إزدياد الحاجة للتغيير الجذري

 


 

 


كلام الناس

*رغم كل التغييرات الشكلانية التي إتخذتها السلطة الحاكمة برئاسة رئيس الجمهورية الذي قال أنه سيقف على مسافة واحدة من الأحزاب والكيانات السودانية في الحكومة والمعارضة - بمافي ذلك التشكيل الوزاري غير الجديد الذي أعلنه رئيس الوزراء المعين إيلا - فإن الواقع القائم لم يتقدم خطوة إيجابية لإحداث تغيير حقيقي في حياة المواطنين.

*على العكس من ذلك إستمر النهج القديم الذي فشل عملياً في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام الشامل في كل ربوع السودان وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين، مع إستمرار الأزمات السياسية والإقتصادية والامنية المتفاقمة، فيما تتواصل المساعي المسمومة لنشر الفتن السياسية والإثنية والمناطقية بلا جدوى.
*من بين هذه المساعي المغرضة التي ينشرها من بيدهم القرار في الحكم عن قصد أخبار عن وجود مخطط إجرامي تشارك فيه أطراف من الداخل ومن الخارج، أو ضبط شحنة أسلحة على متن شاحنة، وإعلان إعتراف بعض من تم القبض عليهم بأنهم يتبعون لحركة عبدالواحد محمد نور.
*نشر أيضاً خبر بإقتحام وكر للسلاح بأمدرمان وضبط ثلاثة متهمين، و خبر اخر في صحف الخميس الماضي بالخرطوم منسوباً لنائب المدير العام لجهاز الأمن الفريق أمن جلال الدين الشيخ الطيب عبر المركز السوداني للخدمات الصحافية أعلن فيه عن ضبط أسلحة من أوكار وخلايا شملت 120 قطهة كلاشنكوف و3 مدافع دوشكاو8قرنوف و5 مدافع هاون و5بادق قنص كاتم صوت و5مدافع اربي جي و40 شريط متفجرات ديناميت و22 طبنجة إلى جانب الالاف من الخذائر في محاولة لتجريم بعض الحركات المسلحة التي تسعى فيه السلطة الحاكمة جاهدة في إجراء حوار معها كما حدث من قبل بلا جدوى.
*الأسوأ من ذلك تكرار التجارب الفاشلة التي جُربت من قبل لمعالجة أزمة السيولة التي حاولت ذات السلطة الحامة معالجتها مصحوبة بإجراءات أمنية وتسريب خبر عن تزوير في العملة النقدية فئة الخمسين جنيه والتحجج بذلك لسحبها من الأسواق، وبدأت في طباعة فئات نقدية جديدة فئة 100 و220 و500 جنيه وبشروا المواطنين بطباعة فئة جديدة بقيمة 1000ج!!.
*تم كل ذلك مع إستمرار أزمة النقد المتفاقمة وتداعياتها السالبة على أسعار السلع والخدمات الضرورية، وتراجع عائدات الصادر 600 مليون دولار ، وغيرها من الاثار الإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية السالبة التي تجسد الفشل السياسي والإقتصادي والتنفيذي والخدمي للحكم القائم.
*لم تسلم علاقات السودان الخارجية من التخبط والتنقل بلا هدى ولابصيرة من معسكر وتحالف إلى معسكر وتحالف اخر وسط زيارات مربكة في عواصم العالم البعيد والقريب، اخرها زيارة النائب الاول للرئيس وزير الدفاع الفريق أول عوض بن عوف بصحبة مدير عام جهاز المخابرات الفريق صلاح عبدالله قوش إلى جمهورية مصر العربية ولقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي بهما بحجة الإستفادة من نهضة مصر الملهمة في التنمية.
*هذا الواقع المأزوم المرتبك يؤكد الحاجة الملحة والعاجلة للتغيير الجذري الذي يتطلع إليه أهل السودان للإنتقال من حالة حكم السلطة المجهجة إلى رحاب الديمقراطية والحكم الراشد عبر حكومة إنتقالية متفق عليها - ليست صناعة فوقية من عل - لتنفيذ أجندة قومية لمعالجة الأزمات السياسية والإقتصادية والأمنية وغعمار علاقات السودان الخارجية، وتهيئة المناخ الصحى لإنتخابات حرة نزيهة، على أن يستفيد الجميع من تجارب السودان الماضية لتجنب سلبياتها وإستصحاب إيجابياتها لبناء سودان المستقبل الذي يسع الجميع بسلام وكرامة وعدالة.

 

آراء