب هذا بمناسبة إستمرار الربكة السياسية التي صبحت اكثر من عادية خاصة بعد المفاصلة التأريخية وخروج ربان ركبهم الدكتور حسن الترابي عليه رحمة الله وتأسيس حزب معارض بإسم حزب المؤتمر الشعبي، وبعد ذلك إستمرت الإنشطارات التي بدأها حزب المؤتمرالوطني وسط الاحزاب والكيانات الأخرى إلى أن قصمت ظهره ومازالت.
*منذ أن خرج الإمام الصادق المهدي من السودان لظروف معروفة ظل يعلن أنه سيعود إليه عندما يفرغ من المهام التي يؤديها في الخارج، لكن هذه المرة كثرت "العصي" التي ألقيت أمام أقدامه في محاولة لمنعه من العودة للوطن للمشاركة في أعمال المؤتمر العام لحزب الامة القومي المقرر عقده في ديسمبر المقبل.
*يحدث هذا رغم تكرار التصريحات من رئيس حزب المؤتمر رئيس الجمهورية عن الإلتزام بإتاحة الفرص للأحزاب والحركات المسلحة المعارضة للمشاركة في إجازة الدستور وقانون الإنتخابات، فيما يستمر السعي المحموم لإكمال كل ذلك - بمن حضر - من الحزب الحاكم وأحزاب الزينة الديكورية.
• *وسط هذه الربكة السياسية المضحكة المبكية حررت نيابة أمن الدولة قبل أيام أمراً بالقبض على رئيس حزب الامة القومي الإمام الصادق المهدي واخرين وفقاً لبلاغات دونت ضدهم بمواد من القانون الجنائي لعام1991م إضافة للمادة5/6 من قانون مكافحة الإرهاب!!!!.
• * كل هذا لن يعيق قوة دفع الإرادة الشعبية الماضية نحو تحقيق التغيير الجذري المنشود.