التدخلات الامريكية في السودان لن تؤثر علي مجريات الامور وزخم الثورة الشعبية

 


 

محمد فضل علي
21 February, 2019

 

 

استمرت التصريحات والرسائل الامريكية المتناقضة تجاه الاوضاع الراهنة في السودان مابين التصريحات الغامضة والمتناقضة التي اطلقها احد مساعدي الرئيس الامريكي ترامب اثناء زيارته الي السودان والتي اناب فيها عن اصحاب الحق وشعب السودان متحدثا بلسانهم ومحذرا بلهجة صارمة مما وصفه بالتدخلات الخارجية دون ان يفصل الامر ويوضح من هي الجهة المعنية بالتدخل الخارجي الذي اشار اليه وطالب الناس بالصبر ومنح النظام الحاكم في الخرطوم الفرصة الكافية لايجاد حل سياسي واشياء من هذا القبيل متجاهلا زخم الثورة الشعبية والتضحيات الجسيمة للشعب السوداني ويبدو انه منشغل بالبحث في ملفات العلاقة الغريبة بينهم وبين نظام الامر الواقع في الخرطوم في محاولاتهم البائسة لتطويق الفوضي الاقليمية والدولية وقضايا الهجرة والحرب علي الارهاب التي تجاهلوا جذورها ومسبباتها واصبحوا يبحثون عن الحلول لها عند نظام الخرطوم مما يوضح عمق الازمة المستحكمة للنظام العالمي الراهن وبعض منظماته و دولة الكبري وفشلهم الذريع في معالجة قضايا بالغة الخطورة بسبب المكابرة والاستعلاء وعدم التوقف مع النفس وتحمل المسؤوليات القانونية والاخلاقية عما اقترفت دولهم من مخالفات خطيرة للقوانين الدولية تحولت الي تهديد مستمر ومباشر للامن والسلم الدوليين.

تواصلت التدخلات الامريكية في الشؤون السودانية عبر تصريحات لعضو في مجلس الامن القومي الامريكي نشرتها قناة الحرة الامريكية علي موقعها الاخباري حذر فيها العضو المذكور الحكومة السودانية من الاستمرار في الافراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين المدنيين وربط عضو مجلس الامن القومي الامريكي بين ذلك وبين ماوصفه بتهديد المفاوضات بين البلدين في اشارة الي عملية ازاحة اسم الحكومة السودانية من قائمة واشنطون للدول الراعية للارهاب.
ومن المعروف انه حتي اذا تم رفع اسم السودان من تلك القائمة فلن يمثل ذلك اي جديد في ظل العلاقة الغير متكافئة والمهينة بين البلدين والاشبه بوضع العربة امام الحصان والتي حولت السودان الي تابع ذليل للولايات المتحدة يتم التعامل بالقطعة في حالة الحوجة الية للتعامل مع ملفات وقضايا معروفة في ظل عدم الاعتراف الامريكي وعدم قبوله التواصل علي اي مستوي او حتي مصافحة الرئيس السوداني عمر البشير رمز السيادة المفترض للدولة لو يعلم هولاء المتاسلمين.
الثابت اليوم ان الولايات المتحدة الرسمية قد تجاهلت الانتفاضة الشعبية وثورة الشعب السوداني ولاغرابة في الامر في ظل التوجهات الامريكية المعلنة والواضحة التي تقدم المصلحة علي العلاقات بين الامم والشعوب وتجاهلوا حتي الانتفاضة الشعبية المتحضرة والقوية في زخمها وتعبيرها التي سارت في شوارع العاصمة الامريكية وهي تصدح بالهتاف الحر والغناء والنشيد لتعبر عن مساندتها لثورة الاغلبية الصامتة في شوارع وطرقات الخرطوم وبقية المدن السودانية.
الامر يستوجب العمل الفوري في المستقبل القريب وعندما يكون ذلك ممكنا علي تصحيح ذلك الوضع ورد اعتبار الدولة السودانية من اجل علاقات طبيعية ومعروفة وعلنية بين البلدين والمعاملة بالمثل مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول ومايجري اليوم علي صعيد العلاقات السودانية الامريكية اهانة لاتغتفر لارث الامة السودانية الخالد العظيم علي صعيد العلاقات الدولية والاقليمية والمبادرات الداعمة لحرية الامم ونضال الشعوب.
/////////////////

 

آراء