قصيدة: “ناقصة عقل ودين” .. للشاعر: محمد بدوي مصطفى
mohamed@badawi.de
علموني وأنا طفلة
وأنا أرفل في ترهات نفسي دون اكتراث
رضيعة دون التباس
علموني أنني نصف الرجال
أنني نصف الشهادة والمقال
أنني نصف أخي
ربع أبي
سُدُس جدّي
ولا شيء ... نعم لا شيء
أمام عصمة أشباح البعال
نعم، منذ طفولتي ...
صبغوها في سريرتي
أتمتوها في دخيلتي
فغدوت مبرمجة دون احتراس
قالها نجم الفضاء
في قول ضعيف واقتباس
ما معني ضعيف؟
يعني هراء
لعب وافتراء
قالها العريفي والسديسي والحزيفي
وحتى فراس
أنني يا سادتي
ناقصة عقل ودين
وغدة عقلي لا تلين
نسوا أنني خلقت
في حُسن تقويم يُزِين
قالوها ونادوا بالقصاص
أنني حرمة
أنني عورة
أنني بُؤر النجاس
لا تقربوني
لا تلمسوني
لا تنظروني
فأنا من نواقض الغسل السُداس
قالوها وأنا صغيرة
لا تصافحي يا أميرة
لا تجادلي في المسيرة
احزريهم والسريرة
قلت حسنا:
لكنني أراهم في الظهيرة
يرسلون سهامهم خلف المثيرة
يتعززون في مصافحة عسيرة
لكن نيتهم قصيرة
يد قصيرة وعين بصيرة!
اخص ... من لهب العيون المستديرة!
تحملق في نهد الظباء وفي عنب الخصيرة
ما علينا ...
هل تعرفون؟
أنا يا سادتي لا أسافر دون محرم
وقانون الشيوخ علي مُلزَم
لماذا؟
لأن علقي المجدول مُعدم
لأن فكري للفجور ألهَم
جسمي بلذة "التيس" أفعم
لن يتركوني أبداً ... لن يتركوني
اخترعوا أم عطية كي يذبحوني
قالوا لها:
اقطعي ولا تنهكي ... وسموها طهارة
يا للقذارة!
أهدافهم أن يهلكوني
لن يتركوني ...
اخترعوا المقصلة
والمؤدة
والمحجرة كي يرجموني
لن يتركوني
أيّ رجل تحت أفواج الحجارة
يرجم
أيّ تيس تحت كرباج القذارة
يحجم
كل الأقاويل قد كتبت عليَّ
أن يلزموا هذي البُنَيَّة
كي يحجروني
يحجزوني
وفي فراش الحب
لن يهجروني
يعشقون برتقالي ومجوني
لن يتركوني
فأنا مبولة السجون
ومذبلة الزمن
مجزرة الشجون
ومقبرة الوطن
كُنهُ العفن
ربّ الوثن
ورغم ذلك ...
عفوري ينادي في فنن
لنزيح هفوات الخضوع
ونزيل نزوات الركوع
وفجرك يا حواء آت
ليشعّ في كل الربوع